من زكية عبد النبي
مراكش (رويترز) - ترى المخرجة المغربية جيهان البحار أن السينما "ليس لها جنس" بمعنى أنه ليست هناك سينما نسائية أو رجالية وإنما رؤية سينمائية تختلف من شخص لآخر بحسب تكوينه ونظرته للفن بغض النظر عن جنسه.
وقالت لرويترز على هامش عرض فيلمها (على الهامش) في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش "بالنسبة لي ليس هناك سينما للمرأة وأخرى للرجل، هناك سينما موحدة، مع أن الحساسية تختلف ما بين المرأة والرجل، لكن يمكن للرجل أن يخرج نفس الفيلم بنفس وجهة نظر المرأة أو ربما يتناولها بحساسية أكثر منها حسب شخصيته ونفسيته وتكوينه".
وأضافت "تبقى السينما موضوعا شخصيا وذاتيا.. بمعنى أنه إذا كان للرجل إحساس مرهف يمكن أن يعطينا فيلما سينمائيا بإحساس مرهف أكثر من المرأة فالسينما ليس لها جنس".
لكنها تأسفت أن المغرب "لا يتوفر على مخرجات سينمائيات كثيرات".
ويتناول فيلمها الذي عرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش ضمن قسم (بانوراما السينما المغربية) ثلاث قصص حب تعيش شخصياتها على الهامش وتتقاطع مصائرهم بشكل غير متوقع.
كما يتطرق الفيلم إلى بعض القضايا المسكوت عنها مثل زنا المحارم والعنف الممارس تجاه الأطفال في واقع يشله الفقر مما يجعل قصص الحب فيه شبه مستحيلة.
وقالت جيهان عن طرح مثل هذه القضايا على الشاشة "يجب أن نتكلم عنها سواء تعلق الأمر بمخرج أو مخرجة، لأنها مواضيع إنسانية بالدرجة الأولى".
الفيلم الذي من المنتظر عرضه بقاعات السينما المغربية في 2024 يحتوي بعض مشاهد العنف التي عملت المخرجة على تخفيفها بلقطات كوميدية وفواصل فنية لإحداث شيء من التوزان.
وقالت جيهان "تعمدت الفصل بين بعض مشاهد الفيلم عن طريق التصوير أو الرسم لأن الفيلم عنيف وتراجيدي وأردت أن أضفي عليه لمسة شاعرية وسط كل تلك التراجيديا".
لكنها اعتبرت أن "هذا العنف ينطلق من الواقع، فللأسف هناك عنف نفسي متفش في مجتمعنا، ويجب أن نتعامل معه في جميع الظروف بدون عنف مقابل".
وأوضح قائلة "مثلا في المستشفيات العمومية، يتم في بعض الأحيان التعامل مع المرضى الفقراء بنوع من العنف اللفظي أو سوء المعاملة، للأسف نعاني من مثل هذه المشاكل".
وتحدثت أيضا عن العنف الممارس تجاه الأطفال قائلة "للأسف هناك عنف ممارس على الأطفال، إذ نقلل من قيمتهم، ويتم معاقبتهم، سواء في المدرسة أو البيت، ونقول إنهم سيكبرون وينسون، وعندما يكبرون يحملون معاناتهم وتعنيفهم معهم ليصبحوا بدورهم عنيفين، وهكذا يدور المجتمع في دائرة العنف دون أن يتمكن من التخلص منها".
ونال (على الهامش) جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة 14 لمهرجان سوهو للفيلم بنيويورك.
وتحدثت جيهان عن بعض المشكلات التي تواجه صناعة السينما في المغرب عامة قائلة "مشكلة الإنتاج، هذا مشكل كبير، لأننا لا نتوفر على قطاع خاص ممول يمكن أن ينتج أفلاما دون المرور عبر الدعم العمومي".
وأضافت "القطاع لم يتحرر بعد، نبقى مقيدين... الميزانية المرصودة للفيلم غالبا ما تكون غير كافية فحتى لو قمنا بإخراج فيلم في ديكور مغلق ولا يتطلب تكلفة كبيرة، علينا إنجازه بسرعة لأن كلما طال الوقت زادت التكلفة، فنضطر أن يكون وقت التصوير متماشيا مع الميزانية وأحيانا يكون ذلك على حساب الرؤية الفنية".
وتطرقت أيضا إلى مشكلة الكتابة للسينما قائلة "كُتاب السيناريو شبه غائبين، في ظل غياب التكوين في معاهد السينما، لأن هذه الأخيرة وإن وجدت فهي معاهد خاصة تكلفتها باهظة، ليست في متناول الجميع".
واعتبرت أن "إشاعة ثقافة ومهن السينما، وتدريسها في المدارس سواء العادية أو المختصة، هي الحل للنهوض بالسينما المغربية".
(إعداد سامح الخطيب - تحرير دعاء محمد)