واشنطن (رويترز) - طلب البيت الأبيض من الكونجرس يوم الجمعة ما يقرب من 106 مليارات دولار لتمويل خطط طموح لأوكرانيا وإسرائيل وأمن الحدود الأمريكية، لكنه لم يقدم أي استراتيجية للحصول على الأموال من الكونجرس المتعثر.
يأتي طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن للحصول على التمويل بعد يومين من زيارته لإسرائيل وتعهده بالتضامن معها فيما تدك قطاع غزة في أعقاب هجوم شنه مسلحون من حركة حماس أدى إلى مقتل 1400 شخص في جنوب إسرائيل.
ومن خلال الجمع بين التمويل لإسرائيل مع أوكرانيا وأمن الحدود ومساعدة اللاجئين وإجراءات مواجهة الصين وغيرها من الأولويات التي نوقشت بشكل مكثف، يأمل بايدن أن يكون قد وضع مشروع قانون للإنفاق على الأمن القومي يستلزم إقرارا ويمكن أن يحظى بالدعم في مجلس النواب الذي تسوده حالة من الفوضى.
ولا يزال المجلس، الذي سيطر عليه الجمهوريون العام الماضي، بدون رئيس منذ 18 يوما.
وأصبح بعض المشرعين الجمهوريين يشككون في الحاجة إلى تمويل حرب أوكرانيا مع روسيا، وهددوا بوقف عمل الحكومة تماما لوضع حد للعجز المزمن في الميزانية الأمريكية والإنفاق المالي الذي تغذيه ديون بقيمة 31.4 تريليون دولار.
وقالت مديرة مكتب الإدارة والميزانية شالاندا يونج في رسالة إلى القائم بأعمال رئيس مجلس النواب باتريك مكهنري "العالم يراقب والشعب الأمريكي يتوقع عن استحقاق أن يتعاون زعماؤه وينفذوا هذه الأولويات".
وأضافت "أحث الكونجرس على تناولها في إطار اتفاق شامل للحزبين في الأسابيع المقبلة".
وفي اتصال مع الصحفيين، قالت يونج إن دور البيت الأبيض هو تحديد احتياجات البلاد والمخاطر، لا أن يتدخل في معركة رئاسة مجلس النواب.
ومضت قائلة "نحن نقوم بعملنا هنا من خلال السماح للكونجرس بمعرفة الاحتياجات الملحة ونتوقع منهم أن يتصرفوا على وجه السرعة".
كما أبلغت الكونجرس بخطط لتقديم طلب آخر للحصول على تمويل للتعامل مع الكوارث الطبيعية والإنترنت عالي السرعة ورعاية الأطفال ودفع رواتب رجال الإطفاء في المناطق غير المهيأة للزراعة "في الأيام المقبلة".
ومن المزمع تخصيص نحو 14.3 مليار دولار من طلب التمويل الخاص بالسنة المالية 2024 لإسرائيل، معظمها لدعم أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي ومشتريات الأسلحة الأخرى. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة بعد الهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتحدث العضو المحافظ المتشدد جيم جوردان، حليف الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي يعترض على تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، عن إسرائيل قبل محاولته الثالثة للحصول على ما يكفي من الأصوات لتولي منصب رئيس مجلس النواب.
وقال جوردان "كلما أسرعنا في إنجاز ذلك، كان أفضل للشعب الأمريكي، الذي يتوقع منا أن نعمل من أجله، ومن أجل أصدقائنا وحلفائنا مثل دولة إسرائيل العظيمة". ويبدو أنه على وشك خسارة التصويت على رئاسة المجلس مرة أخرى يوم الجمعة.
ويريد بايدن أيضا أكثر من تسعة مليارات دولار للإغاثة الإنسانية، بما يشمل إسرائيل وقطاع غزة الذي يواجه سكانه أزمة إنسانية متفاقمة.
ويتضمن الاقتراح أيضا تخصيص 13.6 مليار دولار لأمن الحدود الأمريكية للتعامل مع الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يتوافدون من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على الحدود الجنوبية، فضلا عن تجارة مخدر الفنتانيل، وأربعة مليارات دولار في هيئة مساعدات عسكرية وتمويل حكومي يهدف لمواجهة الجهود الإقليمية التي تبذلها الصين في آسيا. وسيدعم التمويل أيضا الشراكة الأمنية في المحيط الهادي فيما يعرف باتفاقية "أوكوس" بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
لكن الحصة الأكبر من التمويل، البالغة 61.4 مليار دولار، ستكون لأوكرانيا. ويتضمن الطلب الخاص بها مليارات الدولارات لإعادة تزويد البلاد بالعتاد العسكري وتقديم مساعدات اقتصادية وأمنية ودعم للاجئين في الولايات المتحدة.
مضى على الحرب مع روسيا 20 شهرا، وتعهد بايدن بدعم أوكرانيا إلى أجل غير مسمى.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي "الدعم الثابت من الحزبين لأوكرانيا في الولايات المتحدة مشجع بشكل مذهل لجميع محاربينا ولأمتنا بأكملها".
وأضاف أن "استثمار أمريكا في الدفاع عن أوكرانيا سيضمن الأمن على المدى الطويل لأوروبا بأسرها والعالم". وكان زيلينسكي تحدث مع بايدن يوم الخميس.
وقال حوالي أربعة من كل 10 مشاركين في استطلاع أجرته رويترز/إبسوس الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم موقف إسرائيل في الصراع الحالي عندما عرضت عليهم مجموعة من الخيارات. وقال ما يقرب من النصف إن الأمريكيين يجب أن يظلوا محايدين أو لا يشاركوا.
وفي استطلاع منفصل أجرته رويترز/إبسوس في وقت سابق من هذا الشهر، وافقت نفس النسبة تقريبا على أن واشنطن "يجب أن تقدم أسلحة لأوكرانيا".
وقال بايدن في خطاب للأمة ألقاه في المكتب البيضاوي مساء الخميس "القيادة الأمريكية هي ما يجمع العالم معا. والتحالفات الأمريكية هي ما يبقينا، (نحن) أمريكا، آمنين".
(إعداد محمود سلامة ودعاء محمد وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية)