احصل على بيانات بريميوم: خصم يصل إلى 50% على InvestingProاحصل على الخصم

بعد إنقاذه من مستشفى الشفاء بغزة.. الرضيع أنس يعود إلى حضن أمه

تم النشر 21/11/2023, 23:42
© Reuters. الرضيع الفلسطيني أنس سبيتة بعد إجلائه من مستشفى الشفاء في مدينة غزة في مستشفى رفح جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى- رويتر
USD/ILS
-
EGX30
-

من إبراهيم أبو مصطفى

رفح (قطاع غزة) (رويترز) - في البداية، لم تتمكن الأم الشابة وردة سبيتة من العثور على ابنها الرضيع أنس الذي ولدته في الآونة الأخيرة بين 31 طفلا كانوا قد وصلوا للتو إلى جنوب غزة بعد إجلائهم من مستشفى الشفاء المدمر في مدينة غزة.

وقالت وردة في مقابلة مع تلفزيون رويترز يوم الثلاثاء "كنت قد بدأت أفقد الأمل في رؤية طفلي حيا"، بعد أن ظلت 45 يوما دون أن تراه.

راجعت وردة وزوجها قائمة الأسماء التي قدمها لهما رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة بأحد مستشفيات رفح، وكان اسم أنس مكتوبا فيها.

وقالت وردة بينما كانت ترقب ابنها وهو نائم في المستشفى "شعرت بأنني عدت للحياة مجددا، أشكر الله لأن طفلنا الآن آمن تحت رعايتنا".

وعلت الابتسامة وجه الأم وهي تحمله بيديها وساعدها زوجها في لفه بغطاء أبيض بأشرطة وردية وغطاء للرأس. وبمجرد أن شعر بالدفء، ضمته إلى صدرها.

ولدى وردة (32 عاما) سبعة أطفال آخرين غير أنس، وتعيش الأسرة الآن في مدرسة بمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد أن كانت تسكن في مدينة غزة قبل اندلاع الحرب. وأصبحت المدرسة مأوى لمئات الأشخاص النازحين من شمالي القطاع.

وعُرض على الأم المغادرة إلى مصر مع أنس حتى يحصل على مزيد من الرعاية الطبية، لكنها رفضت أن تترك زوجها وأطفالها الآخرين.

وقالت "لا أستطيع أن أتركهم مع والدهم فقط. لن يتمكن من الاعتناء بهم. لذلك اضطررت إلى رفض هذا العرض".

وكان أنس واحدا من ثلاثة أطفال فقط أُنقذوا من مستشفى الشفاء وبقوا في غزة من أصل 31 من الأطفال الخدج كانوا موجودين في المستشفى. وقال الأطباء في مستشفى رفح إنه لم يتعرف أحد على طفل من الطفلين الآخرين، ولم يعطوا معلومات عن الطفل الثالث.

وعندما أطلق الأطباء في مستشفى الشفاء تحذيرا للمرة الأولى قبل تسعة أيام بشأن الأطفال الخدج الذين كانوا تحت رعايتهم، كان هناك 39 طفلا على قيد الحياة، لكن ثمانية منهم ماتوا بسبب الظروف القاسية قبل تنظيم عملية الإجلاء إلى رفح ومصر.

وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن اثنين من الأطفال الثمانية تُوفيا في الليلة التي سبقت عملية الإخلاء.

* "هل هو حي؟"

من بين 31 طفلا نُقلوا إلى رفح يوم الأحد، غادر 28 منهم إلى مصر يوم الاثنين. وقال المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر يوم الثلاثاء إن 20 منهم كانوا بدون مرافق، بينما كان ثمانية أطفال مع أمهاتهم.

وأضاف إلدر إن بعضا من الأطفال العشرين فقدوا أهلهم لذلك لم يكن بصحبتهم أحد، بينما لا توجد معلومات عن أسر الأطفال الآخرين.

وتابع قائلا "كل هذا يسلط الضوء على الوضع المروع للعائلات في غزة".

ولم يتمكن أنس من أن ينعم بالأمان في مصر لكنه عاد لكنف أسرته.

وقالت وردة إن ابنها كان يتلقى العلاج في مستشفى الشفاء عندما اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهو اليوم الذي اجتاح فيه مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جنوب إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي وخطف 240 وفقا للأرقام الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بشن هجوم عسكري على غزة أدى إلى مقتل نحو 13 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي قطاع الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس، بالإضافة إلى تشريد ثلاثة أرباع السكان، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

ومثل الآلاف غيرها من سكان شمال قطاع غزة، فرت وردة مع بقية أفراد أسرتها من منزلهم إلى جنوب غزة، بينما بقي أنس في مستشفى الشفاء حيث راحت الكهرباء والمياه والغذاء والأدوية تنفد تدريجيا.

وقالت "اتصلوا بنا من مستشفى الشفاء لنأتي ونأخذ الطفل ولكن كان من الصعب علينا العودة. كان طريق الخروج من مدينة غزة مفتوحا، لكن طريق العودة كان مغلقا".

وما زاد معاناة الأسرة هو دخول القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي مستشفى الشفاء، مما أدى إلى فقدان الاتصال بالمستشفى الذي تقول إسرائيل إن حماس تستخدمه قاعدة لعملياتها، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقالت "لقد فقدنا تماما أي أخبار عن الطفل. لم نتمكن من معرفة أي شيء عنه. هل هو حي؟ هل مات؟ هل هناك من يعطيه الحليب؟".

وبسبب انقطاع الاتصالات في المدرسة التي يحتمون بها في خان يونس، كان الأبوان يواجهان صعوبة في الحصول على أي معلومات مؤكدة إلى أن أخبرهم نازحون آخرون يقيمون في المدرسة بأنهم سمعوا أن الأطفال يُنقلون إلى الجنوب.

© Reuters. الرضيع الفلسطيني أنس سبيتة بعد إجلائه من مستشفى الشفاء في مدينة غزة في مستشفى رفح جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى- رويترز.

وهرع الوالدان إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ولكن قيل لهما إن عليهما الذهاب إلى مستشفى الولادة في رفح حيث التقوا بأنس أخيرا.

وكان الوضع الصحي لأنس جيدا بما يكفي لمغادرة المستشفى يوم الثلاثاء. وكان والداه يستعدان لنقله إلى المدرسة في خان يونس لبدء حياة جديدة مع بقية إخوته.

(شاركت في التغطية إيما فارج من جنيف- إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.