من نضال المغربي ومايتال أنجل
غزة/القدس (رويترز) - قال البيت الأبيض إن إسرائيل وافقت على وقف العمليات العسكرية في شمال غزة لأربع ساعات يوميا بدءا من يوم الخميس، وذلك في أول إشارة إلى استراحة في القتال المستعر منذ أكثر من شهر والذي تسبب في مقتل آلاف وأجج مخاوف من نشوب صراع إقليمي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الهدنات ستسمح للسكان بالفرار عبر ممرين إنسانيين وإنها خطوة أولى مهمة.
وأضاف "الإسرائيليون أبلغونا أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في هذه المناطق خلال فترة التوقف وأن هذه الهدن ستبدأ اليوم".
وتابع كيربي هذه الهدن ثمرة لمباحثات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في الأيام الأخيرة، بما في ذلك محادثات أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وسيُعلن عن الهدن قبل موعد بدئها بثلاث ساعات.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، قاتلت القوات الإسرائيلية حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وسط أنقاض مبان في شمال قطاع غزة لتقترب من الوصول لمستشفيين كبيرين مع تفاقم معاناة المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال أشخاص يسلكون طريقا إن آلاف الفلسطينيين يفرون من شمال القطاع المحاصر إلى جنوبه، بطول مسار محفوف بالمخاطر في الخطوط الأمامية وبه جثث متناثرة، بعد أن طلبت منهم إسرائيل الإخلاء.
لكن كثيرين باقون في الشمال يتكدسون في مستشفى الشفاء ومستشفى القدس وسط معارك برية محتدمة من حولهم وقصف جوي إسرائيلي مكثف من فوقهم.
وتقول إسرائيل إن حماس لها مراكز قيادة في المستشفيات.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس الوزراء القطري اجتمعوا يوم الخميس في الدوحة لبحث اتفاق محتمل بخصوص الرهائن. واضطلعت قطر بأدوار وساطة مع حماس في الماضي.
وفي باريس اجتمع مسؤولون من نحو 80 دولة ومنظمة لتنسيق إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإيجاد سبل لمساعدة المصابين المدنيين في الخروج من الحصار الذي دخل شهره الثاني.
وقال يان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين "دون وقف لإطلاق النار ورفع الحصار ووقف القصف العشوائي والحرب، سيستمر نزيف الأرواح"، واصفا أفعال إسرائيل بأنها عقاب جماعي.
وتقول إسرائيل وداعمتها الرئيسية الولايات المتحدة إن الوقف الكامل لإطلاق النار سيفيد حماس.
وتدك إسرائيل غزة ردا على هجوم شنه مقاتلو حماس عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا خلاله 1400 شخص معظمهم مدنيون واحتجزوا نحو 240 رهينة وفقا لإحصاء إسرائيلي.
والسابع من أكتوبر تشرين الأول هو أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل الممتد منذ 75 عاما وأثار تنديدات دولية بحماس وتعاطفا مع إسرائيل ودعما لها.
لكن رد إسرائيل في القطاع الذي تديره حماس يثير قلقا كبيرا مع وقوع كارثة إنسانية بينما تتكشف كارثة إنسانية.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10812 من سكان غزة، 40 بالمئة منهم من الأطفال، قُتلوا حتى يوم الخميس جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي مع نفاد الإمدادات الأساسية وتحول مناطق إلى أنقاض بفعل القصف الذي لا يتوقف.
وقال سكان في مدينة غزة معقل حماس إن الدبابات الإسرائيلية تتمركز في أنحاء المنطقة. ويذكر كل من الجانبين أنه يوقع قتلى وجرحى كثيرين في الجانب الآخر خلال معارك ضارية في الشوارع.
وتقول إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على حماس، إن 33 من جنودها قُتلوا في عمليتها البرية مع تقدمها صوب وسط مدينة غزة.
* لا مفر
يلجأ ألوف الفلسطينيين لمستشفى الشفاء داخل مدينة غزة على الرغم من أوامر إسرائيل بإجلاء المنطقة التي تطوّقها. ويحتمون في خيام على أرض المستشفى ويقولون إنهم لا يملكون مكانا آخر يذهبون له.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الإسرائيليين أمروا سكان شمال القطاع مجددا بالتوجه جنوبا وأن القصف متواصل في أنحاء الطريق الرئيسي مما يعرض النازحين للخطر.
وقال خالد أبو عيسى بعد عبوره للجنوب مع أسرته في وادي غزة "رأينا جثثا متحللة وأشخاصا من سيارات مدنية، مدنيون مثلنا، لا سيارات عسكرية أو رجالا من المقاومة".
وذكر ساكن آخر طلب عدم ذكر اسمه أنه عبر مع زوجته وأبنائهم الستة.
وتابع "مفيش مواصلات وما بتقدر تاخد شغلات كتيرة معاك ولازم تحمل بطاقة هويتك معاك وترفعها لما تمر من قدام الدبابات وبعدها راح تمشي لعدة كيلومترات".
وتتعرض المناطق الجنوبية أيضا لهجمات دورية. وقال شهود إن سكانا في مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة، كانوا يفتشون في الركام وأنقاض مبنى سواه القصف الجوي الإسرائيلي بالأرض أملا في انتشال ناجين صباح يوم الخميس.
وتصاعد التوتر أيضا على جبهات أخرى، فقالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها أطلقت صواريخ عبر الحدود على إسرائيل، وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رد بإطلاق نيران المدفعية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت 15 فلسطينيا في مداهمة لمدينة ومخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ مداهمات "لمكافحة الإرهاب".
وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة مجهولة ضربت مبنى مدنيا في مدينة إيلات الساحلية جنوب إسرائيل مما أسفر عن أضرار طفيفة فقط.
(تغطية صحفية إميلي روز ومعيان لوبيل من القدس ورامي أميخاي من تل أبيب ومات سبيتالنيك وحميرة باموق من واشنطن ومكاتب رويترز حول العالم - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)