من واي بي راجيش و روبام جين و كريشن كوشيك
نيودلهي (رويترز) - بدا أن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الحاكم في الهند في طريقه للفوز في ثلاث من أربع ولايات في انتخابات إقليمية مهمة يوم الأحد، فيما يمثل دفعة كبيرة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي قبل الانتخابات العامة المقررة في غضون ستة أشهر.
فقد صوتت ولايات راجاستان وماديا براديش وتشاتيسجاره الرئيسية وكذلك ولاية تيلانجانا الجنوبية الشهر الماضي في المرحلة الأخيرة من الانتخابات الإقليمية قبل الانتخابات الوطنية المقررة بحلول مايو أيار عندما يسعى مودي للفوز بولاية ثالثة.
وأظهرت بيانات فرز الأصوات الصادرة عن لجنة الانتخابات المستقلة وخمس محطات تلفزيونية إخبارية أن حزب بهاراتيا جاناتا حقق تقدما واضحا في الولايات الثلاث الرئيسية وبدا في طريقه للفوز بها.
وكان أداء حزب بهاراتيا جاناتا أفضل من المتوقع بشكل كبير إذ أشارت التقديرات واستطلاعات الرأي إلى تقارب المنافسة بين حزب مودي وحزب المؤتمر المعارض الرئيسي، مما يشير إلى تزايد شعبية حزب بهاراتيا جاناتا ومودي رغم بقائه في السلطة لمدة عقد.
ورغم فوز المؤتمر في تيلانجانا، وهو ثاني انتصار يحققه في جنوب البلاد هذا العام، فإن نتيجة يوم الأحد تعد انتكاسة للحزب وزعيمه راهول غاندي، إذ أصبح أثرا بعد عين في المنطقة المهمة سياسيا.
وقال جاجات براكاش نادا رئيس حزب بهاراتيا جاناتا لرويترز "قلنا دائما إننا سنفوز بالولايات الرئيسية... النتائج هي ثمرة استراتيجيتنا السياسية الأفضل وعملنا على الأرض".
وأطلق أعضاء بهاراتيا جاناتا وأنصاره الألعاب النارية ووزعوا الحلوى ورقصوا في الشوارع على إيقاع الطبول بالولايات الثلاث.
وقال وزير الطيران الاتحادي جوتراديتيا سينديا المنتمي إلى ولاية ماديا براديش "إنه انتصار كاسح لحزب بهاراتيا جاناتا في ثلاث ولايات، وهذا التفويض يبرهن على ثقة الناخبين في مودي".
ولا يزال مودي يتمتع بشعبية كبيرة بعد عشر سنوات قضاها في السلطة وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيفوز مجددا العام المقبل. ومع ذلك، تشكل تحالف معارضة مكون من 28 حزبا بقيادة حزب المؤتمر للوقوف ضد بهاراتيا جاناتا مما يمثل تحديا جديدا.
* المؤتمر محبط
كما تعرض بهاراتيا جاناتا لانتكاسة عندما خسر ولاية كارناتاكا الكبيرة في جنوب البلاد لصالح حزب المؤتمر في وقت سابق من هذا العام حيث عمل غاندي بقوة لإحياء الحزب منذ هزيمته في الانتخابات العامة عام 2019، وشارك في مسيرة استمرت 135 يوما في جميع أنحاء البلاد وشارك فيها أكثر من 4000 شخص.
كما ساهم في تشكيل تحالف المعارضة المسمى التحالف الوطني التنموي الوطني الهندي أو إنديا بعد الفوز في ولاية كارناتاكا واستبعاده مؤقتا من البرلمان بعد إدانته في قضية تشهير.
لكن التحالف لم يكن ممثلا في الانتخابات بالولاية وكان التنافس مباشرة بين حزبي بهاراتيا جاناتا والمؤتمر.
وقالت سوبريا شيناتي المتحدثة باسم حزب المؤتمر لرويترز "المؤتمر أبلى بلاء حسنا للغاية في تيلانجانا.. نعم، من المخيب للآمال أن نشهد خسائر في ثلاث ولايات، لكننا ما زلنا المعارضة ذات الحضور القوي".
وتضم الولايات الأربع أكثر من 160 مليون ناخب ولها 82 مقعدا في البرلمان المؤلف من 543 عضوا.
وجاب مودي وقادة حزب المؤتمر بقيادة راهول غاندي الولايات وتحدثوا في تجمعات انتخابية ووعدوا بمدفوعات نقدية وإعفاءات من القروض الزراعية وتقديم إعانات وتغطية تأمينية وحوافز أخرى لجذب الناخبين.
ويقول سياسيون ومحللون إن انتخابات الولايات لا تؤثر دائما على نتائج الانتخابات العامة أو تشير بدقة إلى آراء الناخبين على المستوى الوطني.
وفي السابق، كانت نتائج الجولة الأخيرة من انتخابات الولايات قبل الانتخابات الوطنية خادعة.
مع ذلك، من المتوقع أن تؤدي نتيجة يوم الأحد إلى تحسين معنويات السوق.
وقال جورمي تشادا الشريك الإداري في شركة كومبليت سيركل لإدارة الأصول "ربما كانت الأسواق تستشعر النتائج المحتملة في ضوء المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي، لكن هامش الفوز سيكون مفاجأة".
وأضاف أن الأسواق ستحقق مكاسب يوم الاثنين بفضل النتائج، مضيفا أنها قد تشهد "تحركا كبيرا".
كما أُجريت انتخابات في ولاية ميزورام الصغيرة بشمال شرق البلاد الشهر الماضي، ومن المقرر فرز الأصوات في الولاية يوم الاثنين.
(إعداد الشيماء سعد للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)