من رونين زفولون
شمال قطاع غزة 8 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - أينما اتجهت في منطقة شمال غزة وقعت عيناك على مشاهد الدمار والخراب المتمثلة في النوافذ المتفحمة وغرف النوم المحطمة والجدران التي تظهر عليها آثار إطلاق النار، وذلك بعد مرور شهر على الحملة العسكرية الإسرائيلية الرامية لطرد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من القطاع.
ومنحت القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء مجموعة صغيرة من الصحفيين الأجانب فرصة نادرة ليكونوا شهودا على تقدمها داخل القطاع إذ رافقوا القوات حتى مشارف مدينة غزة عبر طرق رملية عليها آثار مرور دبابات.
وعند التوقف عند مجموعة من المباني السكنية، بدت آثار المعركة على كل مبنى على مرمى البصر؛ من جدران مهدمة وواجهات عليها ثقوب من أثر الرصاص والشظايا وأشجار نخيل انكسرت سيقانها.
وقال اللفتنانت كولونيل إيدو نائب قائد اللواء 401، مكتفيا بذكر اسمه الأول، "مر أسبوعان طويلان من القتال. هذه ليست عملية، إنها حرب... سيستمر الأمر لفترة طويلة إلى أن يتم القضاء على حماس".
ودخلت القوات الإسرائيلية غزة في 27 أكتوبر تشرين الأول بعد قصف عنيف على مدى أيام ردا على هجوم مباغت شنته حماس عبر السياج الحدودي في السابع من الشهر ذاته، والذي تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1400 شخص.
وعلى مدار الاثنى عشر يوما الماضية، حاصر الآلاف من القوات الإسرائيلية مدينة غزة، مما أدى فعليا إلى تقسيم الجيب الساحلي المكتظ بالسكان إلى قسمين. وتسعى القوات إلى ملاحقة مقاتلي حماس والقضاء عليهم.
لم يُكشف سوى عن القليل جدا من التفاصيل حول الغزو. واشترط الجيش الإسرائيلي مراجعة المواد التي يتم تصويرها حتى يوافق على مرافقة الصحفي للقوات. وراجع الجيش الصور التي التقطتها رويترز خلال الجولة التي استغرقت ساعة ونصف الساعة اليوم لكنه لم يحذف شيئا.
وطلب الجيش مرارا من المدنيين مغادرة شمال غزة والتوجه إلى الجزء الجنوبي من الجيب. وقال إيدو إنه عندما وصلت القوات إلى مجموعة المباني تلك، كانت جميع الأسر قد حزمت أمتعتها وغادرت.
وأضاف، بينما يقف في غرفة نوم أطفال مطلية باللون الوردي لحقت بها أضرار بالغة، "لذلك نحن نعلم أن الجميع هنا هم أعداؤنا. لم نر هنا أي مدنيين، فقط حماس".
وظهرت من خلف الكولونيل بينما كان يتحدث مرآة محطمة وحقائب وألعاب متناثرة ودمية على الأرض.
وقال الجنود إنه يوجد تحت ذلك المبنى السكني طابقان من الورش التي كانت تستخدم لتصنيع الأسلحة، ومنها طائرات مسيرة عثروا عليها في خمسة صناديق خشبية.
ووجدوا في الورش مخارط معدنية وأدوات وأغلفة رمادية اللون، لكن لم يتسن التحقق مما تم تصنيعه هناك.
ونُقل المراسلون إلى هذا الموقع في مركبة مدرعة عالية التقنية تُعرف باسم (تايجر). ولا توجد نوافذ لهذه المركبة لكن بها شاشات متصلة بكاميرات على سطحها الخارجي تظهر للركاب إلى أين يتجهون.
وتم تجهيز سواتر ترابية ضخمة لتوفير الحماية لمركبات الجيش المتوقفة أمام المباني المدمرة، أما الدبابات فهناك مظلات معدنية قوية مثبتة أعلاها لحمايتها من هجمات الطائرات المسيرة المحتملة.
وشوهدت دجاجة وحيدة تركض تحت الدبابات.
ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة اليوم، قُتل 31 جنديا إسرائيليا حتى الآن خلال الهجوم البري على غزة في حين أصيب ما يزيد على 260. ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن 10569 شخصا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، 40 بالمئة منهم أطفال.
وأمكن سماع دوي انفجارات على مسافة بعيدة بينما كانت قوات إسرائيلية تواصل توغلها داخل قطاع غزة، حيث أشار الجنود إلى أنهم يتحركون بحذر.
وقال جندي لم يذكر اسمه "نتعرف على العدو تدريجيا، ونحاول توخي الحذر عند كل منزل ندخله".
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)