💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

فلسطينيون هاربون من القتال إلى جنوب غزة لا يجدون مفرا من الخطر

تم النشر 15/10/2023, 18:05
© Reuters. سحب الدخان تتصاعد في الهواء كما شوهدت من الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة عقب القصف الإسرائيلي على غزة يوم الأحد . تصوير : عمير كوهين - رويترز .
USD/ILS
-
EGX30
-
TRX/USD
-

من نضال المغربي

غزة (رويترز) - مع تكثيف إسرائيل الضربات الجوية على قطاع غزة الذي تديره حماس وأمرها السكان بالتحرك إلى جنوب القطاع صوب الحدود مع مصر، اعتقد البعض مثل فادي دلول الأب لستة أبناء أن ذلك سيكون خيارا آمنا وحزم أغراضه.

ويسعى الفلسطينيون لإيجاد مخبأ آمن وسط استعداد الجيش الإسرائيلي لشن ما يُتوقع أن يكون هجوما بريا في غزة مصحوبا بضربات جوية لا تتوقف.

والرحلة إلى الجنوب محفوفة بالمخاطر أيضا، إذ تهاجم إسرائيل حماس في أعقاب شن الحركة هجوما مباغتا على إسرائيل، وهو الهجوم الأعنف منذ حرب عام 1973.

وأطلقت إسرائيل بالفعل أعنف موجة قصف على الإطلاق على قطاع غزة الذي يعاني من الفقر ويعد أحد أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض. والأسوأ متوقع، ما حمل السكان على البحث عن ملاذ آمن.

ورفض كثير من سكان قطاع غزة مغادرة منازلهم والتوجه إلى جنوبه مخافة تكرر "النكبة" التي فر فيها كثير من الفلسطينيين أو أُجبروا على الخروج من منازلهم خلال حرب 1948 التي تمخضت عن قيام دولة إسرائيل.

وجُرد نحو 700 ألف فلسطيني هم نصف تعداد فلسطين إبان الانتداب البريطاني من ممتلكاتهم ونزحوا، وتوجه كثير منهم إلى دول عربية مجاورة حيث يمكثون أو يمكث كثير من نسلهم. وما يزال كثيرون يعيشون في مخيمات للاجئين.

وتعارض إسرائيل حقيقة أنها طردت الفلسطينيين قائلة إن خمس دول عربية هاجمتها عقب قيامها.

وبالنسبة لدلول، فإن الأولوية هي نجاة أسرته، إذ تسوي الضربات الجوية الإسرائيلية المباني بالأرض في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل بينما تفرض مصر إجراءات مشددة على الحدود في ظل تفاقم أزمة إنسانية ونفاد مخزونات الأدوية في المستشفيات.

ودلول واحد من آلاف الفلسطينيين الذين فروا من شمال القطاع يوم السبت خشية ما يُنذر أنه سيكون اجتياحا بريا شرسا مصحوبا بضربات جوية لا هوادة فيها.

وقال دلول "نعيش تحت ضغط ولم نشهد مثل هذا الأمر من قبل... إنه تهديد هائل. الأطفال، مثلما ترون... إلى أين ينبغي أن نأخذهم؟". وأضاف "خاصة عندما غادرنا (منزلنا)، رأينا في طريقنا أشخاصا محروقين وتعرضوا للضربات الجوية. حمدا لله أننا سالمون ووصلنا إلى الجنوب".

ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي على الفور.

وطالبت حماس السكان بألا يرحلوا وتقول إن الطرق غير آمنة. وتقول أيضا إن العشرات قُتلوا في ضربات على سيارات وشاحنات كانت تقل لاجئين يوم الجمعة، وهو ما لم يتسن لرويترز التحقق منه بشكل مستقل.

وتقول إسرائيل إن حماس تمنع السكان من الرحيل من أجل استخدامهم كدروع بشرية، وهو ما تنفيه حماس.

ويسكن قطاع غزة نحو 2.3 مليون شخص يعيشون في حصار منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007.

