💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

عن كثب-كيف أقنعت قطر إسرائيل وحماس بهدنة 7 أيام؟

تم النشر 01/12/2023, 17:45
محدث 01/12/2023, 17:55
© Reuters.
USD/ILS
-

من آندرو ميلز

الدوحة (رويترز) - بينما أشاد زعماء العالم بقطر الأسبوع الماضي لتوسطها في هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، كان مفاوضوها يضاعفون سرا جهود الوساطة خوفا من أن ينهار وقف إطلاق النار قبل حتى أن يبدأ.

فقد ساعد مسؤولون قطريون ظلوا يعملون طوال الليل على التوصل إلى التفاصيل النهائية المهمة للهدنة التي استمرت سبعة أيام قبل استئناف القتال يوم الجمعة، مما سمح بالإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في غزة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الساحلي المدمر. وقالت قطر يوم الجمعة إنها تعمل مع الجانبين على استعادة الهدنة.

وجمعت رويترز الرواية الأكثر تفصيلا حتى الآن عن كيفية قيام الوسطاء القطريين في الدوحة برأب الصدع بين إسرائيل وحماس في 22 نوفمبر تشرين الثاني. وتقدم الرواية لمحة عن النهج المحكم الذي اتبعته قطر في المحادثات بين من وصفهما أحد المسؤولين المشاركين في المفاوضات بأنهما "طرفان مستوى الثقة بينهما صفر".

وقال الدبلوماسي القطري عبد الله السليطي إنه عندما تم الكشف عن اتفاق الهدنة الأصلي الأسبوع الماضي، كانت هناك مخاوف حقيقية من عدم تنفيذه أبدا.

وأضاف في مقابلة "اعتقدت أننا سنخسر وأن الاتفاق لن ينجح". وكانت صياغة الاتفاق، الذي يشمل الهدنة وما يصاحبها من تبادل للسجناء الفلسطينيين والرهائن المحتجزين في غزة، فضفاضة.

وأشارت مصادر في قطر والأراضي الفلسطينية ومصر مطلعة على المحادثات إلى أن مفاوضي الدولة الخليجية كانوا يعلمون أن إسرائيل وحماس لم يتفقا بعد على متى أو كيف سيبدأ وقف إطلاق النار والتبادل.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إنه كان من الضروري توضيح جميع النقاط الواردة في الاتفاق والتأكد من أنها تعني الأمر نفسه بالنسبة لإسرائيل وحماس.

وأشار المصدر المطلع الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب الطبيعة الحساسة للمحادثات إلى أنه على سبيل المثال، تعهد الجانب الإسرائيلي "بصفّ" الدبابات التي يستخدمها داخل قطاع غزة، لكن لم يتفق أحد على ما يعنيه ذلك على الأرض.

وقال المصدر المطلع على المفاوضات إنه من أجل الحفاظ على التركيز، ألغى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني جدول أعماله وكذلك رحلات كانت مقررة إلى موسكو ولندن.

وأضاف أن الشيخ محمد أطلق جولة جديدة من المفاوضات من داخل أحد مكاتبه في الدوحة بعد ظهر يوم الأربعاء 22 نوفمبر تشرين الثاني، بعد ساعات فقط من الكشف عن الهدنة.

وتضمن الاجتماع الأساسي، الذي استضافه رئيس الوزراء القطري، دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الذي جاء من إسرائيل للمرة الثالثة على الأقل منذ بداية الحرب، ووفد من ضباط المخابرات المصريين. وقال المصدر إن القطريين استخدموا غرفة منفصلة للاتصال بمندوبي حماس الذين بقوا في مكتب بمكان آخر.

وقال مسؤول أمريكي مطلع ومصادر أمنية مصرية إن نهج القطريين في الوساطة هو أن يكونوا استباقيين وأن يلقوا بثقلهم في المفاوضات بدلا من مجرد نقل الرسائل من جانب إلى آخر.

