من إيدن لويس وإيما فارج
(رويترز) - قال مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) يوم الاثنين إن انهيار النظام المدني أدى إلى تعطل عمل أربعة مراكز توزيع مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنشأة تخزين في غزة في وقت يبحث الناس فيه بكل السبل عن الغذاء والماء.
وقال توم وايت، مدير شؤون أونروا في غزة، إن العمل في القاعدة اللوجستية عند معبر رفح الحدودي والحيوية لتوزيع المساعدات أصبح صعبا للغاية لأن ثمانية آلاف شخص يتخذونها مأوى.
وقال وايت لرويترز "مع انهيار النظام المدني، لدينا كل يوم مئات الأشخاص يحاولون الدخول إلى المخازن لسرقة الطحين (الدقيق)".
وأضاف "الناس الآن يحاولون البقاء على قيد الحياة. أصبح همهم هو الحصول على طحين وماء كاف".
واقتحم آلاف من سكان غزة مخازن الأمم المتحدة أمس الأحد للاستيلاء على طحين ومواد أخرى. وأحد هذه المخازن موجود في دير البلح وسط قطاع غزة حيث تخزن أونروا الإمدادات التي تحملها قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من مصر إلى غزة.
وقال وايت "فعليا، فقدنا قاعدة دير البلح. وسنرى مدى قدرتنا على إعادة تشغيلها مرة أخرى، لكن الأمر معقد بالطبع لأن قاعدة رفح اللوجستية أصبحت الآن نقطة جذب للأشخاص الذين يبحثون عن مأوى أو عن الحماية تحت لواء الأمم المتحدة، أو يحاولون الدخول إلى المخازن للحصول على الطحين".
وتعطل وصول المساعدات إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني ردا على هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأدى لمقتل 1400 شخص.
وتزايدت الانتقادات الدولية للحصيلة الكبيرة من القتلى الناجمة عن القصف الجوي الإسرائيلي. وقالت السلطات الطبية في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس ويقطنه 2.3 مليون نسمة، اليوم الاثنين إن 8306 أشخاص، بينهم 3457 طفلا، لقوا حتفهم.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 140 شاحنة مساعدات دخلت غزة حتى الآن منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول وإن أكبر قافلة مساعدات مؤلفة من 33 شاحنة وصلت يوم الأحد.
لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن تلبية الاحتياجات العاجلة لغزة يقتضي وصول 100 شاحنة على الأقل يوميا. وقبل الحرب، كان بضع مئات من الشاحنات تصل عادة إلى غزة يوميا.
وتقول إسرائيل إنها لا تريد دخول المساعدات من أراضيها أو أن تقع في أيدي حماس، وترفض تسليم الوقود وإمدادات المياه وتوزيع الإغاثة في غزة.
وتعهد الرئيسان الأمريكي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد بتسريع كبير لوتيرة المساعدات. وقالت مصادر إنسانية وأمنية إن عشرات الشاحنات انطلقت من الجانب المصري من رفح يوم الاثنين.
- انهيار الخدمات
لكن وايت قال إن محنة غزة أصبحت أوخم من أن يعالجها تقديم مزيد من المساعدات بسبب التأخير. وأضاف أنه يتعين تنفيذ وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأضاف "مع انهيار الخدمات العامة، فلن يحل هذا الغذاء أو الماء أو العقاقير. حين ينهار القطاع العام هنا، يصبح نطاق الحاجة مختلفا".
وقال إن أونروا لم تتمكن من توزيع الطحين على المخابز يوم الأحد واضطرت إلى توزيع لتر واحد من المياه الصالحة للشرب لكل شخص من النازحين. وأضاف أن المعدل الذي يحفظ الحياة في الاستجابة الإنسانية يبلغ ثلاثة لترات يوميا.
وقال وايت إن جنوب غزة أرهقه تدفق النازحين من الشمال.
والوصول إلى الطرق معقول نسبيا في الجنوب، لكنه أصبح أصعب على نحو متزايد في الشمال بسبب الأضرار والأمن مع قيام القوات الإسرائيلية بمهاجمة المدينة الشمالية الرئيسية في غزة.
وقال توماسو ديلا لونجا، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن غزة في حالة يائسة.
وأضاف "كلما طال أمد ذلك، كلما رأينا اليأس أكثر... إذا لم تستطع توصيل الإمدادات للجياع، فسيجدون طريقة" للحصول عليها.
(شارك في التغطية يسري محمد وأحمد محمد حسن من القاهرة- إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)