بيروت (رويترز) - يدلي الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الجمعة بأول تعليقات علنية منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، وستحظى كلمته بمتابعة حثيثة بحثا عن دلائل على التطور المحتمل لدور الجماعة في الصراع.
ويشتبك حزب الله، وهو قوة عسكرية هائلة تدعمها إيران، مع القوات الإسرائيلية على الحدود حيث قُتل 55 من مقاتليه في تصعيد شهد أكبر عدد من القتلى في صفوف الجماعة منذ حربها مع إسرائيل في عام 2006.
وقال حزب الله إنه نفذ 19 هجوما متزامنا على مواقع للجيش الإسرائيلي يوم الخميس مع استخدام طائرتين مسيرتين متفجرتين، في أكبر هجوم للجماعة فيما يبدو حتى الآن في الصراع المستمر منذ نحو أربعة أسابيع.
وردت إسرائيل بشن غارات جوية مصحوبة بنيران الدبابات والمدفعية في ظل تصاعد القتال على الحدود.
لكن مع اقتصار معظم الاشتباكات حتى الآن على منطقة الحدود، اعتمد حزب الله على قسط صغير من قوته النارية التي هدد نصر الله بها إسرائيل لسنوات.
ويترقب كثيرون في لبنان الخطاب الذي سيلقيه نصر الله في الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت جرينتش) وسط مخاوف منذ أسابيع من اندلاع صراع كارثي.
وهناك ترقب أيضا للخطاب على نطاق أوسع. ويعتبر نصر الله صوتا بارزا في تحالف عسكري إقليمي شكلته إيران لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويضم التحالف المعروف باسم "محور المقاومة" فصائل عراقية شيعية أطلقت النار على القوات الأمريكية في سوريا والعراق ويضم أيضا الحوثيين في اليمن الذين دخلوا على خط الصراع بإطلاق طائرات مسيرة على إسرائيل.
ونصر الله أحد أبرز الشخصيات في العالم العربي.
ويشهد له حتى منتقدوه بأنه خطيب مفوه يحرص المؤيدون والخصوم على السواء على متابعة خطبه. ويعتبره خصوم من بينهم الولايات المتحدة "إرهابيا".
وعززت خطبه الحماسية في حرب 2006 مكانته، ومن بينها كلمة قال فيها إن حزب الله استهدف سفينة بحرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للسفن.
* يشرف على المعركة
لم يتحدث نصر الله علانية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، لكن مسؤولين آخرين في الجماعة تحدثوا عن استعدادها للقتال. ولم يحددوا أي خطوط حمراء في الصراع مع إسرائيل.
وردا على سؤال في 22 أكتوبر تشرين الأول عن سبب عدم إلقاء نصر الله كلمة حتى ذلك الوقت، قال حسن فضل الله السياسي في حزب الله إن الأمين العام يتابع الوضع في غزة "لحظة بلحظة وساعة بساعة" ويشرف على المعركة في لبنان. وأضاف أن عدم حديثه علنا "جزء من إدارته للمعركة".
وسيتزامن بث الخطاب مع مسيرات دعا إليها حزب الله لتأبين مقاتليه الذين لقوا حتفهم.
وأثنت التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله عن شن حرب عبر الحدود منذ عام 2006. لكن سوريا مثلت ساحة للصراع بينهما.
وتقول مصادر مطلعة إن هجمات الجماعة حتى الآن محسوبة لتجنب تصعيد كبير مع إبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة على الحدود.
ولا يستطيع لبنان تحمل أعباء حرب أخرى مع إسرائيل. ومازال كثيرون من اللبنانيين يعانون من تأثير الانهيار المالي الكارثي المستمر منذ أربع سنوات.
وقالت إسرائيل إنها لا تريد صراعا على حدودها الشمالية مع لبنان.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة حزب الله من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، قائلا إن هذا سيؤدي إلى ضربات إسرائيلية "لا يمكن تصورها" قد تشيع الدمار في لبنان.
(إعداد محمد حرفوش ومحمد أيسم وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير سها جادو)