💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

نظرة فاحصة-ما قوانين جرائم الحرب التي تنطبق على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

تم النشر 16/11/2023, 18:22
© Reuters.
USD/ILS
-

من أنتوني دويتش وستيفاني فان دن برج

لاهاي (رويترز) - أدت الحرب بين إسرائيل ومسلحين فلسطينيين منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المباغت عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول إلى سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين.

وتندرج الحرب تحت نظام عدالة دولي معقد نشأ منذ الحرب العالمية الثانية يهدف في جانب كبير منه إلى حماية المدنيين. وحتى لو قالت الدول إنها تتصرف دفاعا عن النفس فإن قواعد النزاع المسلح تنطبق على كل المشاركين في الحرب.

* ما القوانين التي تحكم الصراع؟

انبثقت قواعد الصراع المسلح المتفق عليها دوليا من اتفاقيات جنيف لعام 1949 والتي صادقت عليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأكملتها أحكام أصدرتها محاكم دولية معنية بجرائم الحرب.

وتحكم سلسلة من المعاهدات معاملة المدنيين والجنود وأسرى الحرب في نظام يعرف إجمالا باسم "قانون النزاعات المسلحة" أو "القانون الدولي الإنساني". وينطبق هذا القانون على القوات الحكومية والجماعات المسلحة المنظمة، ومن بينها حماس.

* هل يمكن أن يكون مستشفى هدفا عسكريا؟

تعرضت إسرائيل لانتقادات بسبب استهداف المنشآت الطبية في غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة. ولطالما اتهمت إسرائيل حماس بإقامة مراكز قيادة وسيطرة أسفل المنشآت الطبية في محاولة لتجنب الضربات الجوية. وتنفي حماس ذلك.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه حتى 15 نوفمبر تشرين الثاني تم التحقق من وقوع 152 هجوما على البنية التحتية الصحية في غزة.

وهناك العديد من الأمثلة على الهجمات على المرافق الصحية في مناطق الصراع في العقود القليلة الماضية، من أوكرانيا وأفغانستان إلى اليمن وسوريا، ولكن أحدث الاجتهادات القضائية تعود إلى محاكمات تناولت حروب البلقان في التسعينيات.

وقالت المحامية الكندية كارولين إدجيرتون، التي عملت في عدة قضايا في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي، إنه على الرغم من أنهم لم يدرسوا الهجمات على المستشفيات على وجه التحديد، إلا أن الفقه القانوني أكد على ضرورة الموازنة بين مبادئ الضرورة العسكرية والإنسانية.

وأضافت أن "مهاجمة المستشفيات والوحدات الطبية الأخرى محظور بموجب اتفاقية جنيف الأولى، وتمتد تلك الحماية لتشمل الجرحى والمرضى والعاملين في تلك المؤسسات وسيارات الإسعاف. ولا تنتهي هذه الحماية إلا إذا تم استخدام تلك المنشآت من قبل أحد أطراف الصراع في ارتكاب عمل... يضر بالعدو".

وتعريف ما هو "ضار للعدو" في حد ذاته محور معركة قانونية مستمرة. وقالت إدجيرتون إن تحديد ما إذا كانت حماية المستشفى معرضة للخطر هو ممارسة قائمة على أدلة.

وقالت إنه حتى لو تم تحديد أن المؤسسة الطبية أصبحت هدفا عسكريا فيجب على إسرائيل أن تسأل نفسها ما إذا كانت الأضرار الجانبية المتوقعة ستكون مفرطة مقارنة بالمكسب العسكري.

* ما الأفعال التي قد تنتهك قانون جرائم الحرب؟

ساقت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك استهداف الجماعات المسلحة الفلسطينية المتعمد للمدنيين والهجمات العشوائية بالصواريخ واتخاذ المدنيين رهائن ضمن أمثلة جرائم الحرب المحتملة، وكذلك الضربات الإسرائيلية في غزة التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين.

واحتجاز الرهائن والقتل والتعذيب محظورة صراحة بموجب اتفاقيات جنيف، كما أن الرد الإسرائيلي قد يكون موضع تحقيق في ارتكاب جرائم الحرب.

