💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

لبنان المفلس لا يمكنه تحمل تكلفة الحرب وحزب الله يعلم ذلك

تم النشر 26/10/2023, 20:40
© Reuters. دخان يتصاعد فوق جزء من إسرائيل كما شوهد من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بشمال إسرائيل يوم الأربعاء . تصوير : ليسي نيسنر - رويترز .
USD/ILS
-
USD/LBP
-

من ليلى بسام وتوم بيري

بيروت (رويترز) - في ظل اقتصاد مدمر ودولة متداعية لم يعد بوسع لبنان تحمل تكلفة حرب أخرى بين جماعة حزب الله وإسرائيل.

وتقول مصادر إن جماعة حزب الله المدعومة من إيران تعلم هذا وتضع أزمات لبنان بعين الاعتبار في ظل تخطيطها للخطوات التالية في الصراع مع إسرائيل.

وبينما تتردد أصداء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حليفة حزب الله، بأنحاء الشرق الأوسط، يظل خطر الحرب بين حزب الله وإسرائيل مرتفعا عن أي وقت منذ آخر صراع كبير بينهما في 2006.

ويقول محللون إن جماعة حزب الله ربما تصعّد الحرب إذا ما بدا أنها من المرجح أن تنهزم في قطاع غزة الذي يبعد عن لبنان 200 كيلومتر، بينما يخشى زعماء لبنانيون من احتمال اختيار إسرائيل خوض صراع كبير مع حزب الله.

لكن مع تحذير إسرائيل إنها ستنزل "الدمار" بلبنان إذا ما فتح حزب الله جبهة للقتال تبدو تكاليف أي حرب تلوح في الأفق كبيرة بالنسبة لبلد يعاني ويمر بالفعل بواحدة من أسوأ مراحل انعدام الاستقرار منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وقال مصدر مطلع على تفكير حزب الله "لا مصلحة لحزب الله في الحرب. لا مصلحة للبنان في الحرب".

وذكر المصدر أن جماعة حزب الله لا تريد أن تشهد دمار البلاد وفرار اللبنانيين من الجنوب، إذ إن الآلاف فروا بالفعل.

ويتساءل كثيرون عمن سيدفع تكاليف إعادة الإعمار في ظل فراغ خزائن الدولة. ويتساءل البعض إذا ما كانت دول الخليج التي موّلت إعادة الإعمار في 2006 ستسارع إلى المساعدة هذه المرة نظرا لاضطلاع حزب الله بدور أكبر في لبنان.

وتقول مصادر إن اشتباكات حزب الله مع القوات الإسرائيلية على الحدود صارت مدروسة بعناية حتى الآن لتفادي أي تصعيد كبير، إلا أن أكثر من 40 من مقاتلي حزب الله لقوا حتفهم.

لكن جماعة حزب الله أشارت إلى استعدادها للحرب في إبراز لموقفها بوصفها زعيمة للتحالف المدعوم من إيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.

ويحث سياسيون لبنانيون حزب الله على عدم التصعيد، بيد أنهم لا يملكون من الأمر شيئا في قرارات حزب الله.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "مصير لبنان على المحك"، وتابع "بحياتي السياسية قد تكون هذه أخطر مرحلة نعيشها من الحروب".

وأردف أن لا شيء يمكن للبنانيين فعله لإيقاف حرب قد تندلع من جهة إسرائيل.

وأضاف "من جهتنا علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور ونصح الإخوان في حزب الله بأن تبقى قواعد الاشتباك كما هي".

* "لبنان سيدفع الثمن"

قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج إن إسرائيل لا تسعى إلى دخول مواجهة على حدودها الشمالية، "لكن إذا استدرجتنا جماعة حزب الله إلى الحرب فينبغي أن يكون واضحا أن لبنان سيدفع الثمن".

وقال السياسي المسيحي سليمان فرنجية، أحد أخلص حلفاء حزب الله، يوم الأربعاء إن الجماعة لا تريد الحرب. وتابع أنها إذا كانت تريد، لكان مقاتلو حزب الله عصفوا بإسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مثلما فعلت حماس من غزة.

