من كيتي ميجيرو
نيروبي (مؤسسة تومسون رويترز) - قال خبير إن عمال الإغاثة في الصومال الذي يواجه مجاعة تزداد سوءا بعد مرور ثلاثة أعوام على مجاعة ضربت البلاد يعتقدون أن نظام المعونة الإنسانية "متعفن" وتنتابهم مخاوف من أن تتم ملاحقتهم قانونيا لتقديمهم الإغاثة لإرهابيين.
وفي الشهر الماضي قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون خلال زيارة نادرة للصومال إن ثلاثة ملايين صومالي بحاجة للمعونة الإنسانية.
ويلقي عمال الإغاثة باللائمة على الجفاف وتجدد القتال ونقص المعونة الإنسانية في حدوث الأزمة التي أثارت تساؤلات بشأن ما تحقق منذ مجاعة عام 2011 التي قتل فيها 260 ألف شخص.
وقال البروفيسور دانييل ماكسويل من مركز فاينستان الدولي التابع لجامعة تافتس "لدينا شعور واضح بعدم الارتياح بين الكثير من الجهات الإنسانية الغربية الفاعلة.. ذلك النظام متعفن."
واضاف في حوار بشأن الدروس المتعلمة من عام 2011 "إن نظام الإغاثة يفسد بشكل عام المتلقين ومقدمي الإغاثة."
ويسعى الصومال لإعادة بناء نفسه بعد عقدين من الحرب الأهلية وغياب القانون. وسادت هذه الحالة بعد الإطاحة بالرئيس سياد بري عام 1991.
وعلى الرغم من المكاسب المتحققة فإن الحكومة المركزية ما زالت تعتمد بشكل كبير على قوة حفظ السلام الأفريقية في صد الهجمات التي يشنها متشددو حركة الشباب. وهي حركة تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى جماعة إرهابية.
وما زالت معظم جماعات الإغاثة الغربية تتمركز في كينيا المجاورة على الرغم من وجود مساع للعودة منذ أن أخرجت الحكومة حركة الشباب من كثير من البلدات في جنوب الصومال.
وما زال إيصال المساعدات للصومال يمثل مشكلة كبيرة جراء العنف والخطف والفساد. وفي عام 2010 قالت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن ما يصل إلى نصف المعونة الغذائية للصومال تذهب إلى متعاقدين فاسدين وإلى حركة الشباب وإلى موظفين محليين.
وقال ماكسويل إن كثيرا من وكالات الإغاثة تخشى أن تعاقبها الجهات المانحة وأن تدرجها الأمم المتحدة على القوائم السوداء أو أن تتلطخ سمعتها إذا أقرت بأن المعونات تتعرض للسرقة.
وينص القانون الأمريكي على السجن 15 عاما لمن يقدم الدعم المادي للتنظيمات الإرهابية ولمن يقدم المعونة بشكل غير متعمد لحركة الشباب من خلال دفع الضرائب لهم على سبيل المثال نظير السماح بالمرور إلى أكثر التجمعات السكانية تأثرا.
واتفق الباحثون في المناقشة التي نظمها معهد ريفت فالي على أن عمال الإغاثة تأخروا كثيرا في الاستجابة لمجاعة 2011 وعبروا عن مخاوفهم من تكرار هذا الخطأ.
وانتهت المجاعة التي سببها شح المطر والصراعات ومنع وصول المساعدات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو حركة الشباب بأن هطلت أمطار جيدة وزادت المعونة.
وفي عام 2014 أدت العوامل ذاتها من شح في المطر والصراع إلى تنامي نفس المخاوف عند منظمات الإغاثة.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير حسن عمار)