بكين/باريس (رويترز) - قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا يوم الجمعة إن فرنسا ملتزمة بالحوار مع الصين مؤكدة على أهمية العلاقات بينهما بعد أن أثار تحقيق للاتحاد الأوروبي بدعم من باريس حول السيارات الكهربائية صينية الصنع غضب بكين.
وتركزت زيارة كولونا لبكين حول تعزيز العلاقات بين الشعبين مثل التبادل الطلابي والسياحة. وهناك مخاوف من أن تطغى القضايا التجارية على الزيارة في أعقاب التحقيق في السيارات الكهربائية الذي انتقدته بكين بشدة.
وقالت كولونا لرئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ "نحن ملتزمون بالحوار مع الصين" مضيفة أنها "سعيدة" بلقائه بعد اجتماعهما في باريس في يونيو حزيران.
وأضافت كولونا في الاجتماع "نعمل مع الصين لإيجاد حلول لتحديات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والديون وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية وإعادة التوازن فيها".
وتسبق زيارة كولونا زيارة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل إلى بكين في أوائل ديسمبر كانون الأول لحضور أول قمة مباشرة مع الرئيس شي جين بينغ منذ أربع سنوات وذلك بعد تدهور العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي خلال جائحة كورونا.
وتعهد المسؤولون الأوروبيون مرارا بالحد من الاعتماد الاقتصادي على الصين في القطاعات الحيوية، أو ما يعرف "بتقليل المخاطر"، في مواجهة ما تسميه مجموعة السبع "الإكراه الاقتصادي" من جانب الصين.
وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقى مع شي في وقت سابق من هذا العام، الاتحاد الأوروبي على توخي الحذر والمطالبة بتكافؤ الفرص مع دول مثل الصين. ومارس الضغط على المفوضية الأوروبية من وراء الكواليس للبدء في التحقيق.
وتعد الصين ثالث أكبر شريك تجاري لفرنسا، لكن الشركات الفرنسية وغيرها من الشركات الأوروبية تشعر بقلق عميق إزاء الخلل الهائل في التوازن التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي والتشريعات الصينية غير الواضحة بشأن نقل البيانات عبر الحدود وإغراق السوق الأوروبية بالسيارات الكهربائية الصينية رخيصة الثمن مما يهدد شركات صناعة السيارات المحلية.
وتشعر فرنسا أيضا بالقلق إزاء المحاولات الصينية لإجبار شركات مستحضرات التجميل الفرنسية على مشاركة أسرار التصنيع مع الأطراف الصينية.
ووفقا لهيئة الجمارك الصينية، فإن فرنسا هي أكبر مَصدر لواردات مستحضرات التجميل والنبيذ في الصين إذ تعتمد شركات السلع الفاخرة الفرنسية مثل (إل.إم.في.إتش) بشكل كبير على المستهلكين الصينيين. وأثار عدم تعافي الطلب على السلع الفاخرة في الصين بعد الجائحة قلق المستثمرين.
وأكد شي أن الصين ترحب باستثمارات الشركات الفرنسية خلال اتصال هاتفي يوم الاثنين مع ماكرون الذي بدوره دعا إلى ضمان تلقي الشركات الأجنبية في الصين معاملة عادلة.
وأبدى رئيس الوزراء الصيني خلال اجتماعه مع كولونا تفاؤلا بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.
وقال لي "تطورت العلاقات بين الصين وفرنسا بشكل أفضل في جميع المجالات منذ بداية العام في ظل القيادة الاستراتيجية للرئيسين شي جين بينغ وماكرون".
وأضاف "ستحل العام المقبل الذكرى الستون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا وسنواصل جهودنا على أمل أن يشهد العام الستون تطورا كبيرا وإنجازات ملموسة".
(إعداد دنيا هشام للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)