وقال مسؤول لبناني كبير إن الحكومات تواصلت مع لبنان لتهدئة التوتر.

وأضاف "نخبرهم بأنهم بحاجة إلى ممارسة ضغوط على الإسرائيليين لئلا يصعّدوا بدلا من أن يخبرونا بكبح جماح حزب الله".

وكانت السنوات القليلة الماضية على وجه التحديد عصيبة في لبنان الذي لم ينعم إلا بالنزر اليسير من الاستقرار منذ نيله الاستقلال وتحمّل حروبا منها غزوان إسرائيليان في 1978 و1982.

وأدت عقود من الفساد وسوء الإدارة من جانب السياسيين الحاكمين إلى انهيار المنظومة المالية في 2019 ونسف المدخرات وخسف العملة وزيادة ناب الفقر حدة.

وفي العام التالي، مزق بيروت انفجار هائل لمواد كيماوية في المرفأ. واستغلت جماعة حزب الله سطوتها في المساعدة في عرقلة تحقيق سعى إلى محاكمة بعض حلفائها، إذ وصفت التحقيق بأنه مُسيَّس. وتمخض التوتر عن عنف مميت.

وتمارس أجهزة الدولة مهامها بصعوبة بالغة، بينما أدى خلاف طائفي إلى عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات وترك مقعد الرئاسة شاغرا.

وقال نبيل بومنصف كاتب العمود في جريدة النهار إن أي حرب ستكون أكثر دمارا من حرب 2006 في ظل عدم وجود حكومة قادرة على إدارة الكارثة.

وأضاف "نحن سنكون حينذاك أمام سيناريو الرعب الحقيقي الذي هو دمار البنى التحتية في لبنان والإجهاز الكامل على كل شي اسمه إمكانية النهوض الاقتصادي".

واستغرق لبنان سنوات لإعادة الإعمار بعد حرب 2006 التي قُتل على إثرها 1200 شخص في لبنان، أغلبهم من المدنيين، و158 إسرائيليا، أغلبهم من الجنود.

وقال السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله بعد الحرب التي بدأت عقب اختطاف جنديين إسرائيليين وقتل آخرين في غارة عبر الحدود إن الجماعة لم تتوقع نشوب حرب ولم تكن لتنفذ العملية إن علمت أنها ستؤدي إلى ذلك الصراع.

* "يبتون في الأمور"

بعد 17 عاما من حرب 2006، رجحت ترسانة حزب الله التي توسعت بشكل ضخم كفة الجماعة في ميزان القوى، ما أزعج المعارضين الذين يقولون إن الجماعة تبت مجددا في أمر الحرب والسلم.

وقال غسان حاصباني القيادي بحزب القوات اللبنانية "يبتون في الأمور. هذا غير مقبول تماما". وحزب القوات اللبنانية هو حزب مسيحي معارض بشدة لحزب الله.

وأضاف "ثمة مخاوف خطيرة إزاء جرف حزب الله لبنان إلى مواجهة مدمرة في وقت تعني فيه هشاشة موقفه الاجتماعي والاقتصادي أنه ليس بوسعه تحمل مزيد من انعدام الاستقرار".

© Reuters. دخان يتصاعد فوق جزء من إسرائيل كما شوهد من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بشمال إسرائيل يوم الأربعاء . تصوير : ليسي نيسنر - رويترز .

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي الشرق الأوسط إن جماعة حزب الله ستفكر مليا في كيفية تمويل جهود إعادة الإعمار بعد أي حرب، وستُطرح الأسئلة حول إذا ما كانت دول الخليج ستهب إلى المساعدة وحول المبلغ الذي ستستطيع إيران تقديمه.

وأضاف "إن لم تكن ثمة إعادة إعمار، فستكون حتما ثمة تكلفة سياسية على المنظمة... سيطرح الناس أسئلة وسيكون ثمة غضب واسع النطاق".

(شاركت في التغطية مايا الجبيلي - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.