من فرناندو كاياس
مدريد (رويترز) - قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يوم الاثنين إنه عاقب لويس روبياليس الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم بالإيقاف لثلاث سنوات ومنعه من ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة الشعبية خلال هذه المدة بسبب "فضيحة القبلة".
وفي حفل توزيع ميداليات كأس العالم يوم 20 أغسطس آب بعد تتويج إسبانيا باللقب في سيدني، أمسك روبياليس برأس اللاعبة جيني إيرموسو وقبلها في شفتيها مما أثار ضجة واسعة في إسبانيا وخارجها.
وغطت "فضيحة القبلة" بالكامل على ما كان بمثابة لحظة تاريخية لكرة القدم النسائية الإسبانية وتحولت إلى عاصفة تناولت حقوق ومظالم النساء واجتذبت اهتماما عالميا واسع النطاق.
وقال الفيفا في بيان "أوقفت اللجنة التأديبية للفيفا لويس روبياليس الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم وحظرت عليه ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على الصعيد المحلي والدولي لمدة ثلاث سنوات بعد أن وجدت أنه خالف المادة 13 من ميثاق الانضباط الخاص بالفيفا".
وقال روبياليس إنه سيستخدم حقه في الطعن على القرار متهما الفيفا بعدم منحه الفرصة للدفاع عن نفسه.
وقال في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي "سألجأ إلى الملاذ الأخير حتى تظهر الحقيقة وتتحقق العدالة".
وأوضح الفيفا "ترتبط هذه القضية بالأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس العالم للسيدات في 20 أغسطس آب 2023 والتي أوقف بناء عليها السيد روبياليس بصفة مبدئية لمدة 90 يوما".
واستقال روبياليس من منصبه كرئيس للاتحاد الإسباني في سبتمبر أيلول قائلا إنه لا يستطيع الاستمرار في منصبه.
وكان قد تعهد في البداية بعدم التنحي على الرغم من ضغوط لاعبات وسياسيين وجماعات مدافعة عن حقوق المرأة.
وجاءت الاستقالة بعد أن تقدمت إيرموسو بشكوى قانونية ضد روباليس بعد أن أصدر بيانا مع فريقه من دون موافقتها قال فيه إن القبلة كانت "بالتراضي وعفوية تماما".
وقال الفيفا "تم إخطار السيد روبياليس بقرار اللجنة التأديبية للفيفا اليوم".
وأضاف "يظل القرار خاضعا للاستئناف المحتمل أمام لجنة الاستئناف التابعة للفيفا".
ورفض محامو روبياليس التعليق على القرار.
* تحقيق التكافؤ
وبدأ الحركة التي تسمى "مي تو" في كرة القدم الإسبانية في الظهور منذ ما يقرب من عقد من الزمن، حيث حاولت اللاعبات مكافحة التمييز الجنسي وتحقيق التكافؤ مع أقرانهن الذكور.
وشمل ذلك التحرك القيام بتمردين في التشكيلة أنهيا المسيرة الدولية للعديد من اللاعبات.
وقالت اللاعبات أيضا إنهن حققن التغيير أخيرا بفضل المواجهة "المرهقة" التي استمرت لمدة شهر وانتهت في سبتمبر عندما وافق الاتحاد الإسباني على إجراء "تغييرات فورية وعميقة" في هيكله.
وقالت آيتانا بونماتي لاعبة برشلونة ومنتخب إسبانيا، بعد حصولها على جائزة أفضل لاعبة في العالم في حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية في باريس، إن المعركة لم تنته بعد.
وقالت للصحفيين "علينا أن نواصل النضال من أجل عالم أكثر عدلا ومساواة".
ويعني قرار الفيفا أن روبياليس (46 عاما) لم يعد قادرا على الترشح لرئاسة الاتحاد الإسباني لكرة القدم أو الجمعية العمومية للاتحاد بموجب النظام الانتخابي الجديد للاتحادات الرياضية في إسبانيا والذي قدمه الشهر الماضي المجلس الوطني للرياضة في البلاد.
وقواعد المجلس الوطني للرياضة تجعل أي شخص صدر عليه حكم من قبل الهيئات التأديبية للاتحادات الوطنية أو الدولية أو المحاكم الرياضية غير مؤهل لشغل أي مناصب رياضية في البلاد.
ورحبت لاعبة خط وسط منتخب إنجلترا السابقة سو سميث بالقرار باعتباره النتيجة الصحيحة.
وقالت لسكاي سبورتس "كان لابد من فعل شيء. شاهدت ما حدث في ذلك الوقت واعتقدت أنه لم يكن صحيحا.
"تكاتفت كرة القدم النسائية في هذا الظرف وهذه هي النتيجة الصحيحة".
(إعداد أيمن عبد الجواد وأحمد عبد اللطيف للنشرةالعربية)