💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ضغوط دولية والقتلى في غزة وراء تحول سياسة بايدن إزاء حرب إسرائيل وحماس

تم النشر 27/10/2023, 14:14
© Reuters. الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث خلال مناسبة في مجمع البيت الأبيض بواشنطن في يوم 23 أكتوبر تشرين الأول 2023 . تصوير : ليا ميليس- رويترز .
USD/ILS
-

من ستيف هولاند ومات سبيتالنيك وحميرة باموق

واشنطن (رويترز) - غيّر الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه لهجتهم بشكل ملحوظ بخصوص الأزمة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأيام الماضية وتحولت آراؤهم من إبداء الدعم الكامل لإسرائيل إلى التأكيد على الحاجة إلى حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة قبل غزو بري إسرائيلي يلوح في الأفق.

ويقول مساعدون إن بايدن لم يغير قناعاته الأساسية بأن لإسرائيل الحق والمسؤولية في الدفاع عن نفسها في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحون تابعون لحماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري وأدى إلى مقتل 1400 شخص في جنوب إسرائيل.

لكن عدة مصادر داخل الإدارة الأمريكية وخارجها تقول إن الارتفاع السريع في عدد القتلى الفلسطينيين وصعوبة تحرير الأشخاص الذين تحتجزهم حماس والاحتجاج القوي المتزايد من جانب الدول العربية وحلفاء أوروبيين وبعض الأمريكيين في الداخل دفع فريق بايدن إلى دعم إطلاق هدنة إنسانية لوقف الهجمات الإسرائيلية والتركيز على إدخال المساعدات للفلسطينيين.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن تغير الموقف الأمريكي استند إلى "الحقائق على الأرض" في غزة مع تفاقم الأزمة الإنسانية و"محادثات (فريق بايدن) مع دول حول العالم".

وقال مسؤول سابق على اتصال بالمسؤولين الحاليين إن هناك حالة من الشد والجذب تدور في الخفاء بين بايدن ومستشاريه حول رسالة الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤول السابق "لقد شهدنا تطورا إلى حد ما، من نوع من الاحتضان الكامل غير المشروط لإسرائيل إلى بعض الاختلاف البسيط".

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن الإدارة الأمريكية لم تتوقع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين بهذه السرعة، والذين يتجاوز عددهم الآن سبعة آلاف قتيل في غزة حسبما صرح مسؤولون محليون، كما لم تتوقع تدهور الوضع الإنساني على هذا النحو السريع.

وقال آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "أعتقد أن الإطار قد تغير بشكل واضح وعلى نحو غير مفاجئ استجابة للظروف المتغيرة وما يبدو أنها كارثة أكبر تلوح في الأفق إذا تحرك الإسرائيليون إلى غزة بحملة كبيرة".

وتغير موقف بايدن (80 عاما) في ظل إعلانه الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الصعبة التي ستجري العام المقبل مع تهديد بعض المؤيدين المحتملين بعدم منحه أصواتهم بسبب عدم دعمه للفلسطينيين وتحذير الرئيس الأسبق باراك أوباما من أن تصرفات إسرائيل قد تأتي بنتائج عكسية.

وعبر مسؤولون إسرائيليون وداعمون لهم من الأمريكيين لرويترز بشكل خاص عن قلقهم من أنه كلما مر المزيد من الوقت على الهجوم الذي شنته حركة حماس، ازداد التركيز العالمي على الموت والدمار الناجم عن الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وقال مصدر أمريكي إن مساعدي بايدن يحثون نظراءهم الإسرائيليين على التمهل والتفكير بعناية في استراتيجية للخروج قبل شن غزو بري واسع النطاق.

وأضاف المصدر أن مسؤولين أمريكيين حذروا من أنه سيكون من الخطأ وضع تفاصيل مثل هذه الاستراتيجية "على عجالة"، كما كان الحال بالنسبة للولايات المتحدة في المراحل الأولى من حرب العراق.

وذكر مصدر منفصل مطلع على المحادثات أن المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين أُرسلوا إلى المنطقة ناشدوا نظراءهم الإسرائيليين توخي الحذر لأن أي قوة ستشن غزوا ستواجه تضاريس قتال صعبة ومتاهة من الأنفاق والفخاخ المتفجرة في المباني، وهو ما يمكن أن يزيد الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين والمدنيين في غزة.

