من علي صوافطة
قراوة بني حسان (الضفة الغربية) (رويترز) - قال سكان بلدة بالضفة الغربية لقي فيها رجل حتفه جراء هجوم مستوطنين إسرائيليين يوم الأحد إن العنف صار أكثر جرأة منذ بدء الحرب على غزة وإن القوات تقف موقف المتفرج وتسمح بتنفيذ المداهمات.
وتأتي التعليقات غداة إعلان سكان أن مستوطنين هاجموا قريتين فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة وأحرقوا سيارات واشتبكوا مع مواطنين هبوا لمواجهتهم.
وقال مصطفى محمد أحد سكان بلدة قراوة بني حسان حيث قُتل رجل عمره 38 عاما رميا بالرصاص "حاصروا البيوت حرقوا السيارات... والجندي واقف من فوق ما قله ابعد".
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود وصلوا إلى موقع الحادث واستخدموا وسائل تفريق الشغب والرصاص الحي لفض الاشتباك بين السكان والمستوطنين.
وذكر الجيش أن الفلسطينيين ردوا بإطلاق الشماريخ، مضيفا أن إسرائيليا وأربعة فلسطينيين أصيبوا في المواجهة. وتابع أن الحادث محل تحقيق وأُحيل إلى الشرطة.
وأكدت خدمة الإسعاف الفلسطينية مقتل الرجل، واسمه أحمد عاصي، وقالت إن جنازته أُقيمت يوم الأحد.
وقال جمال مرعي، وهو ساكن آخر بقراوة بني حسان، إن حادث يوم السبت وقع بسبب نزاع بدأ حينما طرد فلسطينيون مستوطنا إسرائيليا اصطحب غنمه إلى بساتين الزيتون الفلسطينية حيث أتلفت الغنم أشجارا.
وتابع جمال مرعي "بعد ما طردوه جايب معهم عشرين مستوطنا وهجموا على البيوت يضربوا حجار ويطخوا وبلش يحرق في السيارات حرقوا هاي السيارة وبقله ليش بتحرق في السيارة المستوطن بحرق فيها والجندي في حده".
وفي حادث آخر قال وجيه قط رئيس مجلس قرية ماداما بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية إن مجموعة تضم 15 مستوطنا أحرقوا سيارة وحطموا نوافذ منزل بالحجارة.
ولم يصدر تعليق على الحادث على الفور من الجيش الإسرائيلي.
* حظر التأشيرات
الهجمات هي الأحدث ضمن سلسلة هجمات مماثلة شملت مستوطنين مما أثار إدانة زعماء عالميين بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي من المقرر أن تفرض إدارته حظرا على منح تأشيرات للمستوطنين المتطرفين.
وقال مصطفى محمد خلال حضوره مراسم الجنازة "العنف بيزيد. كان زمان يجي الجيش تحكي معه يطرك ويطره"، مضيفا أن الجندي لم يتدخل حينما رأى مستوطنين يطلقون النار.
وتابع "المرة هاي الجيش واقف معاه ولا مكترث ولا لاشي بصير يعني يقتل واحد عادي شاف المستوطن اثنين ثلاث معهم سلاح عادي بهمش أما تكون أنت واقف بعد 300 متر بطب فيك".
وأضاف "المستوطنون معاهم سلاح أكثر وهم بطخوا والجيش بكون حدهم وما بقلهم ابعدوا الي شي أنت بتكون بعدين 200.. 300 متر بطخ عليك عادي".
وتصر السلطات الإسرائيلية على أنها لن تتسامح مع استخدام المدنيين الإسرائيليين القوة بلا تصريح ضد الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين وجماعات حقوق إنسان تتهم وحدات الجيش منذ وقت طويل باتخاذ موقف المتفرج في ظل حدوث العنف.
وتشهد الضفة الغربية ارتفاعا في حوادث العنف خلال الأشهر الأخيرة إذ تستمر رقعة المستوطنات الإسرائيلية في الاتساع فيما توقفت جهود السلام بقيادة الولايات المتحدة منذ نحو عقد.
وتصاعد العنف، الذي وصل ذروته منذ أكثر من 15 عاما هذا العام، بشكل أكبر بعدما توغلت إسرائيل في قطاع غزة المنفصل ردا على هجوم مميت نفذه مسلحو حركة حماس الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت منظمة ييش دين (يوجد قانون)، وهي منظمة إسرائيلية من المتطوعين في مجال حقوق الإنسان في الضفة الغربية، التي تتابع عنف المستوطنين إنه وقع 225 حادث عنف قام به مستوطنون في 93 تجمعا سكنيا فلسطينيا منذ بداية الحرب.
وقبل حادث يوم السبت، قالت المنظمة إن تسعة فلسطينيين على الأقل لقوا حتفهم في تلك الهجمات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
(تغطية صحفية علي صوافطة - إعداد نهلة إبراهيم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)