من ستيفاني نيبيهاي
جنيف (رويترز) - قال محققو الأمم المتحدة يوم الجمعة إن قادة تنظيم الدولة الإسلامية عرضة للملاحقة القضائية لارتكاب جرائم حرب على "نطاق هائل" في شمال شرق سوريا حيث بثوا الرعب بعمليات الإعدام والرجم وإطلاق النار على المدنيين والمقاتلين الأسرى.
وطالب الخبراء القوى الدولية بالعمل على ضمان محاسبة القادة المدانين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ويستند أحدث تقرير لمحققي الأمم المتحدة المستقلين إلى مقابلات أجروها مع أكثر من 300 رجل وامرأة وطفل فروا او مازالوا يعيشون في معاقل للدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا منها حلب.
وقال التقرير "بتنفيذ عمليات قتل جماعي للمقاتلين الاسرى والمدنيين بعد الهجمات العسكرية ارتكب اعضاء داعش (الدولة الإسلامية) انتهاكات فظيعة للقانون الدولي الإنساني الملزم وجرائم حرب من خلال عمليات قتل على نطاق واسع."
وأضاف التقرير أن المقاتلين الاجانب الذين يتم تجنيدهم من خلال تسجيلات مصورة عنيفة عززوا صفوف التنظيم وهيمنوا على تشكيله القيادي. وكان تقرير منفصل للأمم المتحدة قال إن 15 ألف أجنبي ذهبوا للقتال في سوريا والعراق.
وقال التقرير "لقد أقدم قادة داعش على هذه الافعال بمحض ارادتهم وارتكبوا جرائم الحرب هذه...وكل فرد منهم يتحمل المسؤولية الجنائية" وأضاف أن ابو بكر البغدادي زعيم التنظيم يملك "سلطة مطلقة".
وقال باولو بينيرو الذي ترأس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي إن النتائج التي توصلت إليها اللجنة ستضاف إلى قائمة سرية للمتهمين بارتكاب جرائم حرب من كل أطراف الحرب الأهلية السورية التي قتل فيها حوالي 200 ألف شخص منذ مارس آذار عام 2011.
وأوضح التقرير أنه منذ بدأت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في استهداف الدولة الإسلامية في سوريا في أواخر سبتمبر أيلول بدأ مقاتلو الدولة الإسلامية في اتخاذ مواقعهم في منازل المدنيين والمزارع مما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وكشف التقرير أن تنظيم الدولة الإسلامية يحرم أيضا 600 ألف شخص في الشمال من المواد الغذائية والمساعدات الطبية ويفرض تفسيره المتطرف للشريعة الإسلامية من خلال شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتأمر شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجلد وقطع اليد لسلوكيات وافعال منها التدخين والسرقة وقد قطعت رأس طبيبة أسنان في دير الزور لأنها تعالج المرضى من الجنسين.
وقال التقرير "داعش ذبحت واطلقت الرصاص ورجمت الرجال والنساء والاطفال علنا في البلدات والقرى في شتى انحاء شمال شرق سوريا."
وأضاف أن الأطفال يتعرضون لضغوط للابلاغ عن ذويهم وان تنفيذ حد الزنا برجم المرأة ينفذ دون اثبات كما يجبر المسيحيون والاقليات الاخرى على دفع الجزية او اعتناق الإسلام. وتابع "رأى شهود مشاهد جثث ما زالت تنزف تتدلى من صلبان ورؤوسا علقت على طول سور حديقة."
ومن بين الذين ذبحوا في سوريا 200 جندي أسروا من قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة ومئات من أفراد عشيرة الشعيطات في دير الزور.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)