من سايمون لويس
أنقرة (رويترز) - اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة استغرقت أربعة أيام في الشرق الأوسط، دون تحقيق تقدم يذكر فيما يتعلق بفترات الهدنة الإنسانية التي تسعى واشنطن من خلالها إلى إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة.
كما تأمل واشنطن رغم استمرار القصف الإسرائيلي في إرساء الهدوء في القطاع لخلق ممر آمن للرهائن الذين خطفهم مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وبدأ كبير الدبلوماسيين الأمريكيين يوم الخميس الماضي جولته الثانية في المنطقة منذ تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود بعد أن شنت حماس الشهر الماضي أعنف هجوم في تاريخ إسرائيل، مما أدى لمقتل أكثر من 1400 شخص وخطف 240 آخرين.
وبينما ترفض واشنطن دعوات متزايدة من أنحاء العالم لوقف إطلاق النار، فإنها تحاول إقرار هدنة إنسانية مؤقتة. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك بعد محادثاته مع بلينكن يوم الجمعة، قائلا إنه لن يتم وقف العمليات الإسرائيلية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
وردا على سؤال حول التقدم الملموس الذي أحرزه خلال جولته في المنطقة، أشار بلينكن إلى الجهود المبذولة لتجنب التصعيد في المنطقة.
وقال للصحفيين قبل مغادرته إلى طوكيو، في الجزء الآسيوي من جولته، "عدم حدوث شيء سيئ قد لا يكون، في بعض الأحيان، الدليل الأوضح على التقدم، لكن هذا هو الحاصل (في هذا الحال)".
وأضاف أن واشنطن تركز على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وستواصل العمل مع الإسرائيليين فيما يتعلق بخطوات للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، لكنه أقر بعدم تحقيق انفراجة. وقال "كل ذلك تقدم حاصل".
وتريد واشنطن منع نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة، وكثفت جهودها الدبلوماسية مع دول المنطقة التي يزداد غضب شعوبها من القصف الإسرائيلي لغزة.
* لا اجتماع مع أردوغان
التقى بلينكن في تركيا مع نظيره هاكان فيدان، وقالا إنهما ناقشا الجهود المبذولة لدعم المساعدات لغزة والحاجة إلى حماية المدنيين ومنع انتشار الصراع.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الاجتماع بين الوزيرين استمر ساعتين ونصف الساعة. وأضاف أنه لم تجر أي محادثات بين بلينكن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد واشنطن بسبب "دعمها غير المحدود لإسرائيل".
وكان بلينكن قد التقى بأردوغان في فبراير شباط عندما زار البلاد في أعقاب زلزال مدمر. وسافر أردوغان إلى مدينة ريزا الساحلية على البحر الأسود يوم الأحد وبقي هناك طوال زيارة بلينكن لأنقرة.
وصعدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تدعم حل الدولتين في الشرق الأوسط، بشكل حاد انتقاداتها لإسرائيل مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. كما أنها تستضيف أعضاء من حركة حماس التي تعتبرها بعض الدول الغربية منظمة إرهابية.
وعندما التقى بلينكن بفيدان في أنقرة، تجمع العشرات أمام مبنى وزارة الخارجية للاحتجاج على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وقال الناشط زين العابدين أوزكان الذي شارك في الاحتجاج إن بلينكن "قدم دعما لا حدود له للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وليس للحرب".
وقال مسؤولو الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس يوم الاثنين إن 10022 فلسطينيا قتلوا في هذه الحرب حتى الآن.
وحاولت حشود مؤيدة للفلسطينيين يوم الأحد اقتحام قاعدة جوية في جنوب تركيا تضم قوات أمريكية قبل ساعات من وصول بلينكن.
وقال مصدر بوزارة الخارجية التركية إن فيدان أبلغ بلينكن بضرورة إعلان وقف إطلاق النار على الفور في غزة ومنع إسرائيل من استهداف المدنيين وتهجير الناس.
وقال بلينكن إن تركيز الولايات المتحدة على زيادة المساعدات لغزة وتحرير الرهائن لا يزال قائما، وأضاف أن الدول الأخرى في المنطقة يمكن أن تلعب دورا مهما في استعادتهم.
وقال "نعمل بقوة من أجل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولدينا طرق ملموسة للغاية للقيام بذلك. وأعتقد أننا سنرى في الأيام المقبلة إمكانية التوسع الكبير في المساعدات".
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)