الرياض (رويترز) - دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الجمعة إلى وقف الحرب في غزة، وهو موقف انعكس صداه لاحقا في إعلان صدر بعد قمة مع زعماء أفارقة في الرياض.
وقال خلال القمة الأفريقية السعودية التي أُقيمت في العاصمة الرياض "ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي والإنساني".
وأضاف "نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن القصف الجوي الإسرائيلي أصاب ثلاثة مستشفيات ومدرسة في غزة يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا وإن هناك معركة برية أيضا تدور رحاها بالقرب من مستشفى آخر، في الوقت الذي تشتبك فيه القوات الإسرائيلية مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في وسط القطاع.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 11078 من سكان غزة، 40 بالمئة منهم من الأطفال، قُتلوا حتى يوم الخميس جراء القصف الجوي والمدفعي بينما أصيب كثيرون آخرون.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1400 شخص في إسرائيل أغلبهم من المدنيين واحتجزت نحو 240 رهينة في السابع من أكتوبر تشرين الأول وإن 39 جنديا قُتلوا خلال المعارك منذ ذلك الحين.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الزعماء الذين يحضرون القمة الأفريقية السعودية قالوا في إعلان مشترك إن العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من الضروري أن تتوقف وإنه لا بد من حماية المدنيين.
ومن بين من حضروا القمة زعماء نيجيريا وكينيا وزامبيا وجيبوتي وموريتانيا ورئيسا وزراء إثيوبيا والنيجر ووزير خارجية مصر.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الزعماء "أكدوا ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي" ودعوا إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني استنادا إلى حل الدولتين "بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية".
وقالوا إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يضطلع بدور مهم في الضغط على إسرائيل "لإيقاف الهجمات والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة" في ما وصفه الإعلان بأنه يعد "انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية".
وتقول إسرائيل إن هدفها هو تفكيك قدرات حماس العسكرية عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وتقع المستشفيات التي هوجمت يوم الجمعة في شمال قطاع غزة، الذي تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس متمركزون فيه، والذي يكتظ بالنازحين والمرضى والأطباء. وتقول إسرائيل إن حماس تستخدمهم دروعا بشرية، وهو ما تنفيه حماس.
ودعا زعماء أفارقة وسعوديون في إعلان الرياض إلى دعم منظمات الإغاثة، ومنها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في جهودها.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن المملكة، في إطار رؤية 2030 لتعزيز اقتصادها، ستضخ 25 مليار دولار في أفريقيا بحلول نهاية العقد.
وأضافت الوكالة أن صادرات سعودية إلى أفريقيا بقيمة عشرة مليارات دولار سيجري تمويلها وتأمينها حتى 2030 وأن الصندوق السعودي للتنمية سيموّل مشروعات تنموية بقيمة نحو خمسة مليارات دولار في الإطار الزمني نفسه.
وتابعت الوكالة أن أكثر من 50 صفقة واتفاقا مبدئيا وُقعت جميعا خلال القمة في مجالات من بينها السياحة والطاقة والشؤون المالية والتعدين واللوجستيات.
(تغطية صحفية عزيز اليعقوبي ويمنى إيهاب - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)