من سايمون لويس
رام الله/بغداد (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد إنه يتعين أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا مركزيا فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة.
والتقى بلينكن بقادة عراقيين في إطار جولته بالمنطقة وسط تصاعد التوتر بسبب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ومر بلينكن عبر نقاط تفتيش إسرائيلية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ثم توجه إلى العراق.
وهذه هي ثاني جولاته بالمنطقة منذ أن شن مقاتلو حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا 1400 شخص واحتجزوا أكثر من 240 رهينة وفق ما أعلنته إسرائيل.
وقال بلينكن للصحفيين في بغداد إن وجهات نظر الفلسطينيين وأصواتهم وتطلعاتهم يجب أن تكون "في صميم" المحادثات بشأن مستقبل غزة.
وبينما تواصل إسرائيل الضربات الجوية التي يقول مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إنها قتلت زهاء 9770 فلسطينيا، رفض بلينكن دعوات لوقف إطلاق النار من مسؤولين عرب يوم السبت بعد أن ناشد إسرائيل دون جدوى زيادة الفترات المحدودة لتوقف القتال في اليوم السابق.
وتحدث بلينكن عن مساعي التوصل فترات هدنة إنسانية قائلا "هذه عملية"، مضيفا أن إسرائيل لديها أسئلة مهمة بخصوص طريقة عمل هذا الأمر وأن تفاصيل هذه العملية يجري مناقشتها الآن.
وتابع أنه من المهم أن يؤدي أي توقف للقتال إلى إحراز تقدم في عدة قضايا، منها إطلاق سراح المحتجزين.
وفي مناقشاته مع الحكومة العراقية، قال بلينكن "لقد أوضحت تماما أن الهجمات والتهديدات من الفصائل المتحالفة مع إيران غير مقبولة على الإطلاق".
وأضاف أن الولايات المتحدة تبعث برسالة إلى "أي شخص قد يسعى لاستغلال الصراع في غزة لتهديد عسكريينا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة. لا تفعلوا ذلك".
* ما بعد الصراع
وبالإضافة إلى السعي لضمان عدم توسع الصراع في المنطقة، يحاول بلينكن إطلاق مناقشات حول كيفية حكم غزة بعد التدمير الكامل لحماس الذي تقول إسرائيل إنه هدفها.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عباس قال لبلينكن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".
واجتمع بلينكن وعباس لمدة ساعة تقريبا لكنهما لم يتحدثا لوسائل الإعلام.
وقال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة في تصريحات لشبكة سي.بي.إس يوم الأحد "نحتاج أن نرى الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط النزيه وألا تتبنى الرواية الإسرائيلية".
وأضاف أن بلينكن لديه بعض "الأفكار الجيدة" بخصوص المستقبل، لكن "الآن هو الوقت المناسب... لوقف قتل المدنيين".
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الرئيس أبلغ بلينكن أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
وأوضح ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان حول الاجتماع أن بلينكن قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بإدخال المساعدات إلى غزة واستعادة الخدمات الأساسية هناك.
أضاف ميلر "عبر الوزير أيضا عن التزام الولايات المتحدة بالعمل نحو تحقيق طموحات الفلسطينيين المشروعة لإقامة دولة فلسطينية".
* سلطة مأزومة
قال بلينكن إن أكثر حل منطقي أن تتولى "سلطة فلسطينية فعالة ومنشَّطة" إدارة القطاع في نهاية المطاف، لكنه اعترف بأن دولا أخرى ووكالات دولية من المرجح أن تلعب دورا في الأمن والحكم في هذه الأثناء.
وتراجعت شعبية السلطة الفلسطينية برئاسة عباس، والتي تمارس سلطة محدودة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وسط اتهامات بالكسب غير المشروع وعدم الكفاءة وترتيبات التعاون الأمني المكروهة على نطاق واسع مع إسرائيل. ولا يوجد خليفة واضح لعباس (87 عاما) الذي يعاني من المرض وهو معارض قوي لحركة حماس.
وقال وزيرا خارجية مصر والأردن يوم السبت بعد اجتماع مع بلينكن إن من السابق لأوانه التحدث عن مستقبل غزة ودعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار لحل الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.
وقال بلينكن إن وقف إطلاق النار سيعني فقط السماح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها، لكنه يحاول إقناع إسرائيل بالموافقة على هدنات في أماكن بعينها ستسمح بدخول كثير من المساعدات التي تشتد الحاجة لها لتوزيعها داخل غزة.
وتصاعد العنف هذا العام إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من 15 سنة وتفاقمت حدته مع بدء الحرب إذ رصدت الأمم المتحدة شن المستوطنين اليهود أكثر من 170 هجوما على فلسطينيين.
وقال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن نسب الفضل لعباس في تهدئة التوتر في الضفة الغربية وأخبره بأنه ضغط على المسؤولين الإسرائيليين من أجل وقف العنف المتطرف بحق الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنه.
(شارك في التغطية الصحفية علي صوافطة - إعداد أميرة زهران ومحمد أيسم ومحمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة ومحمد محمدين وعلي خفاجي)