وفي تصريحات نادرة حول أزمة السياسة الخارجية هذه، حذر أوباما هذا الأسبوع من أن قطع إسرائيل الغذاء والمياه عن غزة قد "يؤدي إلى تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال".

ولم يرد البيت الأبيض عند سؤاله عما إذا كانت الإدارة نسقت مع أوباما، سلف بايدن الديمقراطي.

* ضغوط القادة العرب

عندما انطلق مقاتلو حماس من غزة وهاجموا البلدات الواقعة في جنوب إسرائيل هذا الشهر، عرض بايدن دعما كاملا لإسرائيل موضحا أنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وعن شعبها"، دون أن يذكر الشعب الفلسطيني.

وفي حديثه للصحفيين قبل مغادرته إلى الشرق الأوسط في 11 أكتوبر تشرين الأول، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الهدف الرئيسي للزيارة هو إظهار التضامن القوي مع إسرائيل وتزويدها بجميع العتاد العسكري الذي تحتاجه للدفاع عن نفسها.

وقال بلينكن "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل". ولم يذكر المساعدات الإنسانية على الإطلاق.

وخلال زيارة بلينكن التي استمرت ستة أيام، ارتفع عدد القتلى في غزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وتزايدت المخاوف بشأن الغذاء والماء. وتعرض بلينكن لضغوطات من كل زعيم عربي التقى به في المنطقة من أجل إيجاد حل عاجل للوضع المتدهور بسرعة في غزة.

ونقل بلينكن مخاوف الزعماء العرب، بينما تحدث آخرون إلى الرئيس الأمريكي مباشرة.

وشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق أيضا بسبب الاحتجاجات الكبيرة ضد إسرائيل التي أعقبت الانفجار الذي وقع في مستشفى فلسطيني والذي ألقت الولايات المتحدة وإسرائيل باللوم فيه على المسلحين الفلسطينيين.

وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه الاحتجاجات تمثل تذكيرا بمخاطر التصعيد خلال أي هجوم بري لأنها تظهر كيف يمكن لخصوم إسرائيل أن يسعوا إلى استخدام المعلومات المضللة لإثارة الاضطرابات.

* هدنة إنسانية

حدث التحول الأسرع في سياسة الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وهو ما تمثل في دعم وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة للسماح بدخول المساعدات وفرار الناس.

وردا على سؤال يوم الاثنين الماضي حول المطالب الدولية بهدنة إنسانية، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة تريد التأكد من أن "إسرائيل لديها الأدوات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها وملاحقة حماس وأن المساعدات الإنسانية مستمرة في التدفق".

وبعد يوم واحد، دعا كيربي وبلينكن إلى هذا الأمر علنا. وجاء هذا التحول بعد مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حماية المدنيين وإطلاق منظمات الأمم المتحدة نداءات ملحة للسماح بدخول المساعدات.

وعدلت الولايات المتحدة موقفها في الأمم المتحدة من التركيز على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ليشمل دعوات لاتخاذ جميع التدابير، خاصة التوصل لهدنات إنسانية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وتتناقض التصريحات التي أدلى بها بايدن يوم الأربعاء مع تلك التي أدلى بها في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وتظهر اتجاها جديدا.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي "على إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها مهما كان الأمر صعبا لحماية المدنيين الأبرياء".

© Reuters. الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث خلال مناسبة في مجمع البيت الأبيض بواشنطن في يوم 23 أكتوبر تشرين الأول 2023 . تصوير : ليا ميليس- رويترز .

كما وجه انتقادا نادرا إلى "المستوطنين المتطرفين" الإسرائيليين في الضفة الغربية، متهما إياهم بصب الزيت على النار ودعا إلى "تركيز الجهود" بمجرد انتهاء الأزمة للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق يمكن بموجبه لإسرائيل أن تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية جديدة في سلام.

لكن بايدن عبر أيضا عن شكوكه تجاه التقديرات الفلسطينية لعدد القتلى وعن استمرار الدعم القوي لإسرائيل. وقال في المؤتمر الصحفي إنه "ليس لديه ثقة" في الأرقام التي يدلي بها الفلسطينيون بشأن القتلى في غزة.

(شارك في التغطية فيل ستيوارت وتريفور هانيكات وميشيل نيكولز - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.