وقالت إسرائيل إنها ستبقي طريقين مفتوحين أمام الفلسطينيين لمغادرة القطاع، لكن النازحين الذين سلكوا ذلك المسار قالوا إن القصف الإسرائيلي على المناطق الشرقية المحيطة لم يتوقف قط.

وذكرت وزارة الصحة التي تديرها حماس والإعلام الرسمي للحركة أن 70 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 200 قبل يومين حينما قصفت طائرات إسرائيلية عدة مركبات تقل نازحين في غزة. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الأقوال.

وقال دلول إنه لم يكن من السهل مغادرة منزله حينما بدأت إسرائيل إسقاط منشورات فوق غزة تحث السكان على الرحيل. وشعرت أسرته بأقصى درجات القلق وخصوصا خلال الليل.

كان ثمة ازدحام مروري. وقُصفت بعض السيارات في ضربات جوية. وقال دلول إن الأطفال عانقوه خلال الليل وبدأوا في البكاء وصرخوا "أنقذنا، أنقذنا".

وأضاف دلول "كيف لنا أن ننقذهم؟ حينما غادرنا المنزل، قبَّلنا الجدران في طريقنا إلى الخروج. هذا تهجير ولا نعلم إلى متى سيمتد. نأمل أن يتمكن العالم من رؤيتنا ورؤية كيفية عيشنا. انظروا، كان لدينا منزل وجدران ومياه، لكننا الآن نعيش في خيمة".

وتصف إسرائيل أمر الإجلاء بأنه لفتة إنسانية لحماية السكان بينما تقضي على مقاتلي حماس. وتقول الأمم المتحدة إنه لا يمكن تحرك هذا العدد الضخم بأمان داخل غزة من دون وقوع كارثة إنسانية.

وقالت سحر دلول ابنة فادي إنه لا يوجد مكان للاختباء من الضربات الجوية.

وذكر دلول "نعيش طوال حياتنا في شقاء. لا نعلم كيف نعيش. لا يوجد من ينقذنا... كيف سنعيش؟ كيف؟".

ويتعرض للقصف الإسرائيلي على غزة الفلسطينيون الذين بقوا في منازلهم والآخرون الذين قاموا بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى الجنوب وهم يعلمون أن مصر من غير المرجح بشدة أن تفتح معبر رفح.

ووصفت جينا (20 عاما)، خلال حديثها مع رويترز عبر الهاتف من غزة، أهوال سلوك طريق صلاح الدين الشرقي الرئيسي، وهو أحد طريقين يؤديان إلى المناطق الجنوبية.

وتابعت جينا باكية عبر الهاتف وهي تصف الرحلة إلى الجنوب "كنت مذعورة واعتقدت أنني على وشك الموت".

وأضافت "أمرونا بالهروب ثم قصفوا الناس على الطريق. عاد أبي بالسيارة إلى مدينة غزة. قال إذا كنا سنموت على أي حال، فلنمت في منزلنا في غزة".

وحتى إن أراد سكان القطاع الفرار منه بالكلية، فإنه لا يوجد مكان يتوجهون إليه إذ أن أبرز مخرج من خلال مصر، وهو أمر ترفضه القاهرة.

ودائما ما تصر القاهرة، وهي وسيط أساسي متكرر بين إسرائيل والفلسطينيين، على أن يحل الطرفان الصراعات داخل حدودهما، قائلة إن هذه هي السبيل الوحيدة التي ستضمن للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم.

© Reuters. سحب الدخان تتصاعد في الهواء كما شوهدت من الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة عقب القصف الإسرائيلي على غزة يوم الأحد . تصوير : عمير كوهين - رويترز .

وقال شاهد إنه رأى سيارات مدمرة وشاحنة محترقة تماما في طريقه إلى الجنوب. وتبدلت آراء بعض الذين أملوا في أن يجدوا ملاذا في الجنوب وعادوا مجددا صوب الشمال.

وقال أبو داود الذي يعمل محاسبا في غزة، "سأعود بأسرتي إلى غزة. لا يمكنني مواصلة العيش في مدرسة أو خارج منزلي، فعندما لا يكون أي مكان آمنا على أي حال، يكون منزلي أفضل".

(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.