سراييفو (رويترز) - وصلت مجموعة أولى تضم 26 من البوسنيين وأقاربهم الفلسطينيين من العالقين في غزة إلى العاصمة البوسنية سراييفو يوم الاثنين، وذلك عقب إجلائهم إلى مصر الأسبوع الماضي بعد انتظار لأسابيع.
وبعد إجراء فحوص طبية شاملة في مطار سراييفو، التأم شمل من تم إجلاؤهم بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم الذين كانوا ينتظرونهم بفارغ الصبر. وقال مسؤولون إنه من المقرر إيواء أولئك الذين ليس لهم أقارب في البوسنة في مركز للاجئين.
وقال وزير الخارجية علم الدين كوناكوفيتش للصحفيين إن مجموعة أخرى تضم 11 شخصا تم إجلاؤهم من غزة من المقرر أن تصل في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وقال خالد مصلح وهو فلسطيني يحمل إقامة بوسنية ذهب إلى غزة لزيارة أمه المريضة وعلق هناك "أنا في قطاع غزة منذ 40 يوما كانت كلها حربا". وتخرج مصلح في كلية الطب بسراييفو ويعيش في البوسنة مع زوجة بوسنية وخمسة أطفال.
وقال عن الحياة في غزة "الوضع صعب للغاية... عندما تظن مرتين أو ثلاث مرات في اليوم أنك ستُقتل، فهذا أمر لا يمكن تصوره. الوضع غير إنساني على الإطلاق.. رائحة الموت في شوارع غزة والموت في كل مكان".
ولم يتمكن ابناه خالد (29 عاما) وصلاح الدين (20 عاما) من إخفاء دموعهما عندما احتضنا والدهما.
وقال خالد لرويترز "الشهر الماضي كان مثل الجحيم"، موضحا أن كل ما تلقوه هو رسالة نصية قصيرة تثبت أن والدهم على قيد الحياة.
وكان عماد شحادة، وهو من مواليد غزة ومقيم في البوسنة، ينتظر وصول أقارب له. وقال إن أفراد عائلته بالكامل لا يزالون في شمال غزة، ويصعب عليهم الوصول إلى معبر رفح الحدودي مع مصر في الجنوب.
يتعاطف البوسنيون مع محنة سكان غزة بعد أن عانوا من حرب مدمرة في التسعينيات قُتل فيها نحو 100 ألف شخص وأعيد توطين مليوني شخص، وتعرضت سراييفو لأطول حصار في التاريخ الحديث.
ووصلت سوميا هادزيتش-يوسوفوفيتش وهي تلف نفسها بالعلم الفلسطيني إلى المطار ومعها سلة من الحلوى التي جهزها أطفالها للأطفال الذين تم إجلاؤهم من غزة.
وقالت "كان لابد من المجيء".
وبينما كان مصلح سعيدا بالتئام شمله بعائلته البوسنية، قال إن قلبه ينزف من أجل عائلته في غزة. وقال "في مثل هذا الموقف، لا يعرف المرء ما إذا كان له أن يفرح أم يحزن".
(إعداد محمود سلامة للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)