💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

هجمات المستوطنين الإسرائيليين تصب الزيت على النار مع احتدام الحرب في غزة

تم النشر 02/11/2023, 15:02
محدث 02/11/2023, 15:12
© Reuters. أشخاص يحملون جثاميت فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء. تصوير: رنين صوافطة - رويتر
USD/ILS
-

من جون ديفيسون

قُصرة (الضفة الغربية) (رويترز) - يقول محمد وادي، الذي يملأه الحزن على مقتل والده وشقيقه، إن المستوطنين الإسرائيليين المسلحين في المواقع الاستيطانية المطلة على قريته في الضفة الغربية لم يعودوا يطلقون النار على الأرجل وهم يصوبون على جيرانهم الفلسطينيين بل "يطلقون النار الآن بهدف القتل".

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، التي وصلت بالفعل هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 15 عاما، بعد أن شنت إسرائيل حربا جديدة على قطاع غزة ردا على أعنف هجوم تشنه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في تاريخ إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وفي 12 أكتوبر تشرين الأول بعد أيام من هجوم حماس، قُتل والد وادي وشقيقه بالرصاص عندما اعترض مستوطنون وجنود إسرائيليون مسلحون جنازة ثلاثة فلسطينيين قتلهم مستوطنون في اليوم السابق، حسبما قال مراسلان من رويترز وثلاثة شهود آخرون. وكان هذا واحدا من أكثر من 170 هجوما للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين سجلتها الأمم المتحدة منذ عملية حماس.

وقال وادي (29 عاما) في قرية قُصرة التي تشتهر بزراعة الزيتون "كان العرب واليهود يرشقون بعضهم بالحجارة. ويبدو أن المستوطنين في نفس عمري يحملون جميعا أسلحة آلية الآن".

وأضاف أن المستوطنين المسلحين كانوا قبل عشر سنوات يطلقون النار لتخويف القرويين أو إصابتهم في أثناء المواجهات، إلا أن إطلاق النار أصبح في مقتل على نحو متزايد.

ولم تتمكن رويترز من تحديد هوية من أطلق النار على والد وادي وشقيقه بشكل قاطع. وقال المسؤولون الفلسطينيون الذين حققوا في واقعة الجنازة إن إطلاق النار جاء على ما يبدو من مستوطنين وليس من جنود، وهو رأي أيده ثلاثة أشخاص آخرون كانوا يشيعون الجنازة.

وقالت شيرا ليبمان رئيسة مجلس يشع، المنظمة الرئيسية للمستوطنين في الضفة الغربية، لرويترز إن المستوطنين لم يشاركوا في عمليات قتل ولا يستهدفون الفلسطينيين.

وقال إيتمار بن جفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتشدد، وهو واحد من وزيرين كبيرين على الأقل في الحكومة يعيشان في المستوطنات، إنه أمر بشراء 10 آلاف بندقية لتسليح المدنيين الإسرائيليين، ومن بينهم مستوطنون، بعد هجوم حماس.

ولم يرد مكتب بن جفير على طلب للتعليق عما إذا كانت الأسلحة قد وزعت بالفعل في الضفة الغربية. وقال على تويتر في 11 أكتوبر تشرين الأول إنه تم توزيع 900 بندقية هجومية في مناطق شمال الضفة الغربية بالقرب من لبنان، وسيتم توزيع آلاف أخرى قريبا.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هجمات المستوطنين أسفرت عن مقتل 29 شخصا هذا العام. ووقع ثمانية منها على الأقل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أثار قلق الفلسطينيين وخبراء الأمن الإسرائيليين والمسؤولين الغربيين.

ونددت واشنطن بهجمات المستوطنين في الضفة الغربية، كما أدان الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء "إرهاب المستوطنين" الذي ينذر "بتصعيد خطير للصراع".

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن هجمات المستوطنين اليومية تضاعفت لأكثر من مثليها، منذ أن قتلت حماس 1400 إسرائيلي واحتجزت أكثر من 200 رهينة. ومنذ ذلك الحين، تقصف إسرائيل قطاع غزة وتتوغل فيه، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من تسعة آلاف فلسطيني.

وفي حين تسيطر حماس على قطاع غزة المحاصر، فإن الضفة الغربية عبارة عن خليط معقد من المدن الواقعة على سفوح التلال والمستوطنات الإسرائيلية ونقاط التفتيش العسكرية التي تقسم التجمعات السكنية الفلسطينية.

* القتل في الجنازة

بعد أن قتل مستوطنون ثلاثة فلسطينيين بالرصاص في بستان للزيتون بالقرب من قُصرة في 11 أكتوبر تشرين الأول، قال وادي إن شقيقه أحمد ووالده إبراهيم اعتقدا أن من واجبهما المشاركة في الجنازة بعد إحضار الجثث من مستشفى قريب.

وقال المراسلان من رويترز والشهود الثلاثة الآخرون إن والد وادي أصيب برصاصة في الصدر، بينما أصيب شقيقه في الرقبة والصدر، بعد أن قطع مستوطنون مسلحون، في حضور جنود يرتدون الزي الرسمي، طريق الجنازة.

وقال عبد الله أبو رحمة الذي يعمل في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للحكومة الفلسطينية "كان إطلاق نار من المستوطنين".

