(رويترز) - بدأت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هدنة لأربعة أيام في غزة صباح يوم الجمعة على أن تجرى أربع عمليات تبادل بين الرهائن المحتجزين في غزة والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في نهاية كل يوم.
* ما تفاصيل الاتفاق؟
وافق الطرفان بموجب الاتفاق على هدنة لأربعة أيام ليتسنى إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا وقاصرا تحت سن 19 عاما من الرهائن مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصرا من الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل. ويشمل الاتفاق السماح بإدخال المزيد من المساعدات الطارئة والوقود إلى غزة.
وأطلقت حماس سراح رهائن من بين حوالي 240 شخصا احتجزتهم خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول على مجموعات مكونة من 12 شخصا أو نحو ذلك كل يوم مقابل إطلاق سراح مجموعات من السجناء الفلسطينيين.
ووفقا لإحصاء إسرائيلي، أطلقت حماس سراح 40 إسرائيليا، بعضهم يحمل جنسية مزدوجة، حتى يوم الأحد. كما أطلقت حماس بموجب اتفاق منفصل سراح 17 تايلانديا وفلبينيا واحدا كانوا يعملون في مزارع بجنوب إسرائيل عندما احتجزهم مسلحو حماس.
ووصفت الأطراف المشاركة في الاتفاق توقف القتال بأنه "هدنة إنسانية".
وقال محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية وهو كبير المفاوضين القطريين في محادثات وقف إطلاق النار إنه بموجب الاتفاق "لن يكون هناك أي هجوم على الإطلاق. لا تحركات عسكرية، لا توسع، لا شيء".
* متى بدأ الاتفاق وهل يمكن تمديده؟
بدأت الهدنة بين إسرائيل وحماس الساعة 0500 من صباح يوم الجمعة بتوقيت جرينتش، وتم إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن في وقت لاحق من اليوم نفسه.
ويمكن تمديد الهدنة ليوم واحد مقابل كل دفعة إضافية تتكون من عشر رهائن على الأقل تطلق حماس سراحها.
ولم يكشف مسؤول إسرائيلي عن الموعد المحدد لانتهاء الهدنة، وقال لرويترز إن "الوضع متغير".
وقال المسؤول إن على حماس تقديم قائمة جديدة بأسماء الرهائن الذين تقترح إطلاق سراحهم وموافقة إسرائيل عليها لضمان تمديد الهدنة. وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين بأعداد تبلغ ثلاثة أمثال.
وأضاف المسؤول أن عملية التبادل يمكن أن تستمر لمدة أقصاها أربعة أيام أخرى غير تلك المتفق عليها في البداية بناء على حسابات إسرائيلية تشير إلى وجود مئة امرأة وطفل محتجزين في غزة. وإذا تم التمديد، فقد يستمر الاتفاق حتى يوم السبت الموافق الثاني من ديسمبر كانون الأول.
وقدمت إسرائيل منذ البداية قائمة بأسماء 300 فلسطيني قالت إنها مستعدة للإفراج عنهم مقابل تحرير 100 رهينة.
* ماذا سيحدث عندما تنتهي الهدنة؟
وفقا لقرار مجلس الوزراء، إسرائيل ملتزمة باستئناف هجومها على حماس في غزة فور انتهاء الهدنة.
وقالت حماس عند إعلان تفاصيل الاتفاق "نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد" طوال فترة الهدنة.
* كيف يُنفَّذ الاتفاق؟
قالت قطر إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في غزة على تسهيل الإفراج عن الرهائن.
ونُقل الرهائن من خلال معبر رفح مع مصر، وهي الدولة الوحيدة بخلاف إسرائيل التي تشترك في حدود مع غزة. وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن فلسطينيين من السجون ونقلوا إلى القدس ومدينة رام الله في الضفة الغربية التي تضم مقر السلطة الفلسطينية.
ودخلت شاحنات محملة بالمساعدات والوقود إلى غزة خلال الهدنة. ويعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من نفاد الغذاء. وخرجت مستشفيات كثيرة في غزة من الخدمة ومن أسباب ذلك عدم توفر وقود لتشغيل مولدات الكهرباء فيها.
