من سليمان الخالدي
عمّان (رويترز) - قال العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الثلاثاء إن على العالم أن يندد بأي محاولة من جانب إسرائيل لتهيئة الظروف التي من شأنها تهجير الفلسطينيين قسرا داخل قطاع غزة الذي دمرته الحرب أو خارج حدوده.
وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية بعد اجتماعه مع الرئيس القبرصي في عمان، دعا الملك عبد الله مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار وحذر من "خطورة تدهور الأوضاع" جراء حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة.
وركزت المحادثات مع الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس على ضرورة زيادة جهود توصيل المساعدات والإغاثة الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في غزة.
ويضغط الملك عبد الله على زعماء غربيين لممارسة الضغوط على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات بلا عوائق وفتح المعابر التي تسيطر عليها لإدخال كم كاف من المساعدات المطلوبة.
ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة وعاملون بمجال المساعدات الإنسانية إن إسرائيل تسيطر الآن على حجم وطبيعة المساعدات التي تدخل لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون تحت الحصار.
ويقول مسؤولو وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه لا يدخل إلا القدر القليل فقط من المساعدات التي يحتاج إليها القطاع من خلال معبر رفح المشترك مع مصر التي تقول منظمات غير حكومية ومسؤولون إنها بوسعها فقط تقديم كسور من الاحتياجات.
وبدأت إسرائيل حملة للرد على شن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات إسرائيلية. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 240 رهينة.
وتظهر بيانات وزارة الصحة الفلسطينية أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل ما يربو على 16 ألف فلسطيني ونزوح 80 بالمئة من السكان من منازلهم.
وذكر مسؤولون أن الملك عبد الله أبلغ كريستودوليدس بأنه ستكون هناك عواقب خطيرة لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين تهجيرا جماعيا من أرضهم في ظل احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.
ويخشى مسؤولون أيضا من اتساع دائرة الصراع في الضفة الغربية المتاخمة للأردن في ظل تزايد هجمات مستوطنين على مدنيين فلسطينيين، ومصادرة الأراضي، ومداهمات الجيش الإسرائيلي.
وقد يهيئ ذلك ظروفا من شأنها تشجيع إسرائيل على تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسرا عبر نهر الأردن.
ويقول مسؤولون إن التهجير القسري للفلسطينيين ربما يرقى إلى إعلان الحرب ويدفع الأردن إلى تعليق معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل.
ونددت عمّان يوم الثلاثاء بتحرك إسرائيل لبناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية العربية.
وقال سفيان القضاة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية "الممارسات الأحادية التي تقوم بها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من بناء للمستوطنات وتوسيعها، ومصادرة أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم، هي ممارسات لا شرعية ولا قانونية ومرفوضة ومدانة، وتمثل جرائم حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، وتقويضا لأسس السلام وجهود حل الصراع".
(تغطية صحفية سليمان الخالدي - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)