من علي صوافطة
رام الله (رويترز) - داهمت القوات الإسرائيلية مدينة جنين الفلسطينية يوم الخميس وخاضت معركة استمرت ساعات مع مسلحين قُتل فيها 14 شخصا في واحدة من أعنف الاشتباكات في الضفة الغربية المحتلة منذ أشهر.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أربعة فلسطينيين آخرين قتلوا على يد جنود إسرائيليين في حوادث منفصلة في أنحاء الضفة الغربية، في تصاعد للعنف على خلفية الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن دوي إطلاق النار ظل يتردد لساعات بينما كانت القوات الإسرائيلية تقاتل مسلحين في شوارع جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها إذ يتمركز مئات المسلحين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ مداهمات "لمكافحة الإرهاب" في جنين واستخدم طائرة مسيرة لضرب مجموعة من المسلحين. وأضاف أنه ألقى القبض على 20 مشتبها بهم في المداهمة وصادر أسلحة وذخائر.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن من بين القتلى فتى يبلغ من العمر 15 عاما.
واندلعت اشتباكات أيضا في أماكن أخرى بالضفة الغربية حيث وردت أنباء عن سقوط قتلى بالقرب من بيت لحم ونابلس والخليل وكذلك على مشارف رام الله المدينة الرئيسية في الضفة.
ولاقى 178 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية حتفهم منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الدامي على إسرائيل الذي شنه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة، بحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
وشنت إسرائيل الحرب على غزة ردا على هجوم قتل فيه مسلحون 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا خلاله نحو 240 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10812 شخصا من سكان غزة قتلوا حتى اليوم الخميس، حوالي 40% منهم من الأطفال، في غارات جوية ومدفعية بينما تنفد الإمدادات الأساسية ويلحق الدمار بالمناطق بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
ويسلط تزايد عدد القتلى في الضفة الغربية الضوء على المخاوف من أن الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 قد تخرج عن نطاق السيطرة مع استمرار الصراع ضد حماس في غزة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان "عدوان الاحتلال الدموي على محافظة جنين تصعيد متعمد لتفجير الاوضاع في الضفة".
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس. وتقصف الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة منذ أسابيع، وتوغلت الدبابات والقوات الإسرائيلية في عمق القطاع لتطوق مدينة غزة.
وتصاعد الغضب من هذه الحرب في الضفة الغربية وأجزاء كثيرة من العالم العربي وتزايدت الدعوات لوقف إطلاق النار.
(تغطية صحفية علي صوافطة من رام الله وكلودا طانيوس من دبي - إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية)