من رهام الكوسى ونضال المغربي وسايمون لويس
بيروت/غزة/تل أبيب (رويترز) - حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الولايات المتحدة يوم الجمعة من أن الصراع قد يتسع نطاقه إلى حرب إقليمية إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة.
وفي أول خطاباته منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وجه نصر الله تهديدا للولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ملمحا إلى أن جماعته المدعومة من إيران مستعدة لمواجهة السفن الحربية الأمريكية في البحر المتوسط.
ويشتبك حزب الله، حليف حماس المدجج بالسلاح، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود في التصعيد الأكثر دموية منذ أن خاض حربا مع إسرائيل في عام 2006.
وقال نصر الله "أنتم الأمريكيون تستطيعون أن توقفوا العدوان على غزة لأنه عدوانكم". وتابع "من يريد منع قيام حرب إقليمية والخطاب للأمريكيين يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة".
وأردف أن حزب الله الموجود في طليعة محور المقاومة المدعوم من طهران والمعادي لإسرائيل والولايات المتحدة لا يخاف من القوة البحرية الأمريكية التي حشدتها واشنطن في المنطقة منذ اندلاع الأزمة.
وأوضح "وأنتم أيها الأمريكان تعرفون جيدا أنه إذا حصلت الحرب في المنطقة فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع وأن الذي سيدفع الثمن بالدرجة الأولى مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم التي ستكون الضحية والخاسر الأكبر".
ودخلت جماعات أخرى موالية لإيران المعترك منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، إذ أطلقت جماعات شيعية مدعومة من طهران النيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية طائرات مسيرة على إسرائيل.
وأثنى نصر الله على هذه الأفعال وقال إن زيادة التصعيد بطول الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله مرتبط بما حدث في قطاع غزة الذي يتعرض للهجوم من القوات الإسرائيلية منذ هجوم حماس على إسرائيل قبل أربعة أسابيع.
* قتال في منطقة محدودة
قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن واشنطن على علم بخطاب نصر الله لكنها لن تشارك في "حرب كلامية". وقال المتحدث إن حزب الله وغيره من الأطراف الفاعلة الحكومية وغير الحكومية يجب ألا يحاولوا الاستفادة من الصراع بين إسرائيل وحماس.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تحكم غزة ردا على الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلت فيه الحركة 1400 شخص واحتجزت أكثر من 240 رهينة.
وقصفت إسرائيل غزة جوا، وفرضت حصارا وشنت هجوما بريا، مما أثار قلقا عالميا من الظروف الإنسانية في القطاع الذي يعاني من شح إمدادات الغذاء وانهيار الخدمات الطبية. وتجاوز عدد القتلى المدنيين في القصف الإسرائيلي تسعة آلاف شخص.
وتزامنت تصريحات نصر الله مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، في جولته الثانية بالمنطقة في أقل من شهر لإظهار دعم أمريكا لحليفتها المقربة إسرائيل في مواجهتها مع حماس.
وحث بلينكن إسرائيل على وقف هجومها العسكري مؤقتا على غزة للسماح بدخول المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه واجه معارضة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رفض أي وقف من هذا النوع ما لم تطلق حماس سراح الرهائن.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تخوض قتالا مع مسلحي حماس في منطقة محدودة في الشوارع المدمرة بعد تطويق مدينة غزة في محاولتها للقضاء على الجماعة الإسلامية التي تسيطر على القطاع الصغير ذي الكثافة السكانية العالية.
وحذرت وكالات إغاثة من أن كارثة إنسانية تتكشف في أكثر الأحداث دموية منذ عقود في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية إن فرنسا تعتزم عقد مؤتمر إنساني للمدنيين في غزة يوم الخميس المقبل.
وقالت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك إن أكثر من نصف سكان غزة يلجأون الآن إلى منشآت تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، مع عدم كفاية المياه والغذاء.
* إسرائيل تضرب سيارة إسعاف بغزة
استهدفت إسرائيل سيارة إسعاف في مدينة غزة يوم الجمعة قالت إنها كانت تقل نشطاء لكن السلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس قالت إن سيارة الإسعاف كانت تجلي جرحى من شمال القطاع المحاصر إلى جنوبه.
وذكر أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن سيارة الإسعاف كانت ضمن قافلة استهدفتها إسرائيل في أثناء خروجها من مستشفى الشفاء، مضيفا أن عددا كبيرا سقط بين قتيل وجريح دون تحديد رقم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سيارة الإسعاف "كانت تستخدمها خلية إرهابية تابعة لحماس" في منطقة القتال.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن 9227 شخصا على الأقل قُتلوا منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في مؤتمر صحفي إن إسرائيل قتلت حتى الآن خلال الحرب عشرة من قادة حماس المسؤولين عن التخطيط لهجوم الشهر الماضي.
وأعلنت إسرائيل أنها فقدت 23 جنديا في الهجوم.
وفي غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بجنوب غزة، قُتل صحفي يعمل في تلفزيون فلسطين وتسعة على الأقل من أفراد أسرته في منزلهم، حسبما قال أقاربه ومسؤولو الصحة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن المعهد الفرنسي في غزة تعرض لضربة جوية إسرائيلية، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بين العاملين في الموقع، في حين أصيب مكتب وكالة فرانس برس (أ.ف.ب) في غزة أيضا.
ودخل أكثر من 300 من حاملي جوازات السفر الأجنبية وأفراد أسرهم إلى مصر من غزة يوم الجمعة عبر معبر رفح إلى جانب مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم للعلاج، وفقا لمسؤولين مصريين وفلسطينيين.
وقالت فرنسا إن 34 من مواطنيها كانوا من بين الذين غادروا القطاع. وذكر البيت الأبيض أن 100 مواطن أمريكي وأفراد أسرهم غادروا غزة الخميس، وأضاف أن من المتوقع أن تغادر مجموعة كبيرة أخرى من الأمريكيين الجمعة.
ووصف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الوضع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بأنه "مثير للقلق" قائلا إن القوات الإسرائيلية تستخدم بشكل متزايد الأساليب والأسلحة العسكرية في عمليات إنفاذ القانون هناك.
وأضاف أن 132 فلسطينيا على الأقل، من بينهم 41 طفلا، قُتلوا في الضفة الغربية مشيرا إلى أن 124 منهم لقوا حتفهم على يد القوات الإسرائيلية وثمانية قتلهم المستوطنون الإسرائيليون. كما قُتل جنديان إسرائيليان.
(تغطية صحفية نضال المغربي من غزة وسايمون لويس من تل أبيب وعلي صوافطة من رام الله ودان وليامز وإميلي روز من القدس ومايتال أنجل من القدس وكلودا طانيوس من دبي وحميرة باموق وباتريشيا زنجيرل وفيل ستيوارت وإدريس علي من واشنطن ونانديتا بوس وستيف هولاند - وشاركت في التغطية مكاتب رويترز حول العالم - إعداد محمد أيسم ومحمد حرفوش ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)