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه حاول فض اشتباكات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ذلك اليوم وأنه يحقق في الحادث. ونفت ليبمان تورط المستوطنين في عمليات القتل، في حين قالت إحدى الصفحات المحلية باللغة العبرية على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تدعم النشطاء من المستوطنين إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على وادي الأب وابنه.

وقالت ليبمان لرويترز "تلقينا ما يكفي من الهجمات الإرهابية الوحشية. نواجه عدوا يريد تدميرنا" لتؤكد على مخاوف أمنية واسعة النطاق بين الإسرائيليين عقب هجوم حماس.

وأضافت "فرق الأمن المحلية" مجهزة لحماية التجمعات السكنية اليهودية.

ومنذ أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول، زاد بوضوح تأييد الفلسطينيين في الضفة الغربية لحماس، بما يشمل مناطق لم تكن تحظي فيها الحركة بشعبية كبيرة عادة.

ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، هذا العام هو الأكثر دموية في 15 عاما على الأقل بالنسبة لسكان الضفة الغربية إذ قُتل نحو 200 فلسطيني و26 إسرائيليا. لكن في الأسابيع الثلاثة التي تلت هجوم حماس قُتل 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية.

وسقط معظم القتلى خلال اشتباكات مع الجنود.

ومع ذلك، تؤجج تصرفات المتطرفين الإسرائيليين الغضب الفلسطيني الذي يقول مراقبون إنه قد يتحول إلى المزيد من الأعمال المسلحة.

وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه يحاول وقف العنف وحماية المدنيين الفلسطينيين. وردا على أسئلة رويترز عن هجمات المستوطنين، قال متحدث "الأمر يضر بالأمن هنا. هذه... الحوادث تؤدي لمزيد من الاشتباكات والناس تنفذ القانون بأيديها".

* "خطر داهم"

يقول خبراء أمن إسرائيليون إن العنف المرتبط بالمستوطنين أصبح من الصعب وقفه في ظل الحرب المستمرة في غزة والقوة المتزايدة للسياسيين من اليمين المتطرف.

وقال ليئور أكرمان المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) "هناك خطر داهم (من) نشطاء اليمين المتطرف في الضفة الغربية".

وذكر أن المستوطنين يستغلون انتشار الجنود في غزة وشمال إسرائيل، حيث تقاتل القوات جماعة حزب الله اللبنانية، لشن هجمات بدون قيود. وأردف قائلا "الجيش أكثر انشغالا الآن مما يسمح (للمستوطنين) بالعمل بحرية".

وأضاف "إنهم يتلقون الدعم أيضا من ممثلي الحكومة... مما يجعل الأمر صعبا على الأجهزة الأمنية".

وعين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزراء يمينيين متطرفين، من بينهم بن جفير، في حكومته العام الماضي لضمان فترة أخرى في المنصب.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية طلب عدم نشر اسمه "الإرهاب الفلسطيني المتفرق (في الضفة الغربية) هو ما يزيد من صعوبة إبقاء الأمور تحت السيطرة".

وفي إشارة إلى أن حوادث المستوطنين تثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أمرت وزارة الدفاع هذا الأسبوع بالاعتقال الإداري لأرييل دانينو، وهو من نشطاء المستوطنين البارزين لأسباب تتعلق بأمن الدولة، وهو إجراء عادة ما كان يتخذ ضد النشطاء الفلسطينيين.

* "امنحونا السلاح"

يقول وادي إن عائلته تتجنب العمل المسلح وترى تصاعدا في الأعمال العدائية للمستوطنين.

ويعمل وادي في هيئة حكومية فلسطينية تراقب عنف الجنود والمستوطنين.

وقال وادي إن والده إبراهيم كان مسؤولا محليا حاول التوسط بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية للحد من العنف وكان مكروها من المستوطنين المتطرفين.

وذكر أكرمان أن عنف المستوطنين يهدد بتفجير أعمال مسلحة من جيل جديد من النشطاء الفلسطينيين ظهر في الضفة الغربية من بينهم مجموعة عرين الأسود التي دعت يوم الثلاثاء إلى شن هجمات على إسرائيل.

وقال مراسل من رويترز إن مسلحين فلسطينيين اعتلوا سطح أحد المنازل لمراقبة الجنازة، التي أقيمت بعد مقتل والد وادي وشقيقه في 12 أكتوبر تشرين الأول، تحسبا على ما يبدو لأي أعمال عنف من المستوطنين.

وحتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء كبير إذ يقيد الجيش الإسرائيلي تحركات الفلسطينيين في أرجاء الضفة الغربية واعتقل مئات الرجال منهم.

وجلس وادي تحت ملصق يخلد ذكرى والده وشقيقه في قُصرة الأسبوع الماضي، وفحص هاتفه بحثا عن تهديدات بقتل سكان القرية الفلسطينيين على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العبرية.

© Reuters. أشخاص يحملون جثامين فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء. تصوير: رنين صوافطة - رويترز.

وقال إنه يشعر بأنه محاصر. ويبدو أن إقامة مستوطنة يحيط بها جدار كبير في الجهة المقابلة لقُصرة يلوح في الأفق، وتوجد مستوطنتان أخريان على التلال فوق مزارع الزيتون في القرية.

وعبر عبد الله، أحد سكان قُصرة والذي ذكر اسمه الأول فقط، عن غضبه المتزايد. وقال "أنا مستعد لحمل السلاح لو حصلنا عليه".

(شارك في التغطية إميلي روز من القدس وعلي صوافطة من رام الله - إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.