من نضال المغربي ودان وليامز
القاهرة/القدس (رويترز) - أعلنت قطر يوم الاثنين تمديد الهدنة في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة يومين إضافيين، في استمرار للتهدئة بعد سبعة أسابيع من الحرب التي أودت بحياة الآلاف وألحقت دمارا هائلا بالقطاع الفلسطيني.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية على منصة التواصل الاجتماعي إكس "تعلن دولة قطر أن في إطار الوساطة المستمرة تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة".
ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن لكن مسؤولا في البيت الأبيض أكد التوصل إلى اتفاق.
ومن المتوقع الإفراج قريبا عن 11 محتجزا إسرائيليا و33 فلسطينيا بموجب الهدنة الأولى التي من المقرر أن ينتهي سريانها مساء يوم الاثنين.
وقال البيت الأبيض إن المسؤولين الأمريكيين يأملون أن تكون امرأتان أمريكيتان من بين المفرج عنهم من غزة، حيث يُعتقد أن ثمانية أو تسعة أمريكيين محتجزون.
وقالت حماس إنها تسلمت قائمة بأسماء الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم، وإن من بينهم ثلاث سجينات و30 قاصرا.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أخطر أُسر المحتجزين المقرر إطلاق سراحهم يوم الاثنين، دون أن يحدد عددهم.
وقالت حركة حماس إنها اتفقت مع قطر ومصر على تمديد الهدنة لمدة يومين. وتتوسط القاهرة والدوحة في محادثات غير مباشرة بين الجانبين.
وقال مسؤول في حماس في اتصال هاتفي مع رويترز إنه تم الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة يومين آخرين بنفس شروط الهدنة السابقة.
ولم تعلن أي جهة عدد المحتجزين الذين سيطلق سراحهم، لكن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان قال في وقت سابق إن الاتفاق محل التفاوض سيشمل إطلاق سراح 20 إسرائيليا من الذين أخذتهم حماس رهائن خلال هجومها على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضاف أن إسرائيل ستطلق في المقابل سراح 60 فلسطينيا من سجونها.
وقال نتنياهو مطلع الأسبوع إنه بمجرد انتهاء الهدنة "سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس والتأكد من عدم عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه وبالطبع تحرير جميع الرهائن".
* أزمة إنسانية
كانت الهدنة التي تم الاتفاق عليها الأسبوع الماضي أول وقف لقتال استمر على مدى سبعة أسابيع منذ هجوم حماس على إسرائيل والذي أدى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 240 آخرين إلى غزة، بحسب قول إسرائيل.
وردت إسرائيل على الهجوم بقصف القطاع والتوغل البري في شماله. وتقول الحكومة التي تديرها حركة حماس في غزة إن أكثر من 15 ألف فلسطيني قتلوا وإن مئات الآلاف أصبحوا بلا مأوى نتيجة الهجوم الإسرائيلي.
وسُويت مناطق واسعة من قطاع غزة بالأرض جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، وظهرت أزمة إنسانية مع نفاد إمدادات الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.
كما سمح اتفاق الهدنة بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تمديد الهدنة بأنه "بصيص من الأمل والإنسانية"، لكنه أشار إلى أن المدة ليست كافية للوفاء بالاحتياجات المتعلقة بالمساعدات في قطاع غزة.
وقال جوتيريش لصحفيين "آمل بشدة أن يمكننا ذلك (تمديد الهدنة) من زيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين يعانون بشدة، مع العلم أنه حتى مع هذا القدر الإضافي من الوقت، سيكون من المستحيل الوفاء بكل احتياجات سكان القطاع، وهم في أمس الحاجة إليها".
* راحة قصيرة
أطلقت حماس يوم الأحد سراح 17 محتجزا منهم طفلة (4 أعوام) تحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، ليصل إجمالي عدد المحتجزين الذين أفرجت عنهم الحركة منذ يوم الجمعة إلى 58.
وأفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيا يوم الأحد، ليصل إجمالي عدد الفلسطينيين المفرج عنهم منذ بدء الهدنة إلى 117.
وبموجب شروط الهدنة الأولى، كان من المقرر أن تطلق حماس سراح 50 امرأة وطفلا من الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن العدد الإجمالي للمحتجزين الذين ما زالوا في غزة حتى يوم الاثنين يصل إلى 184، من بينهم 14 أجنبيا و80 إسرائيليا يحملون جنسيات أخرى.
وقال فلسطينيون في غزة إنهم يدعون الله أن يطول أمد الهدنة. وزار بعضهم منازلهم التي تحولت إلى أطلال بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي المكثف. ووقف آخرون منهم في طوابير للحصول على الدقيق (الطحين) وغيره من المساعدات الأساسية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقالت أم محمد، وهي نازحة فلسطينية، إن ظروف الحياة صعبة في الجزء الشمالي من القطاع، الذي لا يزال محور التوغل البري الإسرائيلي حتى الآن.
وأضافت "الناس بتدور على الأكل، بدهم يعيشوا ويوفروا احتياجاتهم للأيام الجاية لأنهم خايفين، مشان هيك بياخدوا كل شي بيقدروا يلاقوه... لكن لو سألتهم مرتاحين ولا عايشين في سلام راح يقولولك لأ".
(إعداد مروة سلام وسامح الخطيب ومحمد عطية ومحمد علي فرج ومحمد حرفوش ومحمد عطية للنشرة العربية- تحرير حسن عمار)