(إعادة لقصة نشرت يوم الاثنين 6 نوفمبر تشرين الثاني لتصحيح اسم عائلة الشقيقات الثلاثة في الفقرة الأولى إلى شور وليس أيوب وتصحيح اسم إحدى الشقيقات إلى تالين وليس دالين)
من عبد العزيز بومزار
عيناتا (لبنان) 6 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - كانت الأخوات ريماس وتالين وليان شور يتجهزن للسفر إلى بيروت لتلقي التعليم هناك بصورة مؤقتة بسبب الاشتباكات المتصاعدة بين إسرائيل ومسلحي حزب الله في جنوب لبنان.
وعندما انطلقن يوم الأحد، أصاب صاروخ يقول لبنان إن إسرائيل هي التي أطلقته سيارتهن مما أسفر عن مقتل الثلاثة وجدتهن وإصابة والدتهن.
وقال خالهن سمير أيوب الذي شاهد الضربة حيث كان على نفس الطرق بسيارته الخاصة "للأسف لم أستطع إخراج الأطفال الذين يصرخون ويطلبون الإنقاذ والنجدة وهم يحترقون أمام أعيني". وبكى وهو يحكي القصة ويتذكر كلمات مثل "خالي" و"نج (أنقذ) أولادي".
وأضاف أن الفتيات احترقن حتى الموت داخل السيارة.
وأدلى أيوب، وهو صحفي محلي، بهذه التصريحات لرويترز اليوم الاثنين بينما كان يتفقد حطام السيارة. وكان يرفع الكتب المدرسية والحقائب المتفحمة بسبب الانفجار.
وتساءل "هل هذه كتب الإرهابيين المدرسية؟".
وتقول السلطات اللبنانية إن إسرائيل هي التي نفذت الضربة وإن بيروت ستقدم شكوى إلى الأمم المتحدة بشأن مقتل المدنيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته اشتبكت مع مركبة في لبنان أمس الأحد "تحدد أنه يشتبه بنقلها إرهابيين" وإنه يحقق في التقارير التي تحدثت عن وجود مدنيين بداخلها.
وتبلغ الشقيقات الثلاث من العمر 14 و12 و10 أعوام، وهن أحدث ضحايا الحرب الدائرة في الشرق الأوسط التي بدأت في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بلدات في جنوب إسرائيل، مما أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص.
وردا على ذلك، قصفت إسرائيل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس جوا وشنت غزوا بريا، مما أودى بحياة أكثر من 10000 فلسطيني، بينهم 4000 طفل.
* "الأطفال كانوا يلعبون"
منذ ذلك الحين، اشتبك حزب الله اللبناني، حليف حماس المدعوم من إيران، بانتظام مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع تزايد المخاوف من أن يتطور العنف إلى صراع أوسع بكثير.
ويقول مسؤولون أمنيون لبنانيون إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل نحو 60 من مقاتلي حزب الله وما لا يقل عن عشرة مدنيين.
ويقول سمير أيوب إنه يعتقد أن طائرة إسرائيلية مسيرة نفذت الهجوم، وكان من السهل رؤية أن السيارة كانت تقل أطفالا.
وقال إن "الأطفال كانوا يلعبون" بالقرب من السيارة قبل أن يركبوها.
وقال هو وأفراد آخرون من عائلته إنه المنطقة تعرضت لقصف في الصباح لكنه توقف، ولم يسمعوا سوى صوت طائرات مسيرة في السماء قبل الانفجار. ولم تتمكن رويترز من التحقق مما قاله أيوب.
وقالت أحلام إبراهيم، وهي أيضا من الأقارب، إنها لا تتوقع أن يكون هذا الفصل المظلم الأحدث في جنوب لبنان هو الأخير. وأضافت أن هذا ليس جديدا على إسرائيل وأن هذه ليست المرة الأولى التي يكابدون فيها مثل هذه الأمور.
ويمثل القتال الحالي أسوأ أعمال عنف عبر الحدود منذ أن خاضت إسرائيل وحزب الله حربا عام 2006 أودت بحياة 1200 في لبنان، معظمهم من المدنيين و158 في إسرائيل، معظمهم جنود.
ومن بين القتلى في جنوب لبنان في الصراع الحالي عصام عبد الله، الصحفي من رويترز. واتهم الجيش اللبناني إسرائيل وقال الجيش الإسرائيلي إنه يبجث القضية. ودعت رويترز إسرائيل إلى إجراء "تحقيق شامل وسريع وشفاف" في مقتل عبد الله.
(إعداد محمد حرفوش ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)