من كلودا طانيوس وجيمس ماكنزي
غزة/القدس (رويترز) - قالت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الاثنين إن الدبابات الإسرائيلية تمركزت حول مجمع المستشفى الإندونيسي في شمال غزة حيث قتل 12 فلسطينيا وأصيب العشرات مع احتدام القتال وسط مؤشرات على وقف وشيك للأعمال القتالية.
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي التقارير الواردة من المستشفى الإندونيسي، لكن وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ذكرت أن المستشفى تعرض لقصف مدفعي.
ومثل العديد من المرافق الصحية الأخرى في قطاع غزة المحاصر، توقف المستشفى الإندونيسي عن العمل. لكن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قال إن هناك نحو 700 شخص، بينهم فرق طبية وجرحى، موجودون داخل المنشأة التي شيدت في عام 2016 بتمويل من منظمات إندونيسية.
وعلى الجانب الآخر من قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قال مسؤولون في مجال الصحة إن 14 فلسطينيا على الأقل قتلوا في ضربتين جويتين إسرائيليتين على منازل في بلدة رفح القريبة من الحدود مع مصر.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا مصحوبا بلقطات مصورة تظهر ضربات جوية وقوات تتنقل من منزل إلى آخر، وقال إنه قتل ثلاثة من قادة حماس ومجموعة من المقاتلين الفلسطينيين بدون تحديد مواقع بعينها.
ورغم استمرار القتال بين مسلحي حماس والقوات الإسرائيلية، التي تشن هجوما، قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق لتحرير بعض الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.
وذكرت الهيئة العامة للمعابر والحدود بغزة في بيان أن بعض المساعدات دخلت عبر معبر رفح التجاري مع مصر حيث من المتوقع أن تصل في وقت لاحق 40 شاحنة محملة بمعدات للمستشفى الميداني الإماراتي.
وتحتجز حماس حوالي 240 رهينة منذ هجومها الدامي عبر الحدود على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما دفع إسرائيل إلى اجتياح القطاع للقضاء على الحركة الإسلامية بعد عدة حروب غير حاسمة منذ عام 2007.
وبحسب الإحصاءات الإسرائيلية، قُتل نحو 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، في هجوم حماس الذي شكل أكثر الأيام دموية في تاريخ البلاد الممتد منذ 75 عاما.
وقالت الحكومة، التي تديرها حماس في غزة، إن ما لا يقل عن 13 ألف فلسطيني، بينهم 5500 طفل على الأقل، قتلوا بسبب القصف والضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن دباباته وقواته التي اقتحمت غزة أواخر الشهر الماضي تسيطر على مناطق واسعة في الشمال والشمال الغربي والشرق حول مدينة غزة.
لكن حماس وشهود محليين يقولون إن المسلحين يشنون حرب عصابات في جيوب بشمال القطاع المكتظ بالسكان، بما يشمل أجزاء من مدينة غزة ومخيمي جباليا والشاطئ للاجئين.
وذكر الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس، أن مقاتليه هاجموا سبع مركبات عسكرية إسرائيلية خلال اشتباكات في المناطق الشمالية من بيت حانون وبيت لاهيا والصفطاوي وغربي جباليا.
وانضم وزراء عرب ومسلمون في بكين إلى نداءات دولية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، بينما تزور وفود منهم عواصم عالمية كبرى للضغط من أجل إنهاء الأعمال العدائية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المنكوبين.
وقالت إسرائيل إن الحوثيين المدعومين من إيران احتجزوا سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر، ووصفت الحادث بأنه "عمل إرهابي إيراني" له عواقب على الأمن البحري الدولي.
وتطلق القوات التابعة للحوثيين صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة على إسرائيل تضامنا مع حماس.
* آمال في اتفاق
على الرغم من استمرار القتال على الأرض في غزة، قال مايكل هرتسوج السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة خلال مقابلة مع برنامج على شبكة (إيه.بي.سي) إن إسرائيل تأمل في أن تفرج حماس عن عدد كبير من الرهائن "في الأيام المقبلة".
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة يوم الأحد إن العقبات الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق "بسيطة للغاية"، إذ تتبقى مسائل "عملية ولوجستية" بشكل رئيسي.
وذكر مسؤول بالبيت الأبيض أن المفاوضات "المعقدة للغاية والحساسة للغاية" تحرز تقدما.
ويتصادف حدوث المفاوضات مع استعداد إسرائيل للتوسع في هجومها على حماس في جنوب قطاع غزة الذي تمهد له إسرائيل بتكثيف القصف الجوي على أهداف ترى أنها مخابئ لمسلحين.
لكن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، حذرتها يوم الأحد من بدء عملياتها القتالية في الجنوب قبل أن يضع المخططون العسكريون في الحسبان سلامة المدنيين الفلسطينيين.
ولا يتوقف سكان غزة الذين يعانون عن النزوح منذ بدء الحرب، إذ لاذوا بمستشفيات أو مشوا مسافات من شمال القطاع إلى جنوبه، وفي بعض الأحيان عادوا من الجنوب إلى الشمال مجددا، في جهود يائسة للبقاء بعيدا عن مرمى النيران.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن عدد القتلى في غزة "صادم وغير مقبول" وناشد مجددا يوم الأحد فرض هدنة إنسانية فورية.
وأفاد شهود بوقوع قتال عنيف لفترات بين حماس والقوات الإسرائيلية التي تحاول التقدم إلى جباليا التي يقطنها 100 ألف شخص وتقول إسرائيل إنها معقل مهم للمسلحين.
ويقول مسعفون فلسطينيون إن تكرار القصف الإسرائيلي على جباليا أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وحث الجيش الإسرائيلي يوم الأحد وباللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي سكان عدة أحياء بجباليا على التحرك جنوبا "حفاظا على سلامتكم"، وأضاف الجيش "سنقوم بتعليق تكتيكي مؤقت للنشاطات العسكرية ... وتحديدا بين العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر".
وذكرت وزارة الصحة في غزة أنه بعد انتهاء "التعليق" أسفر قصف جوي إسرائيلي على منزل في جباليا عن مقتل 11 فلسطينيا.
ويقول فلسطينيون إن تكرار القصف الإسرائيلي لجنوب القطاع يجعل التعهدات الإسرائيلية بالحفاظ على سلامتهم أمرا عبثيا.
وقال الجيش الإسرائيلي في أحدث إحصاءاته إن 64 جنديا إسرائيليا في المجمل لقوا حتفهم خلال الصراع.
(إعداد نهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)