من نضال المغربي ومحمد سالم وجيمس ماكنزي
غزة/القدس (رويترز) - أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح 12 رهينة أخرى مقابل إفراج إسرائيل عن 30 أسيرا فلسطينيا يوم الثلاثاء، وهو خامس أيام هدنة ممتدة لستة أيام بين الجانبين في حرب غزة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 12 رهينة نُقلوا من غزة في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته الخاصة رافقت المواطنين الإسرائيليين العشرة واثنين من الرعايا الأجانب إلى الأراضي الإسرائيلية.
وكان الرهائن من بين نحو 240 شخصا احتجزهم مسلحون من حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل، والذي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص. وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 15 ألفا من سكان القطاع الذي تديره حماس لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي منذ ذلك الحين.
وأظهرت لقطات مباشرة بثتها قناة الجزيرة الفضائية يوم الثلاثاء حافلة تقل أسرى فلسطينيين تغادر سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت إسرائيل إنها أطلقت سراح 30 معتقلا فلسطينيا من عوفر ومركز احتجاز آخر في القدس. وذكر بيان صدر في وقت سابق عن هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن هذه الدفعة من المحررين تضم 15 امرأة و15 قاصرا.
وقالت الجزيرة إن الفلسطينيين وصلوا إلى مدينتي رام الله بالضفة الغربية والقدس.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، التي تتوسط في هذا الصراع، إن من بين الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم تسع نساء وقاصر واحد.
وأضافت الوزارة عبر تيليجرام أن سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، سلمت بعض هؤلاء الرهائن.
وجلبت الهدنة حتى الآن أول فترة راحة لقطاع غزة من القصف الإسرائيلي الذي استمر لسبعة أسابيع على مساحات شاسعة منه، وخصوصا في شماله الذي تقع به مدينة غزة. وقرر الجانبان تمديد الهدنة للسماح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن والأسرى.
وقالت إسرائيل إن الهدنة قد تمتد إلى أجل غير مسمى ما دامت حماس مستمرة في إطلاق سراح ما لا يقل عن عشرة من الرهائن يوميا. ولكن مع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، فإن تمديد وقف إطلاق النار لما بعد يوم الأربعاء ربما يتطلب التفاوض لإطلاق سراح بعض الرجال الإسرائيليين على الأقل للمرة الأولى.
ويبلغ إجمالي عدد الرهائن الذين أطلقت حماس سراحهم منذ بدء الهدنة يوم الجمعة الماضي 81 هم 60 من النساء والأطفال الإسرائيليين و21 من المواطنين الأجانب، كثير منهم مزارعون تايلانديون.
وأطلقت إسرائيل بموجب الهدنة حتى الآن سراح 150 أسيرا فلسطينيا.
* تمديد الهدنة
قرر الجانبان عدم استئناف القتال يوم الثلاثاء وعبرا عن أملهما في تمديد الهدنة لفترة أخرى.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن قطر استضافت مديري جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) "للبناء على التقدم المحرز على صعيد تمديد اتفاق الهدنة الإنسانية ولمواصلة المناقشات بخصوص المرحلة المقبلة".
ورغم أن الوضع الميداني في غزة كان سلميا إلى حد بعيد، قال الجيش الإسرائيلي إن ثلاث عبوات ناسفة انفجرت بعد ظهر يوم الثلاثاء بالقرب من قواته في موقعين مختلفين بشمال قطاع غزة، في انتهاك لشروط الهدنة.
وأضاف الجيش أنه في أحد المواقع، فتح مسلحون النار على جنوده الذين ردوا بإطلاق النار لكن بعضهم أصيب بجروح طفيفة.
وشوهد في وقت سابق عمود من الدخان الأسود يتصاعد فوق الأراضي القاحلة بمنطقة الحرب في شمال قطاع غزة عبر السياج الحدودي في إسرائيل، لكن لم يكن هناك أي مؤشر على وجود طائرات في السماء أو دوي انفجارات في خامس أيام الهدنة.
وقال اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في مؤتمر صحفي إن الجيش ما زال في حالة تأهب في غزة ومستعد لمواصلة القتال.
* ’نكرم الموتى بدفنهم’
فقد أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون منازلهم وتقطعت بهم السبل داخل القطاع مع نفاد الإمدادات، وتنام آلاف العائلات في ملاجئ مؤقتة مع ما استطاعوا حمله من أغراض.
واستغل العديد من سكان غزة، مثل أبو شمالة، الفرصة للعودة إلى منازلهم المهجورة أو المدمرة.
وتفقد أبو شمالة أنقاض منزله المدمر في خان يونس بحثا عن أي شيء يمكن استعادته. وقال إن 37 من أفراد الأسرة قتلوا.
وأردف قائلا "ليس لدي شيء في هذا العالم اليوم سوى الذكريات. راح كل شيء".
وذكر أنه لم تكن هناك معدات لانتشال جثة ابن عمه التي لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
وأضاف "الهدنة تتيح وقتا لرفع الأنقاض والبحث عن كل المفقودين ودفنهم. نحن نكرم الموتى بدفنهم".
ومن بين الرهائن الإسرائيليين الذين لم يطلق سراحهم بعد، الرضيع كفير بيباس البالغ من العمر عشرة أشهر، وشقيقه آرييل البالغ من العمر أربع سنوات، ووالداهما ياردن وشيري، الذين اقتادهم مسلحون من تجمع سكني إسرائيلي إلى غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت شقيقة ياردن للصحفيين إن أقاربه علموا أن العائلة لن تكون ضمن المجموعة التي سيُطلق سراحها يوم الثلاثاء. وعبر مسؤولون إسرائيليون عن اعتقادهم بأن جماعة مسلحة أخرى غير حماس تحتجزهم.
وقال جيمي ميلر ابن عم ياردن للقناة 12 التلفزيونية "كفير يبلغ من العمر عشرة أشهر فقط. إنه طفل لا يعرف حتى كيف يقول ‘ماما‘... نحن في الأسرة لا نستطيع القيام بأعمالنا... لم تنم الأسرة بالفعل منذ فترة طويلة جدا، من 51 يوما".
وأوضحت إسرائيل أنها تنوي مواصلة الحرب في جنوب غزة بعد انتهاء الهدنة. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم طلبوا من حليفتهم أن تولي اهتماما أكبر بحماية المدنيين حين تبدأ هجومها في الجنوب.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة، وخاصة في شمال القطاع حيث خرجت المستشفيات عن الخدمة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عددا أكبر من سكان غزة معرضون للموت بسبب الأمراض أكثر من القصف.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارجريت هاريس (NYSE:LHX) إن هناك عددا كبيرا جدا من الأطفال المصابين بالإسهال.
وأضافت "لا توجد أدوية، ولا أنشطة تطعيم، ولا سبيل للحصول على مياه صالحة للشرب أو سبل النظافة الشخصية أو الطعام".
(شارك في التغطية رامي أميخاي من تل أبيب وعلي صوافطة من رام الله- إعداد سامح الخطيب ونهى زكريا ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)