من أيان رينسوم
ملبورن (رويترز) - بعد أن قاد أستراليا إلى آفاق جديدة في كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر سيصل المدرب جراهام أرنولد إلى قمة خاصة به عندما يبدأ المنتخب الأسترالي التصفيات المؤهلة لنهائيات 2026 في أمريكا الشمالية.
وسيقود المدرب البالغ من العمر 60 عاما منتخب بلاده في المباراة الدولية رقم 59 أمام بنجلادش يوم الخميس متجاوزا الرقم القياسي الأسترالي الذي يحمله مع صديقه وزميله السابق في منتخب أستراليا فرانك فارينا.
وعلى الرغم من تردده في الاحتفال بهذا الإنجاز فإن أرنولد يمكنه أن يتوقع استقبالا حارا في استاد ملبورن خاصة إذا تغلب فريقه على منافسه المغمور.
وقاد أرنولد فريقا متواضعا لتحقيق فوزين والظهور في دور الستة عشر في قطر وهو أفضل أداء لهم في كأس العالم.
وكان مجرد وصول المنتخب الأسترالي إلى البطولة بمثابة انتصار في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
ومع إغلاق أستراليا لحدودها، اضطر المنتخب الأسترالي إلى خوض عدة مباريات في التصفيات مقررة على أرضه خارج الديار ولم يتأهل إلى نهائيات قطر سوى عبر الملحق الفاصل.
لكن من المتوقع أن يكون التأهل لكأس العالم 2026 بمشاركة 48 فريقا أمرا سهلا حيث تستطيع ثمانية منتخبات آسيوية التأهل مباشرة وهو ضعف العدد المخصص لقطر.
ويأمل أرنولد مرة أخرى في بلوغ آفاق جديدة كأول مدرب يقود أستراليا إلى كأس العالم مرتين مع تجديد دماء الفريق عقب اعتزال عدة لاعبين.
وقال أرنولد في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء "إذا سألتكم كم عدد اللاعبين غير الموجودين هنا والذين كانوا في قطر؟ فإن الإجابة هي 17.
"كما تعلمون كرة القدم تشهد تغييرات سريعة ودائما أجهز نفسي لبدائل أخرى للمستقبل لأن الأمور يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة".
* حملات فاشلة
تعلم أرنولد بالطريقة الصعبة كيفية التعامل مع كل ما هو غير متوقع كلاعب ومدرب.
فقد كان جزءا من أربع حملات فاشلة في تصفيات كأس العالم كمهاجم أسترالي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وأمام حشد كبير في ملعب ملبورن للكريكيت، أهدر فرصا لتسجيل هدف الفوز في المباراة أمام إيران وهو ما كان سيضمن تذكرة التأهل إلى نهائيات 1998 في فرنسا.
وكان مساعدا لفارينا عندما فشل المنتخب الأسترالي في التأهل لكأس العالم التالية في اليابان وكوريا الجنوبية.
وتولى أرنولد المسؤولية كمدرب مؤقت بعد تنحي جوس هيدينك عن منصبه بعد ظهور أستراليا المخيب في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا.
وباعترافه الشخصي، كانت الفترة الأولى التي قضاها أرنولد في منصبه فاشلة حيث خرج فريق قوي من أستراليا من كأس آسيا 2007 في دور الثمانية.
ويتذكر أرنولد قائلا "حاولت أن أكون شخصا مختلفا مقارنة بشخصيتي الحقيقية. حاولت تقليد جوس هيدينك وأن أكون قاسيا وكل هذه الأشياء.
"بصراحة الأولاد لم يحترموني كمدرب في تلك الأيام. وكانوا على حق لأنني لم أفعل أي شيء كمدرب".
وعندما عاد أرنولد لولايته الثانية كمدرب في 2018 كان أكثر إقناعا للاعبين بعد أن فاز ببطولات محلية مع ناديين.
ومع ذلك، كانت حماسته تسبقه أحيانا.
ودفع ثمن إصراره على أن أستراليا ستفوز بكل مباراة في كأس آسيا 2019 في الإمارات عندما أطاح به صاحب الضيافة من دور الثمانية.
وسيكون لدى أرنولد فرصة للتعويض في كأس آسيا المقبلة في قطر والتي تبدأ في يناير كانون الثاني.
ويأمل أن يحاكي أنجي بوستيكوجلو مدرب توتنهام هوتسبير الذي قاد منتخب أستراليا للفوز بأول لقب له في كأس آسيا عام 2015 على أرضه.
وبدون أي لاعب من مسابقات الدوري الأوروبية الكبرى، يتمتع فريق المدرب أرنولد بشجاعة أكثر من الموهبة ويأمل في اكتشاف جوهرة أو اثنتين قبل كأس العالم المقبلة.
وإذا لم يحدث أي شيء، فمن المرجح أن يكتفي أرنولد بترديد عبارة "الحمض النووي الأسترالي" وهو المصطلح الذي صاغه للدلالة على الجرأة التي جعلت الجماهير تشيد بمنتخب أستراليا في كأس العالم في قطر.
(إعداد أشرف حامد للنشرة العربية)