وقالت قطر إن غرفة عمليات في الدوحة ستراقب الهدنة وإطلاق سراح الرهائن ولديها خطوط اتصال مباشرة مع إسرائيل ومع المكتب السياسي لحماس في الدوحة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وساعدت الدوحة في حل مشكلات والتعامل مع المخاوف التي أثارها الجانبان بشأن قوائم من سيطلق سراحهم.
* من الرهائن الذين يجري الإفراج عنهم؟
أطلقت حماس سراح رهائن إسرائيليين من بينهم أطفال وبعض من أمهاتهم وكذلك نساء مسنات.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إن ما يزيد على نصف الرهائن البالغ عددهم 240 تقريبا من الأجانب ومزدوجي الجنسية من حوالي 40 دولة من بينها الأرجنتين وبريطانيا وتشيلي وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وتايلاند والولايات المتحدة، فضلا عن المدنيين والجنود الإسرائيليين المحتجزين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد إن من بين المفرج عنهم طفلة أمريكية تبلغ من العمر أربع سنوات.
ولا تحتجز حماس كل الرهائن الذين اقتيدوا إلى غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
* من هم الفلسطينيون المفرج عنهم ولماذا احتجزوا؟
أطلقت إسرائيل سراح نساء وقُصر فلسطينيين من السجون في إطار عملية التبادل.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن 7200 فلسطيني، ومن بينهم 88 امرأة و250 طفلا في أعمار 17 عاما فأقل، كانوا موجودين في السجون الإسرائيلية قبل التبادل.
وأغلب الموجودين على قائمة من سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية هم من الضفة الغربية المحتلة والقدس وجرى احتجازهم في حوادث مثل محاولة تنفيذ عمليات طعن ورشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة وصنع عبوات ناسفة وإلحاق أضرار بممتلكات وإجراء اتصالات مع تنظيمات عدائية. ولا يوجد بينهم أي متهم بارتكاب جريمة قتل. وكثير منهم قيد الاحتجاز الإداري، أي أنهم محتجزون دون محاكمة.
* من تفاوض على الاتفاق؟
قامت قطر بدور محوري في الوساطة. ولحماس مكتب سياسي في الدوحة وتبقي الحكومة القطرية على قنوات اتصال مفتوحة مع إسرائيل، إلا أنها لم تطبّع العلاقات معها على خلاف بعض الدول الخليجية الأخرى.
واضطلعت الولايات المتحدة أيضا بدور مهم، إذ أجرى بايدن اتصالات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع السابقة للاتفاق.
واشتركت مصر أيضا في مفاوضات الوساطة للتوصل إلى اتفاق. وتضطلع مصر، وهي أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بدور وساطة على مدى عقود لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
* لم استغرقت المفاوضات هذا الوقت الطويل؟
أُعلن الاتفاق بعد 46 يوما من بداية الحرب، وهي أحد أعنف الصراعات التي تندلع بين الطرفين. وتقول إسرائيل إن هجوم حماس أدى إلى مقتل 1200 شخص، وهو أكبر عدد قتلى في يوم واحد في إسرائيل منذ قيامها في 1948، وشنت إسرائيل بعد ذلك قصفا جويا ونفذت توغلا بريا مما أسفر عن مقتل 14800 فلسطيني في غزة حتى أمس الأحد، وهو ما يزيد بفارق كبير عن أي عدد من القتلى خلال الحروب في الآونة الأخيرة.
وفي خضم هذا القتال العنيف، جعل عدد الرهائن الكبير وإعلان إسرائيل عزمها القضاء على حماس في غزة التوسط للتوصل حتى إلى اتفاق مؤقت، مثل هذا الاتفاق، أكثر صعوبة مما كان عليه في الصراعات السابقة.
وبدأت المفاوضات المبدئية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس خلال أيام من وقوع هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، لكن التقدم كان بطيئا. وأرجع مسؤولون أمريكيون هذا بشكل جزئي إلى أن الاتصالات بين الطرفين المتحاربين تعين إجراؤها عبر الدوحة أو القاهرة بخصوص كل تفصيلة.
وحينما شنت إسرائيل آخر اجتياح بري كبير في غزة في 2014، استغرق الأمر 49 يوما لكي ينفذ كلا الطرفين اتفاقا لوقف إطلاق النار، لكن ذلك أنهى الأعمال القتالية الرئيسية لعدة أعوام.
(إعداد محمد أيسم وأميرة زهران ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سها جادو)