من آندرو جراي
ماجن (إسرائيل) (رويترز) - حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل يوم الخميس على ألا يعميها الغضب في ردها على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الشهر الماضي، وقال إن "رعبا واحدا لا يبرر آخر".
وسعى بوريل خلال أولى زياراته إلى إسرائيل منذ وقوع هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول إلى التعبير عن تضامنه مع مستضيفيه وأعطى صورة عن المخاوف الدولية إزاء سقوط قتلى وجرحى مدنيين فلسطينيين في ظل سعي القوات الإسرائيلية إلى القضاء على حماس في غزة.
وعكس تصرف بوريل المتوازن أيضا محاولة التمسك بحل وسط مقبول بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين التي تختلف اختلافا جذريا في نظرتها إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأشمل الذي برز إلى الواجهة خلال الأزمة الحالية.
وإلى جانب مهمة بوريل، قام وزراء خارجية ثلاث دول من الاتحاد الأوروبي، وهي أيرلندا واليونان وقبرص، بزيارات منفصلة إلى إسرائيل يوم الخميس، ولدى كل منهم نقاط خاصة للتحدث بشأنها.
وبعد زيارة بوريل إلى كيبوتس بئيري، الذي كان هدفا رئيسيا في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، استدعى بوريل ذكريات حياته وعمله في كيبوتس في ستينيات القرن الماضي.
وذكر بوريل "أعلم ما يعنيه تجمع سكني (كيبوتس) للإسرائيليين"، وذلك بعد أن سار بين المنازل المدمرة وروضة أطفال في المستوطنة القريبة من حدود غزة مرتديا سترة واقية عليها علم الاتحاد الأوروبي الأزرق المرصع بالنجوم الصفراء.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حماس قتلت 130 ساكنا في الكيبوتس واختطفت آخرين.
وقال بوريل السياسي الإسباني الاشتراكي المحنك "أتفهم شعور سكان التجمع السكني حينما يُختطف أبناؤهم أو آباؤهم أو بناتهم".
لكنه أيضا ناشد إسرائيل الالتفات إلى الدعوات الدولية لفعل المزيد لمساعدة المدنيين وحمايتهم في غزة.
وتابع بوريل قائلا "أتفهم غضبكم ولكن دعوني أطلب منكم ألا يعميكم الغضب. أعتقد أن هذا ما يمكن أن يقوله لكم أفضل أصدقاء إسرائيل".
وأضاف "غزة لا تبعد عن هنا. رعب واحد لا يبرر آخر".
وتصر إسرائيل على أنها تعمل بجد لمنع سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في غزة، لكنها لا تملك خيارا إلا القتال في المناطق المدنية التي تنفذ حماس عملياتها منها.
وذكر كوهين أن حماس هي المسؤولة ليس فقط عن هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، بل عن المعاناة الحالية أيضا التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
وأضاف كوهين "ثمة مسؤول واحد فحسب عن هذه الفظائع، وعن مذبحة السابع من أكتوبر، وعن العالم الذي بدأ بعدها وأيضا عن معاناة الناس في غزة، إنه حماس التي ترعاها إيران".
والتقى بوريل أيضا أقارب أشخاص تحتجزهم حماس رهائن. ووجهوا نداءات للاتحاد الأوروبي للمساعدة في تأمين الإفراج عن أحبائهم.
وتعهد بوريل بطرح المسألة في اجتماع في مطلع الأسبوع القادم مع أمير قطر الذي تشترك دولته بشكل مكثف في محاولة التوصل إلى اتفاق لتحرير بعض الرهائن على الأقل.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)