وقال المسؤول الأمريكي إن الدوحة استخدمت بالفعل مثل هذه الأساليب للدفع نحو حلول لتقريب المطالب بين إسرائيل وحماس، خاصة عندما تناول المفاوضون قضية الرهائن الحساسة قبل إعلان الهدنة الأولى.

ولم ترد ووزارة الخارجية الأمريكية أو المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة على الأسئلة التفصيلية لهذا التقرير. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يشرف على الموساد التعليق.

وقالت وزارة الخارجية القطرية للصحفيين إن مفاوضات جرت بين حماس وإسرائيل في الدوحة حتى الساعات الأولى من صباح 23 نوفمبر تشرين الثاني، واتفق الجانبان على خطة لتنفيذ اتفاق الهدنة في اليوم التالي. ولم ترد على طلب للتعليق على هذه القصة.

* لسنا "سعاة بريد"

قالت إدارة نتنياهو في بداية المفاوضات إنها لن تقوم بمبادلة الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل بالرهائن المحتجزين في غزة. وقال أشخاص مطلعون على المفاوضات إن سقف مطالب حماس، التي تمكنت في 2011 من إطلاق سراح أكثر من ألف سجين فلسطيني من إسرائيل مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي واحد، كان عاليا.

واتفق الجانبان في نهاية المطاف على نسبة ثلاثة سجناء فلسطينيين مقابل كل رهينة مدني.

وقال المسؤول القطري المنخرط في المفاوضات إن المفتاح هو تعديل ما يقترحه أحد الطرفين حتى يصبح مقبولا لدى الطرف الآخر.

وأضاف قائلا شريطة عدم نشر اسمه "نقول: اسمعوا، دعونا نجري جولة ثانية من المناقشات معكم قبل أن نرسل المقترح".

وتابع "لو قررنا أن نكون مثل سعاة البريد ونسلم الرسائل فقط، أشك في أننا كنا قد أبرمنا هذا الاتفاق".

وقال المصدر المطلع على المفاوضات إنه في 22 نوفمبر تشرين الثاني أجرى المبعوثون القطريون اتصالات هاتفية وتنقلوا ذهابا وإيابا بين الغرف المختلفة.

وساعد المفاوضون القطريون إسرائيل وحماس على الاتفاق على المكان المحدد الذي ستتمركز فيه الدبابات الإسرائيلية في غزة خلال الهدنة. وأضاف أنهم توسطوا بالمثل في اتفاق حول كيفية استجابة القوات الإسرائيلية لطلب حماس إخلاء مستشفيات غزة بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي الذي كانوا يتخذون مواقع به.

وقال إن المفاوضين، الذين يشارك بعضهم في عمليات توسط بين إسرائيل وحماس منذ 2014، كانوا بحاجة أيضا إلى التوصل إلى أمر حاسم: آلية حماية موضوعة لضمان أن أي انتهاك بسيط لوقف إطلاق النار لن يؤدي إلى انهياره.

وأضاف أنهم تمكنوا من إقناع الجانبين بالتوقيع على إجراءات محددة يتعين عليهم اتباعها في حالة وقوع حادث، ومراجعة السيناريوهات التفصيلية مثل إطلاق النار أو تحركات الدبابات.

وقال المصدر إن الآلية تم تفعيلها بعد وقت قصير من دخول الهدنة حيز التنفيذ عندما فتح الجنود الإسرائيليون النار على فلسطينيين كانوا يحاولون الانتقال إلى شمال غزة.

وبعد حوالي خمس ساعات من الاجتماع، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وناقشا تنفيذ الاتفاق، وفقا لقراءة البيت الأبيض للمكالمة.

وبعد انتهاء الجلسة الماراثونية بعد عدة ساعات، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ في غزة الجمعة 24 نوفمبر تشرين الثاني في السابعة صباحا.

* اذهب إلى الوسيط

باعتبارها واحدة من الدول القليلة جدا التي لديها خط اتصال مفتوح مع كل من إسرائيل وحماس، تبوأت قطر الغنية بالغاز دور المفاوض الرئيسي في الحرب التي استمرت أسابيع وبدأت بهجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وإلى جانب الولايات المتحدة، أشادت روسيا أيضا بدور "أصدقائها القطريين".

