من نضال المغربي ودان وليامز
غزة/القدس (رويترز) - قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز يوم الثلاثاء إن الحركة "تقترب من التوصل لاتفاق الهدنة" مع إسرائيل، بينما يستمر الهجوم على غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقال هنية في بيان أرسله أحد مساعديه إلى رويترز "سلمت الحركة ردها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة".
ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى، لكن عزت الرشق، القيادي في حركة حماس، قال لقناة الجزيرة إن المفاوضات تتركز على مدة الهدنة وترتيبات إيصال المساعدات إلى غزة ومبادلة الرهائن الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حماس، بالأسرى الفلسطينيين في إسرائيل.
وذكر الرشق أن الجانبين سيُطلقان سراح النساء والأطفال وأن قطر، التي تتوسط في المفاوضات، ستعلن التفاصيل.
وتتجنب إسرائيل بشكل عام التعليق على وضع المحادثات التي تقودها قطر. ونقلت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية عن مصدر حكومي كبير لم تذكر اسمه قوله "إنهم قريبون" من التوصل لاتفاق لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى.
واحتجزت حركة حماس حوالي 240 شخصا خلال هجومها على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، حسب قول إسرائيل.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها جنيف، في بيان إن ميريانا سبولجاريك رئيسة اللجنة التقت في قطر يوم الاثنين مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "لتحقيق تقدم فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية" المتعلقة بالصراع. كما التقت بشكل منفصل مع السلطات القطرية.
وقالت اللجنة إنها لم تشارك في المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين. لكنها أضافت أنها مستعدة "لتسهيل أي إطلاق سراح مستقبلي يتفق عليه الطرفان" باعتبارها وسيطا محايدا.
ويدور الحديث عن صفقة وشيكة تتعلق بالمحتجزين منذ أيام.
وذكرت رويترز الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤول مطلع على المحادثات أن وسطاء قطريين يسعون للتوصل إلى اتفاق على أن تطلق حماس سراح 50 محتجزا مقابل تحرير إسرائيل لبعض الأسرى وعلى هدنة لمدة ثلاثة أيام.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوج في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه.بي.سي" يوم الأحد إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق "في الأيام المقبلة" بينما قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن النقاط الشائكة المتبقية "بسيطة للغاية".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولون أمريكيون آخرون يوم الاثنين إن الاتفاق قريب.
واجتاحت إسرائيل قطاع غزة لاستهداف حماس ردا على هجوم شنته الحركة يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الذي بدأ منذ 75 عاما.
ومنذ ذلك الحين، قالت حكومة حماس التي تدير قطاع غزة إن ما لا يقل عن 13300 فلسطيني قتلوا، بينهم 5600 طفل على الأقل، بسبب القصف الإسرائيلي الذي حوّل معظم أنحاء غزة، لا سيما النصف الشمالي من القطاع، إلى أرض قاحلة.
وأصبح نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى، ولا يزال الآلاف يتجهون جنوبا يوميا سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام حاملين أمتعتهم وأطفالهم. كما تتعرض الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع، التي تطلب إسرائيل من الفلسطينيين الرحيل إليها، لهجمات منتظمة.
* أنباء عن مقتل 20 في قصف لمخيم النصيرات
قالت السلطات الصحية في غزة يوم الثلاثاء إن 20 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في القصف الإسرائيلي لمخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة في منتصف الليل. ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل.
ويقع حي النصيرات المكتظ بالفعل جنوبي منطقة المستنقعات التي تقسم القطاع، وكان نقطة الوصول الأولى للأعداد الكبيرة الفارة من القتال في الشمال. ونشأ الحي من مخيم للاجئين الفلسطينيين أقيم بعد حرب عام 1948.
ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في شمال القطاع رغم الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة. وتوقفت جميع المستشفيات هناك عن العمل بشكل طبيعي رغم أن العديد منها لا يزال يؤوي مرضى ونازحين من غزة. وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم المستشفيات كدروع لمقاتليها، وهو ما تنفيه حماس والمستشفيات.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين إن 12 فلسطينيا على الأقل قُتلوا وأصيب العشرات جراء إطلاق النار على مجمع المستشفى الإندونيسي الذي تحاصره الدبابات الإسرائيلية. وذكرت إسرائيل أنها ردت بإطلاق النار على المقاتلين الذين فتحوا عليها النار من الداخل.
وقال مسؤولو الصحة إن 700 من المرضى والموظفين تعرضوا للنيران الإسرائيلية، وينفون وجود أي مقاتلين في المستشفى.
وقال رئيس قسم التمريض عصام نبهان لقناة الجزيرة مباشر يوم الثلاثاء إن المرضى يموتون وإن هناك حاجة لدفن 60 جثة في الأفنية. ودعا إلى إجلاء المرضى والموظفين.
وذكر أنه لا يوجد أكسجين للمرضى وأن كل من كانوا على أجهزة التنفس الصناعي توفوا.
وأضاف أن المستشفى الإندونيسي أصبح مقبرة وليس مستشفى.
(تغطية صحفية مكاتب رويترز - إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية)