من نضال المغربي
غزة (رويترز) - قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الاثنين إن غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال" مشددا على المطالبة بوقف إطلاق النار في القطاع الذي تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن عدد قتلى الضربات الإسرائيلية فيه تجاوز عشرة آلاف.
ويرفض كل من إسرائيل ومقاتلو حركة حماس الضغوط الدولية المتزايدة من أجل وقف إطلاق النار. فإسرائيل تقول إنه يجب أولا إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزهم مسلحو الحركة خلال هجومهم المباغت في جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. أما حماس التي تسيطر على غزة فتقول إنها لن تحررهم أو توقف القتال والقطاع يتعرض للهجوم.
وقال جوتيريش للصحفيين "العمليات البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والقصف المستمر يضربان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومنشآت الأمم المتحدة التي تتضمن ملاجئ. لا أحد في مأمن".
وأضاف "في الوقت نفسه، تستخدم حماس ومسلحون آخرون المدنيين دروعا بشرية ويواصلون إطلاق الصواريخ بلا تمييز على إسرائيل"، داعيا إلى الإفراج عن جميع الرهائن على الفور وبدون شروط.
وقالت إسرائيل إن 31 جنديا قتلوا منذ أن بدأت عملياتها البرية الموسعة في قطاع غزة في 27 أكتوبر تشرين الأول، وأكدت أن مقاتلي حماس يندسون مع المدنيين وفي المستشفيات. ودعت حماس في بيان جوتيريش إلى تشكيل لجنة لزيارة مستشفيات غزة للتحقق من "الرواية الكاذبة" الإسرائيلية في هذا الصدد.
ووصف صحفي من رويترز في قطاع غزة القصف الجوي والبري والبحري الذي نفذته إسرائيل ليل الأحد بأنه من بين الأكثر عنفا وكثافة منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي قتلت خلاله حماس 1400 واحتجزت أكثر من 240.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 10022 فلسطينيا لاقوا حتفهم، بينهم 4104 أطفال
وقال جوتيريش "غزة تتحول إلى مقبرة للأطفال. فمئات الفتيات والفتيان ترد أنباء بمقتلهم أو إصابتهم كل يوم".
وتقول المنظمات الدولية إن المستشفيات لا تستطيع علاج الجرحى، كما أن الغذاء والمياه النظيفة ينفدان، ولا تكفي المساعدات التي تصل بأي حال من الأحوال.
وقال جوتيريش إن 89 شخصا يعملون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كانوا من بين القتلى. وقالت الأونروا إن خمسة من أعضائها قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط.
وجاء في بيان أصدرته 18 منظمة تابعة للأمم المتحدة "نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. مر 30 يوما. يجب أن يتوقف هذا الآن".
وتضغط الولايات المتحدة بقوة من أجل ترتيب فترات توقف مؤقتة في الصراع للسماح بدخول المساعدات بدلا من وقف كامل لإطلاق النار، بحجة أن مقاتلي حماس سوف يستغلون الفرصة، وهو ما تسوقه إسرائيل أيضا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش فترات هدنة من هذا القبيل والإفراج المحتمل عن الرهائن في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، مؤكدا دعمه لإسرائيل مع التأكيد على ضرورة حمايتها للمدنيين.
وعرضت إسرائيل وجوه الرهائن على أسوار البلدة القديمة في القدس عشية ذكرى مرور شهر على الهجوم.
* إسرائيل تقول إنها تضيف الخناق على حماس
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته سيطرت على مجمع للمسلحين وتستعد لمهاجمة مقاتلي حماس المختبئين في أنفاق ومخابئ تحت الأرض في شمال قطاع غزة، بعد عزل المنطقة بالقوات والدبابات. ونشرت مقطعا مصورا لدبابات تتحرك في الشوارع التي تعرضت للقصف ومجموعات من القوات تتحرك سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام.
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت للصحفيين "الآن سنبدأ في تضييق الخناق عليهم".
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت 27 مركبة عسكرية إسرائيلية خلال 48 ساعة وألحقت خسائر كبيرة في الاشتباكات المباشرة مع القوات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الأشخاص قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية في الشمال والجنوب، بما في ذلك على مستشفى الرنتيسي للسرطان في مدينة غزة، حيث قتل ثمانية أشخاص. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يفحص التقرير.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة إن غارة جوية أصابت أيضا مبنى تابعا لمستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، حيث يعالج 170 شخصا ويلجأ إليه مئات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وأضاف أن شخصا قتل وأصيب عدد آخر. وقالت إسرائيل إنها لم تقصف المستشفى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها رافقت قافلة مكونة من أربع سيارات إسعاف تحمل مرضى من مدينة غزة إلى معبر رفح الحدودي مع مصر. وتوقفت عمليات الإجلاء منذ الغارة الإسرائيلية على سيارة إسعاف يوم الجمعة لكن ثلاثة مصادر أمنية مصرية قالت إن العشرات من حاملي جوازات السفر الأجنبية غادروا أيضا يوم الاثنين.
* بلينكن في جولة إقليمية
قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة في المنطقة لمحاولة منع تصاعد الصراع والتخطيط لمستقبل آمن للإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك إيصال المزيد من المساعدات.
وقال في تركيا "أعتقد أننا سنرى في الأيام المقبلة أن المساعدات يمكن أن تزيد بشدة".
وزار بلينكن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل يوم الأحد لإظهار الدعم للفلسطينيين هناك وفي غزة وأجرى محادثات في إسرائيل وفي الأردن مع زعماء عرب.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز زار إسرائيل يوم الاثنين، ومن المقرر أن يزور دولا أخرى في الشرق الأوسط لبحث الوضع في غزة.
ولم ترد وكالة المخابرات المركزية على طلب رويترز للتعليق.
وقالت إسرائيل إنها تقصف أهدافا لحزب الله في لبنان ردا على وابل (NASDAQ:AAPL) من الصواريخ التي أطلقت على مدن بشمالها، في تصعيد لأسوأ الاشتباكات عبر الحدود بين الجانبين منذ 2006.
وقالت حماس إنها أطلقت 16 صاروخا باتجاه نهاريا وجنوب حيفا في إسرائيل.
في هذه الأثناء، يبحث الناس عن قتلى أو ناجين في مخيم المغازي للاجئين في غزة، حيث قالت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الإسرائيلية قتلت 47 على الأقل في ضربات في وقت مبكر من يوم الأحد.
وقال سعيد النجمة (53 عاما) "طول الليل أنا والشباب بنعزل في الركام وبنطلع الشهداء.. أطفال.. أشلاء ممزعة"، مضيفا أنه كان نائما مع أسرته عند وقوع القصف على الحي الذي يسكن فيه.
وردا على طلب للتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه يجمع التفاصيل.
وقالت وزارة الصحة إن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة قتلوا في هجوم منفصل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يجمع التفاصيل.
وأضاف أن مهلة مدتها أربع ساعات للمدنيين لمغادرة شمال قطاع غزة ستتكرر يوميا. وقالت الأمم المتحدة إن أقل من 2000 شخص استخدموا الممر يوم الأحد، بسبب الخوف والأضرار التي لحقت بالطرق. وقال مبعوث أمريكي يوم السبت إن ما بين 350 و400 ألف شخص ما زالوا في الشمال.
(شارك في التغطية علي صوافطة وسيمون لويس من رام الله ودان وليامز من القدس -إعداد علي خفاجي للنشرة العربية)