من جيمس ماكنزي
القدس (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يأمل في أن تستمر الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) طالما يتم إطلاق سراح الرهائن، وذلك بعد أن أفرجت الحركة عن 17 شخصا آخرين من بينهم طفلة أمريكية إسرائيلية تبلغ من العمر أربع سنوات .
وقالت حماس إنها تريد تمديد وقف القتال الذي يدخل يومه الرابع والأخير يوم الاثنين إذا بذلت جهود جدية لزيادة عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين تطلق إسرائيل سراحهم. وأطلقت إسرائيل سراح 39 سجينا فلسطينيا يوم الأحد، ليصل العدد الإجمالي للسجناء الفلسطينيين المطلق سراحهم منذ بدء الهدنة إلى 117.
وقالت حماس إنها سلمت 13 إسرائيليا وثلاثة تايلانديين وواحدا يحمل الجنسية الروسية، وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها نجحت في نقلهم من غزة يوم الأحد.
وقال بايدن إن الرهينة أبيجيل إيدان البالغة من العمر 4 سنوات شهدت مقتل والديها على يد مقاتلي حماس خلال هجومهم على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، واحتجزتها حماس منذ ذلك الحين.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي في الولايات المتحدة "ما تحملته لا يمكن تصوره".
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن أبيجيل كانت في طريقها إلى المستشفى لإجراء فحوصات. وقال جدها كارمل إيدان لرويترز إنه "ببساطة لا يصدق" أنها عادت، وشكر بايدن "على كل المساعدة التي قدمها لنا".
والهدنة لمدة أربعة أيام في غزة هي أول توقف للحرب التي اندلعت قبل سبعة أسابيع بين إسرائيل وحماس. واندلعت الحرب منذ أن اجتاح مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا 1200 شخص واحتجزوا نحو 240 آخرين حسبما أعلنت إسرائيل.
وردا على هذا الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على مسلحي حركة حماس التي تدير قطاع غزة، وأمطرت القطاع بالقنابل والقذائف وشنت هجوما بريا في الشمال. وقالت السلطات الصحية الفلسطينية يوم السبت إن نحو 14800 شخص قتلوا حتى الآن، 40 بالمئة منهم تقريبا من الأطفال. كما أدت الحرب إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين.
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد بقوات الأمن داخل قطاع غزة حيث أشار إلى أن الحملة لم تنته بعد.
وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأنه تحدث إلى الجنود والقادة وتلقى إفادة أمنية.
وتحدث نتنياهو أيضا إلى بايدن بخصوص إطلاق سراح الرهائن، وأضاف أنه يرحب بتمديد الهدنة المؤقتة إذا كان ذلك يعني الإفراج عن عشر رهائن يوميا.
لكن نتنياهو أبلغ بايدن أيضا أن في نهاية الهدنة "سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس والتأكد من عدم عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه وبالطبع تحرير جميع الرهائن".
* لا أصدق أنني حر
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن استقبالا حافلا كان في انتظار السجناء الفلسطينيين المطلق سراحهم في رام الله.
وقال عمر عبد الله الحاج (17 عاما)، وهو أحد السجناء الذين أفرج عنهم يوم الأحد، إنه لم يكن يعلم ما الذي يدور في العالم خارج السجن.
وقال لرويترز "لا أصدق أنني حر الآن، لكن سعادتي منقوصة بسبب أخوتنا الذين ما زالوا في السجن، إلى جانب كل هذه الأخبار عن غزة التي ينبغي أن أعرفها الآن".
وقال رئيس الوزراء التايلاندي إن أحدث ثلاث رهائن تايلانديين تطلق حماس سراحهم قي صحة جيدة. وذكرت وزارة الخارجية أنها تبذل كافة الجهود لإطلاق سراح 15 تايلانديا ما زالوا محتجزين لدى حماس.
جاء تبادل يوم الأحد بعد إطلاق سراح 13 إسرائيليا وأربعة أجانب من الرهائن الذين تحتجزهم حماس يوم السبت. وأطلقت حماس سراح 24 رهينة يوم الجمعة. وذكر مصدر فلسطيني أنه من الممكن في نهاية المطاف تحرير ما يصل إلى مئة رهينة.
وتضغط قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل تمديد الهدنة بعد يوم الاثنين، لكن لم يتضح بعد إمكانية حدوث ذلك.
وتنذر الاشتباكات والاتهامات المتبادلة بتقويض الاتفاق القائم.
وسلط مقتل مزارع فلسطيني في وسط غزة الضوء على هشاشة الهدنة بين إسرائيل وحماس.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن المزارع قُتل بعد استهداف قوات إسرائيلية له في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة.
وقال مسعفون ومصادر محلية إن موجة عنف اندلعت في الضفة الغربية حيث قتلت القوات الإسرائيلية سبعة فلسطينيين بينهم اثنان من القصر ومسلح واحد على الأقل في وقت متأخر من مساء السبت ووقت مبكر من صباح يوم الأحد.
* ارتياح كبير
واجه الاتفاق خطر الخروج عن مساره بعدما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس يوم السبت أنه سيؤخر إطلاق سراح الرهائن حتى تلبي إسرائيل جميع شروط الهدنة، ومنها الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إن دبلوماسيين قطريين موجودون في غزة الآن للإشراف على دخول وتوزيع مساعدات بلادهم في القطاع.
وذكر مسؤول بالأمم المتحدة، شارك في قافلة مساعدات إنسانية إلى شمال غزة يوم الأحد، إن جماعات الإغاثة تمضي صوب تسليم أكبر شحنة خلال أكثر من شهر، واصفا حالة السكان الذين يعانون من النحافة والهزال والظمأ.
وقال جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لرويترز عبر دائرة تلفزيونية من جنوب غزة بعد عودته من مدينة غزة "الناس يائسون جدا، ويمكنك أن ترى في أعين الكبار أنهم لا يتناولون طعاما".
وأضاف "هناك ارتياح هائل. الناس بدأوا يشربون فور حصولهم على الماء حرفيا. إنهم ظمأى وظلوا ظمأى لأيام".
وحتى مع تدفق المساعدات شمالا، قال إلدر إنه رأى المئات من سكان غزة يتجهون جنوبا خوفا من تجدد القصف الإسرائيلي إذا لم يتم تمديد الهدنة التي تستمر لأربعة أيام. وقال "يشعر الناس بخوف شديد من أن تنتهي هذه الهدنة.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية)