💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

طرابلس لبنان مازالت تغلي رغم طرد المسلحين

تم النشر 19/11/2014, 18:21
© Reuters. طرابلس لبنان مازالت تغلي رغم طرد المسلحين

من الكسندر جاديش

طرابلس (لبنان) (رويترز) - أصبحت آثار الطلقات النارية التي تغطي المباني السكنية والمتاجر في باب التبانة بمدينة طرابلس في شمال لبنان من الكثرة بحيث يتعذر على الناظر أن يتبين من أي حرب هي.

وعلا صوت الشيخ عمر الرفاعي أحد رجال الدين السنة في المنطقة مرددا "المنطقة عم تموت" ليطغى على ضجيج المطارق المستخدمة في اصلاح واجهات المتاجر التي لحقت بها أضرار والرجال الذين يرفعون الانقاض من المنازل المهدمة.

ففي الشهر الماضي قاتل مسلحون من بينهم أنصار تنظيم الدولة الاسلامية الجيش اللبناني في المدينة لمدة ثلاثة أيام في معركة سقط فيها عدد من الجنود قتلى وألحقت أضرارا ببعض من أشهر المواقع التاريخية في هذه المدينة ذات الغالبية السنية.

وللغرباء ربما بدا الأمر نتيجة طبيعية للصعود الكبير الذي حققته جماعات سنية متشددة من العراق إلى الجزائر. لكن جذور المشكلة ترجع في نظر السكان الذين عايشوا الصراع بدرجة أكبر إلى الفقر والبطالة والاحباطات التي تراكمت عبر سنين من التهميش السياسي وسوء الادارة الاقتصادية.

والفقر واضح للعيان في باب التبانة حيث تبدو المباني شبه المتهدمة عالما مختلفا عن المباني الأحدث التي تبعد عنها عدة كيلومترات. ويتولى الرجال هنا تطهير بالوعات الصرف بالأيدي. وتنتشر في الطريق الأكياس البلاستيكية والأوراق المستخدمة في لف الوجبات السريعة وقشر الفاكهة.

وقال الرفاعي على مسمع من ناقلة جند مدرعة ودورية للجيش "حمل السلاح ما بيصير إلا من وراء البطالة. بس الواحد يكون عنده بطالة وما عم يشتغل شو عنده؟"

كانت المعركة التي شهدتها طرابلس هي الثانية من نوعها بين مقاتلين تربطهم صلات بسوريا وجنود الجيش اللبناني هذا العام.

ويرفض كثير من السنة حزب الله الشيعي الذي أرسل مقاتليه لمساعدة قوات الرئيس السوري بشار الأسدالذي ينتمي للطائفة العلوية في التصدي للمعارضة السنية. وعلى نحو متزايد حول المتشددون غضبهم إلى الجيش الذي اتهموه بالعمل مع حزب الله.

وأيا كان السبب فإن القتال يصور منحى خطيرا للبنان إذ أن المسلحين السنة حولوا فوهات أسلحتهم للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية نحو جنود الجيش لا نحو خصومهم العلويين الذين يعيشون على الجانب الاخر من الشارع الرئيسي الذي يحمل للمفارقة اسم شارع سوريا.

* وصفة لمكافحة الارهاب

للنائب السابق مصباح الأحدب شقة سكنية كبيرة في أحد الأحياء الأفضل حالا في المدينة لكن قائمة شكاواه طويلة. وقال إن سكان المدينة يستخدمون كبيادق في ألعاب سياسية. وشكا من تداعي الاقتصاد وأن الشبان يزج بهم في السجون لأسباب تافهة وأن زعماء الطائفة السنية فشلوا في منع ذلك.

وقال الأحدب إن الأحياء السنية الفقيرة في الشمال التي تعد مصدرا للكثير من مجندي الجيش أصبحت تصور الآن باعتبارها بؤرا للارهاب. وفي الوقت نفسه يقيم حزب الله استعراضات لمقاتليه وأسلحته على التلفزيون ويقاتل علانية في سوريا.

وأضاف أن الشبان السنة يحملون الان السلاح بدلا من العمل في المصانع والفنادق. وأضاف أن الهبات التي حصل عليها الجيش اللبناني مؤخرا لمساعدته في محاربة المتشددين ستزيد الأمر سوءا.

وتابع "نحن نتحدث عن جلب أموال للجيش اللبناني لمحاربة الارهاب. رائع. لكن هل نحارب الارهاب بالصواريخ فقط؟ هناك وصفة لمكافحة الارهاب. إذا كان الناس يمو

من الكسندر جاديش

طرابلس (لبنان) (رويترز) - أصبحت آثار الطلقات النارية التي تغطي المباني السكنية والمتاجر في باب التبانة بمدينة طرابلس في شمال لبنان من الكثرة بحيث يتعذر على الناظر أن يتبين من أي حرب هي.

وعلا صوت الشيخ عمر الرفاعي أحد رجال الدين السنة في المنطقة مرددا "المنطقة عم تموت" ليطغى على ضجيج المطارق المستخدمة في اصلاح واجهات المتاجر التي لحقت بها أضرار والرجال الذين يرفعون الانقاض من المنازل المهدمة.

ففي الشهر الماضي قاتل مسلحون من بينهم أنصار تنظيم الدولة الاسلامية الجيش اللبناني في المدينة لمدة ثلاثة أيام في معركة سقط فيها عدد من الجنود قتلى وألحقت أضرارا ببعض من أشهر المواقع التاريخية في هذه المدينة ذات الغالبية السنية.

