من ألكسندر كورنويل
دبي (رويترز) - شارك أكثر من 100 ناشط في مدينة إكسبو دبي، التي يُقام فيها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28)، في احتجاج يوم الأحد للدعوة إلى وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
ومن غير المعتاد رؤية احتجاجات في الإمارات التي تُقيد فيها حرية التعبير.
ولا تتسامح الإمارات على نحو يُذكر مع أشكال المعارضة وتحظر تشكيل جماعات منظمة مثل الأحزاب السياسية والنقابات العمالية، لكن بصفتها مستضيفة قمة المناخ السنوية التابعة للأمم المتحدة، تسمح بإقامة احتجاجات في قمة (كوب28) نفسها.
هتف المحتجون "فلسطين حرة" ورفعوا لافتات مكتوب عليها "وقف إطلاق النار" و"إنهاء الاستعمار المناخي".
وقال طارق لظن الأمريكي من أصل فلسطيني لرويترز "نسعى إلى إنهاء الحصار وإنهاء الاحتلال"، وذلك بعد مشاركته في احتجاج سابق أصغر نطاقا يدعو إلى وقف إطلاق النار.
وذكر جاكوب موريس جونز، الناشط من السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، أن الأصوات الفلسطينية تواجه التكميم وتحتاج إلى أن يتضامن العالم معها.
وقالت ليرون زاسلاناكي القنصل الإسرائيلي العام إن بلادها تقاتل للدفاع عن نفسها وتبذل قصارى جهدها لتجنب إيذاء المدنيين.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجزت نحو 240 رهينة حينما هاجمت جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 15 ألف فلسطيني قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي والاجتياح البري اللذين أعقبا الهجوم.
ولم تُقم مظاهرات حتى الآن خارج موقع انعقاد (كوب28) على خلاف قمم مناخية سابقة مثل (كوب26) في جلاسكو حيث أقام آلاف النشطاء في مجال المناخ مسيرات في الشوارع.
وحتى داخل أروقة (كوب28)، قال نشطاء المناخ إنهم يحاولون استخدام الفكاهة للفت انتباه الوفود في ظل سعيهم إلى الابتعاد عن تقييد حرية التعبير التي تفرضها الإمارات على الرغم من بقائهم داخل المجمع الذي تنعقد فيه القمة.
وارتدت الناشطة الأمريكية أليس ماكجاون يوم الأحد زيا يشبه بقرة البحر وحملت لافتة مكتوب عليها "لا مزيد من الوقود الأحفوري" للاحتجاج على التوسع المزمع لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في عمليات الغاز البحرية في منطقة بحرية محمية وتعيش فيها بقرة البحر، وهي نوع من الثدييات البحرية.
وعبّر بعض النشطاء في (كوب28) عن قلقهم إزاء المراقبة التي تفرضها الإمارات.
وقالت ليندينيدا ناكبيل الناشطة الفلبينية "هذه مساحة سياسية شديدة التقييد"، وذكرت أنها تعين عليها تجنب خرق قواعد الأمم المتحدة الصارمة للمساعدة في تنظيم مسيرة فلسطينية أكبر يوم الأحد.
وذكر آخرون في المسيرة أنه "لا يمكن وجود عدالة مناخية من دون حقوق الإنسان"، لكنهم توخوا الحذر ولم ينتقدوا إسرائيل بالاسم التزاما بتوجيهات الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم (كوب28) إن الإمارات تكفل حق الاحتجاج بما يتواءم مع الاتفاقات الدولية. ولم ترد السلطات الإماراتية بعد على طلب للتعليق على الاحتجاجات.
وتهيمن الحرب في غزة على (كوب28)، إذ انتقد عدة زعماء عالميين يوم الجمعة القصف الإسرائيلي.
ومع تركيز مساحات العرض الخاصة بالدول على القضايا المتعلقة بالمناخ، فإن الخيمة الإسرائيلية هذا العام عرضت كتابا يحوي صورا للرهائن الذين تحتجزهم حماس.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)