من رامي أميتشاي
بتاح تكفا (رويترز) - كان أوهاد مندر (تسع سنوات) من بين أربعة أطفال أُطلق سراحهم من غزة يوم الجمعة، ليعود مع والدته وجدته إلى إسرائيل في اليوم الأول من اتفاق التبادل والهدنة التي تستمر أربعة أيام.
وقالت جيلات ليفني مدير طب الأطفال بمركز شنايدر الطبي للصحفيين إن الأطفال الأربعة جميعهم في حالة جيدة نسبيا. وأضافت أن البعض تحدثوا عما مروا به لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل.
وقالت روني هافيف (27 عاما)، أحد أقارب أوهاد، أثناء مشاهدة لقطات له بينما كان مسلحون تابعون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يسلمونه لموظفين تابعين للصليب الأحمر "أنا في انتظار رؤية أوهاد ولا أستطيع الانتظار حتى أعطيه مكعب روبيك الذي أعرف أنه يحبه حقا وربما يكون يفتقده كثيرا... هذا هو أول شيء يأخذه معه أينما ذهب".
وأظهرت صور المستشفى في وقت لاحق أوهاد وهو يلعب بمكعب روبيك وينفخ الفقاعات.
وتحدث والد أوهاد إليه وقال إن ابنه ووالدته كيرين (54 عاما) وجدته روث (78 عاما) جميعهم بخير وبصحة جيدة. لكن لا يزال جد أوهاد، أبراهام موندر (78 عاما)، محتجزا في غزة.
وكان من بين المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة عشر الذين أطلقت حماس سراحهم أطفال آخرون ونساء مسنات. وكانوا جميعهم من بين نحو 240 شخصا اختطفهم مسلحو حماس من جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان "الأطفال وأمهاتهم والنساء الأخريات. كل واحد منهم يمثل عالما في حد ذاته... لكنني أؤكد للعائلات ولمواطني إسرائيل: نحن ملتزمون بإعادة جميع رهائننا".
وقال وسطاء قطريون إنه بالإضافة إلى المحتجزين الإسرائيليين، أُطلق سراح عشرة تايلانديين وفلبيني واحد بعد اختطافهم في هجوم الشهر الماضي، بموجب اتفاق منفصل.
وبعد إطلاق سراحهم، خضع المحتجزون لفحوصات طبية أولية ونُقلوا للقاء عائلاتهم.
وقال يوسف مندلوفيتش، المدير المساعد بوزارة الصحة الإسرائيلية "لقد انتظرنا جميعا عودتهم بفارغ الصبر، ونحن سعداء برؤية اليوم الذي يعودون فيه إلينا".
ومن المتوقع إطلاق سراح بقية المجموعة المكونة من 50 إسرائيليا على الأقل بموجب اتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس الذي تتوسط فيه قطر خلال الأيام المقبلة، ويمكن إطلاق سراح المزيد من المحتجزين في حالة تمديد اتفاق الهدنة.
وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 39 امرأة وطفلا من الفلسطينيين المعتقلين في سجونها يوم الجمعة، وهم الدفعة الأولى من مجموعة مكونة من 150 أسيرا من المقرر إطلاق سراحهم بموجب الاتفاق.
وقالت مصادر أمنية مصرية إنها تلقت قائمة بأسماء 14 امرأة وطفلا إسرائيليا من حماس سيطلق سراحهم يوم السبت وإنها تنتظر المزيد من التفاصيل حول موعد تسليم الرهائن إلى السلطات المصرية.
ويقوم مسؤولون أمنيون إسرائيليون بمراجعة القائمة، رغم أن مكتب نتنياهو لم يؤكد عدد المفرج عنهم أو موعد الإفراج عنهم.
* مشاعر مختلطة
بالنسبة لأسر المحتجزين، كانت هناك سعادة ممزوجة بالقلق على المحتجزين الذين لا يزالون في غزة.
وقال يوني كاتس آشر، الذي أُطلق سراح زوجته دورون وطفليه راز وأبيب يوم الجمعة "أنا سعيد لأنني استعدت عائلتي، يمكن أن نشعر بالفرح أو أن نذرف الدموع. هذا أمر إنساني... لكنني لن أحتفل، لن أحتفل حتى يعود آخر الرهائن إلى الوطن".
وتعهد قادة إسرائيليون بإطلاق سراح بقية المحتجزين بينما يواصل الجيش اجتياح غزة الذي بدأ في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وفقا لإحصاء إسرائيلي.
وأدت الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل إلى مقتل نحو 14 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الطبية الفلسطينية، وحولت جزءا كبيرا من قطاع غزة إلى أنقاض.
ولا يسمح للمحتجزين بالتحدث إلى وسائل الإعلام في الوقت الحالي بينما يتم تقييم حالتهم. وبالنسبة لأولئك الذين لم يُطلق سراح أقاربهم بعد، يستمر الانتظار وسط مشاعر متضاربة.
وقالت شيلي شيم توف، والدة أومير شيم توف (21 عاما) الذي كان يحضر حفلا راقصا عندما استهدفه مسلحو حماس واحتجزوه مع آخرين "المشاعر مختلطة". ولم يكن أومير من بين الأشخاص الذين أطلق سراحهم يوم الجمعة.
وقالت في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية "أشعر بالغيرة. أنا حزينة. حزينة في الغالب لأن أومير لم يعد إلى المنزل بعد".
(شارك في التغطية هنريت شقر وإيلي بيرلزون - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)