وللغرباء ربما بدا الأمر نتيجة طبيعية للصعود الكبير الذي حققته جماعات سنية متشددة من العراق إلى الجزائر. لكن جذور المشكلة ترجع في نظر السكان الذين عايشوا الصراع بدرجة أكبر إلى الفقر والبطالة والاحباطات التي تراكمت عبر سنين من التهميش السياسي وسوء الادارة الاقتصادية.

والفقر واضح للعيان في باب التبانة حيث تبدو المباني شبه المتهدمة عالما مختلفا عن المباني الأحدث التي تبعد عنها عدة كيلومترات. ويتولى الرجال هنا تطهير بالوعات الصرف بالأيدي. وتنتشر في الطريق الأكياس البلاستيكية والأوراق المستخدمة في لف الوجبات السريعة وقشر الفاكهة.

وقال الرفاعي على مسمع من ناقلة جند مدرعة ودورية للجيش "حمل السلاح ما بيصير إلا من وراء البطالة. بس الواحد يكون عنده بطالة وما عم يشتغل شو عنده؟"

كانت المعركة التي شهدتها طرابلس هي الثانية من نوعها بين مقاتلين تربطهم صلات بسوريا وجنود الجيش اللبناني هذا العام.

ويرفض كثير من السنة حزب الله الشيعي الذي أرسل مقاتليه لمساعدة قوات الرئيس السوري بشار الأسدالذي ينتمي للطائفة العلوية في التصدي للمعارضة السنية. وعلى نحو متزايد حول المتشددون غضبهم إلى الجيش الذي اتهموه بالعمل مع حزب الله.

وأيا كان السبب فإن القتال يصور منحى خطيرا للبنان إذ أن المسلحين السنة حولوا فوهات أسلحتهم للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية نحو جنود الجيش لا نحو خصومهم العلويين الذين يعيشون على الجانب الاخر من الشارع الرئيسي الذي يحمل للمفارقة اسم شارع سوريا.

* وصفة لمكافحة الارهاب

للنائب السابق مصباح الأحدب شقة سكنية كبيرة في أحد الأحياء الأفضل حالا في المدينة لكن قائمة شكاواه طويلة. وقال إن سكان المدينة يستخدمون كبيادق في ألعاب سياسية. وشكا من تداعي الاقتصاد وأن الشبان يزج بهم في السجون لأسباب تافهة وأن زعماء الطائفة السنية فشلوا في منع ذلك.

وقال الأحدب إن الأحياء السنية الفقيرة في الشمال التي تعد مصدرا للكثير من مجندي الجيش أصبحت تصور الآن باعتبارها بؤرا للارهاب. وفي الوقت نفسه يقيم حزب الله استعراضات لمقاتليه وأسلحته على التلفزيون ويقاتل علانية في سوريا.

وأضاف أن الشبان السنة يحملون الان السلاح بدلا من العمل في المصانع والفنادق. وأضاف أن الهبات التي حصل عليها الجيش اللبناني مؤخرا لمساعدته في محاربة المتشددين ستزيد الأمر سوءا.

وتابع "نحن نتحدث عن جلب أموال للجيش اللبناني لمحاربة الارهاب. رائع. لكن هل نحارب الارهاب بالصواريخ فقط؟ هناك وصفة لمكافحة الارهاب. إذا كان الناس يموتون جوعا فسيتحالفون مع الشيطان."

وقال إن ما تحتاج إليه المدينة هو طريقة لاعادة دمج الشباب في المجتمع إذ أنهم ضحايا سنوات من سوء الادارة والفشل السياسي. وأضاف أنها تحتاج التنمية لا الحملات الأمنية.

لكن لا شيء من ذلك يحدث ولم تظهر قيادات تذكر لإحداث تغير حقيقي.

وقال الأحدب "كأن الطائفة السنية عقيمة عاجزة عن انتاج وجوه جديدة."

* "أصواتهم عالية"

ورغم مشاعر الاحباط في طرابلس فإن قلة قليلة نسبيا من اللبنانيين هي التي تنشط في دعم جماعات متشددة مثل الدولة الاسلامية حتى الان. ويقول لبنانيون إن عشرات وليس مئات من الشبان شاركوا في الاشتباكات الأخيرة.

وقال الشيخ نبيل رحيم وهو رجل دين من طرابلس "عددهم مش كبير ولكن صوتهم مرتفع وعندهم ضجيج في حركاتهم."

ومع ذلك اتفقت آراء كل من أجرت رويترز مقابلات معهم في زيارة للمدينة مؤخرا أن هناك خطرا كبيرا يتمثل في أن يتدهور القتال وأن يتنامى اغراء هذه الجماعات إذا لم تعالج الشكاوى الأساسية رغم أنهم لا يملكون حلولا واضحة وآراءهم منقسمة بشأن دور الجيش.

وصباح أحد الأيام مؤخرا جلس رجلان يتناقشان في هذا الامر في متجر بجوار حائط مليء بثقوب الطلقات النارية. قال الأول إن الجيش كان ثقيل الوطأة وإن هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة الاستياء. وأضاف "نحنا اليوم بمنطقة سكنية. ييجي الجيش بيضرب ما بيعرف على مين."

واختلف الثاني معه في الرأي. وقال إنه يؤيد العمل العسكري وإن الجيش لا يصيب إلا البلطجية ومدمني المخدرات.

وأصر الاول على موقفه وتساءل "صابت محلك رصاصة والا لا؟"

ورد الثاني "طيب. من وين الرصاص؟ شو سبب الرصاص؟ هالعالم بدها شيل من هون وكب... ما منرتاح الا ينظفوا هالعالم. بس ما بينظف. بيفقسوا غيرهن."

وتوقف برهة ثم قال "ما تخلص هذا الا ما تخلص الامور بسوريا."

© Reuters. طرابلس لبنان مازالت تغلي رغم طرد المسلحين

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.