وأثارت الوساطة القطرية في الوقت نفسه انتقادات في الغرب، إذ يتهم بعض السياسيين الأمريكيين والأوروبيين الدولة الخليجية بدعم حركة حماس التي يعتبرونها منظمة إرهابية.

وكان التناقض صارخا للغاية عندما وصل الشيخ تميم إلى برلين في أكتوبر تشرين الأول في زيارة وصفها مانشيت صحيفة بيلد الألمانية يوم 12 أكتوبر تشرين الأول بأنها "زيارة دولة يجريها أمير الدم".

يقول مسؤولون قطريون إنهم بدأوا استضافة ممثلين لحماس بالدوحة في 2012 بناء على طلب واشنطن، عندما جرى إغلاق المكتب السياسي للحركة في سوريا. ولفتت المصادر القطرية إلى أن إسرائيل تدقق في جميع التحويلات المالية التي تجريها قطر للفلسطينيين في غزة.

وقال مهران كامرافا أستاذ الشؤون الحكومية في جامعة جورجتاون بقطر إن العلاقة الشخصية بين قطر وأبرز القيادات في حماس ربما تكون العامل الأكثر أهمية وراء قدرة قطر على التفاوض بفاعلية في هذا الصراع.

وأضاف "يقولون: انظروا. لقد قدمنا ​​مكتبا ودعما لوجيستيا على حساب سمعتنا... كنا الوحيدين الذين وقفوا معكم عندما كنتم في حاجة إلينا، والآن هو وقت رد الجميل".

ورغم قربهم من مسؤولي حماس، لا يتحدث المفاوضون القطريون مباشرة مع قادة الحركة في غزة وإنما من خلال ممثليها المقيمين في الدوحة. وقال المصدر المطلع على المحادثات إن مسارات الاتصالات انقطعت عدة مرات، بما في ذلك ليومين متتاليين، خلال فترة القتال العنيف التي استمرت لشهر ونصف الشهر قبل هدنة 24 نوفمبر تشرين الثاني، بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو الإغلاق الإسرائيلي.

وعادة ما يلعب الموساد دورا دبلوماسيا في تعاملات إسرائيل مع قطر، لأن البلدين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، وهو وضع قال مصدر غربي في الخليج إنه أدى أيضا إلى إبطاء العملية.

وتعهد نتنياهو بالقضاء على حماس ردا على هجومها في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

وردا على هجوم حماس، قصفت إسرائيل القطاع لسبعة أسابيع وقتلت أكثر من 15 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في القطاع الساحلي.

ومنذ بدء وقف القتال، تم إطلاق سراح حوالي 100 رهينة من غزة، بما في ذلك غير الإسرائيليين. وأطلقت إسرائيل سراح ما لا يقل عن 210 فلسطينيين من سجونها وسمحت لمنظمات الإغاثة بزيادة شحنات المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة.

وفي حديثه لرويترز بعد أيام من بدء وقف إطلاق النار، قال السليطي إن العمل لم ينته بعد.

© Reuters. مبان مدمرة في شمال قطاع غزة كما شوهدت من سديرويت جنوب إسرائيل يوم الخميس. تصوير: ألكسندر إيرموشينكو - رويترز.

وقال الموظف الحكومي الذي شارك في الوساطات بين إسرائيل وحماس منذ 2014 "اعتقدت في البداية أن التوصل إلى اتفاق سيكون الخطوة الأصعب... لكني اكتشفت أن الحفاظ على الاتفاق نفسه يمثل تحديا بنفس القدر".

واستمرت الهدنة أسبوعا كاملا تقريبا. واستؤنف القتال يوم الجمعة بعدما اتهمت إسرائيل حماس بإطلاق صواريخ وانتهاك اتفاق على تحرير كل الرهائن من النساء.

(إعداد مروة غريب ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.