من آندرو ميلز وبسام مسعود
(رويترز) - بدأت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الجمعة وقفا لإطلاق النار يستمر أربعة أيام في أول هدنة خلال الحرب المستمرة منذ حوالي سبعة أسابيع.
ولكن بعد دقائق فقط من سريان الهدنة، أطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في قريتين بالقرب من غزة محذرا من هجمات صاروخية محتملة من القطاع.
ولكن لا يوجد تأكيد حتى الآن لوقوع هجمات صاروخية.
ومن المقرر أن تطلق حماس سراح 13 امرأة وطفلا إسرائيليا من الرهائن في وقت لاحق يوم الجمعة وأن تتدفق المساعدات خلال الهدنة إلى قطاع غزة المحاصر.
وبدأت الهدنة الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) وقال وسطاء في قطر إنها تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار في شمال وجنوب غزة ومن المقرر أن يتم خلالها إطلاق سراح بعض الأسرى من بين أكثر من 200 رهينة احتجزتهم حماس خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ومن المزمع في المقابل إطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
واحتدم القتال في الساعات التي سبقت الهدنة، إذ قال مسؤولون داخل القطاع الذي تحكمه حماس إن مستشفى في غزة تعرض للقصف ضمن أهداف أخرى. وأكد الطرفان أيضا أن الهدنة ستكون مؤقتة وسيستأنف القتال بعدها.
وأكد مسؤولو الصحة في القطاع أن المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة يرزح تحت ضغط القصف المتواصل، ويعمل بدون إضاءة ويمتلئ بالمسنين والأطفال طريحي الفراش الضعفاء لدرجة أنه لا يمكن نقلهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في العاصمة الدوحة إن مساعدات إضافية ستبدأ في التدفق على غزة وسيتم إطلاق سراح المجموعة الأولى من الرهائن، ومن بينهم نساء مسنات، الساعة الرابعة عصرا (1400 بتوقيت جرينتش) وسيرتفع العدد الإجمالي إلى 50 خلال الأيام الأربعة.
وذكرت مصر أنه سيتم تسليم 130 ألف لتر من الديزل وأربع شاحنات غاز يوميا إلى غزة بعد بدء الهدنة، وأن 200 شاحنة مساعدات ستدخل غزة يوميا.
وقال الأنصاري للصحفيين إن من المتوقع إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وأضاف "أملنا الرئيسي أن تقود هذه الهدنة الإنسانية إلى فرصة لنا جميعا لكي نبدأ في عمل أكبر في إطار تحقيق هدنة دائمة".
وأكدت حماس عبر قناتها على تيليجرام أن جميع الأعمال القتالية من جانب أعضائها ستتوقف.
* هدنة "مؤقتة"
لكن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس وصف الهدنة لاحقا في رسالة مصورة بأنها "مؤقتة" ودعا إلى "تصعيد المواجهة مع الاحتلال في كل أنحاء الضفة وكل الجبهات".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته ستبقى خلف خط لوقف إطلاق النار داخل غزة، دون تقديم تفاصيل عن الموقع.
وذكر المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري "ستكون هذه أياما معقدة ولا شيء مؤكد".
وأضاف "السيطرة على شمال غزة هي الخطوة الأولى في حرب طويلة، ونستعد للمراحل المقبلة".
وقال مكتب رئيس الوزراء إن إسرائيل تلقت قائمة أولية بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم وإنها على اتصال بعائلاتهم.
وشنت إسرائيل غزوها وقصفها المدمر لغزة بعد أن اقتحم مسلحون من حماس السياج الحدودي في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة.
وأفاد المسؤولون بالقطاع بأنه منذ ذلك الحين قُتل أكثر من 14 ألفا من سكان غزة، نحو 40 بالمئة منهم أطفال.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الخميس بعد زيارة لغزة "الناس متعبون ويفقدون الأمل في الإنسانية"، مشيرا إلى "معاناة لا يمكن وصفها" في القطاع.
وتابع "إنهم بحاجة إلى الراحة، إنهم يستحقون النوم بدون القلق بشأن ما إذا كانوا سيتمكنون من اجتياز الليل أحياء. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يحظى به أي أحد".
وقبيل وقف إطلاق النار، استمر القتال بعنف أكبر من المعتاد إذ قصفت المقاتلات الإسرائيلية أكثر من 300 هدف وخاضت القوات قتالا عنيفا حول مخيم جباليا للاجئين شمالي مدينة غزة.
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات ستستمر حتى تتلقى القوات أمرا بالتوقف.
وتركز القلق الدولي على مصير المستشفيات، وخاصة في النصف الشمالي من قطاع غزة، حيث توقفت جميع المرافق الطبية عن العمل بينما المرضى والعاملون والنازحون محاصرون داخلها.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يستخدمون مباني سكنية ومدنية أخرى مثل المستشفيات غطاء لهم، وهو ما تنفيه الحركة.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)