وكان مسلحون من حماس قد اقتحموا تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل انطلاقا من غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، فقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، في يوم واحد. كما احتجزوا زهاء 240 رهينة واقتادوهم إلى القطاع الساحلي الصغير بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وردا على ذلك، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا على غزة التي يقطنها 2.3 مليون نسمة وشنت أقوى حملة قصف في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الدائر منذ 75 عاما، فدمرت أحياء بأكملها. ثم اجتاحت قوات برية إسرائيلية القطاع بهدف معلن هو القضاء على حماس التي تدير القطاع.

* ماذا تقول اتفاقيات جنيف؟

الهدف العام لاتفاقيات جنيف هو حماية المدنيين في زمن الحرب.

وبموجب قوانين النزاعات المسلحة، يشمل المقاتلون أفراد القوات المسلحة التابعة للدول والقوات العسكرية والمتطوعة، والجماعات المسلحة غير التابعة للدول.

واستهداف المدنيين أو الأهداف المدنية استهدافا مباشرا محظور تماما. كما أن الهجوم المتعمد على الأفراد والمساعدات الإنسانية يعد جريمة حرب منفصلة إذا كان من يقدمونها من المدنيين.

ويمكن اعتبار الحصار جريمة حرب إذا استهدف مدنيين، وليس وسيلة مشروعة لتقويض القدرات العسكرية لقوة مثل حماس، أو إذا اتضح عدم تناسبه.

وحذر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الجيش الإسرائيلي من أنه سيتعين عليه إظهار أن "أي هجوم يؤثر على المدنيين الأبرياء أو الأهداف المحمية" مثل المستشفيات أو الكنائس أو المدارس أو المساجد يتوافق مع قوانين النزاع المسلح.

وبموجب هذه القوانين، توجد حالات يمكن فيها للممتلكات المدنية أن تصبح أهدافا عسكرية مشروعة إذا استُخدمت للمساهمة بشكل فعال في العمل العسكري.

وقال خان "عبء إثبات فقدان حالة الحماية يقع على عاتق من يطلقون النار أو الصاروخ".

وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يستخدمون الأحياء السكنية غطاء والمباني المدنية لإخفاء مراكز القيادة والأسلحة.

وحتى إذا هاجم مقاتل أهدافا عسكرية مشروعة، يتعين أن يكون أي هجوم متناسبا، أي يتعين ألا يؤدي إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين أو إلحاق أضرار بالممتلكات المدنية.

وتظهر اتفاقيات جنيف والأحكام اللاحقة الصادرة عن المحاكم الدولية أن التناسب ليس لعبة أرقام تقارن فيها عدد الضحايا المدنيين لطرف بالآخر، وإنما يجب أن تكون هذه الخسائر متناسبة مع المكسب العسكري المباشر والملموس المرجو من ذلك الهدف بعينه.

* ما المؤسسات التي يمكنها نظر جرائم حرب مزعومة؟

أول من يحاكم جرائم الحرب المزعومة هي الولايات القضائية المحلية، وهي تتمثل في هذه الحالة في المحاكم في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي هي الهيئة القانونية الدولية الوحيدة القادرة على توجيه الاتهامات.

ويمنح نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية سلطة قانونية للتحقيق في الجرائم المزعوم ارتكابها على أراضي الدول الأعضاء أو التي يرتكبها مواطنو هذه الدول، في حال "عدم رغبة أو عدم قدرة" السلطات المحلية على الاضطلاع بذلك.

* ماذا يقول القانون الدولي عن الدروع البشرية؟

تنحي إسرائيل باللائمة على حماس في مقتل المدنيين، قائلة إنها تستخدم الفلسطينيين في غزة دروعا بشرية وتخفي أسلحة ومراكز قيادة في المستشفيات والمناطق السكنية.

© Reuters. أعمدة الدخان تتصاعد في شماء مدينة غزة على إثر ضربات جوية إسرائيلية يوم 11 أكتوبر تشرين الأول 2023. تصوير: محمد سالم - رويترز

ويحظر القانون الدولي الإنساني استخدام دروع بشرية، ويعد ذلك انتهاكا خطيرا لاتفاقيات جنيف.

ولا يعني زعم وجود دروع بشرية عدم تصنيف الموقع، بشكل تلقائي، هدفا عسكريا. لكن أي هجوم على أي موقع بمثل هذه الظروف لا بد أن يضع في الحسبان مبدأ التناسب، إذ يدرس عدد القتلى والجرحى المدنيين مقارنة بالمكاسب العسكرية المتوقعة.

(إعداد سامح الخطيب ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين وأيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.