💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رجل من غزة يقول الحرب هذه المرة أسوأ من كل الحروب السابقة

تم النشر 07/12/2023, 18:23
محدث 07/12/2023, 18:24
© Reuters. طفل فلسطيني يحاول مع فلسطيينيين آخرين الحصول على نصيبهم من الطعام الذي يوفره لهم متطوعون في رفح بقطاع غزة في الثاني من دبيسمبر كانون الأول 20
USD/ILS
-
DX
-
EGX30
-

من سامية نخول

(رويترز) - الجوع يدفع الناس إلى اقتحام مستودعات الأمم المتحدة لأخذ كل ما يمكنهم العثور عليه، وصوت الضربات الجوية يصيب الأطفال بالذعر، والعائلات تستخدم مياه البحر للاغتسال، والرجال يقطعون الأشجار في المقابر لاستخدامها وقودا لتحضير الخبز.

وفي الصباح، خلال الأيام التي تعمل فيها الهواتف، يتصل الناس بالأقارب والأصدقاء ليتأكدوا مما إذا كانوا قد نجوا في ليلة أخرى من الحرب المستمرة منذ شهرين في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال إبراهيم، وهو كاتب يبلغ من العمر 50 عاما رفض ذكر اسمه كاملا كي لا يلفت الأنظار له، إن إراقة الدماء يوميا والمشاهد المروعة في المستشفيات والمصاعب التي يواجهها النازحون الذين ينامون في العراء أو في خيام، ما هي إلا أبرز الملامح لكارثة إنسانية يشعر بها الجميع في غزة.

وأضاف في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف "أكثر من مرة صار غضب من النازحين وأحيانا اقتحموا مخازن الأونروا لأن الجوع لا يقل عن الحرب".

وأردف "هذا الشيء مش ظاهر للعالم، ظاهر الأشلاء والدماء والقصف، لكن فيه أزمة تخلي الناس تصاب بغضب شديد".

وتحدث إبراهيم غداة وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأوضاع في غزة بأنها "رهيبة".

وإبراهيم، وهو أب لخمسة أطفال، من بين مئات آلاف الأشخاص الذين نزحوا مع عائلاتهم من منازلهم في شمال غزة للاحتماء في جنوب القطاع الذي أصبح أيضا مسرحا لقتال محتدم بين إسرائيل وحماس.

وقال إبراهيم "الضغط مش بس ضغط القصف".

ومنذ انتهاء الهدنة في الأول من ديسمبر كانون الأول، انخفض تدفق شاحنات المساعدات من مصر إلى غزة إلى حد الوصول إلى جنوب القطاع فقط.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الخميس بأن رفح على الحدود مع مصر كانت على مدى أربعة أيام متتالية المحافظة الوحيدة في غزة التي وُزعت فيها مساعدات محدودة.

وهذا يعني خلو الرفوف في المتاجر وأسعارا فلكية للسلع القليلة المتوفرة وعودة إلى نظام المقايضة.

* مقابر

أوضح إبراهيم أنهم يحرقون الخشب لطهي خبز لأطفالهم، مشيرا إلى أن الطعام محدود للغاية.

وقال إن السلع الأساسية غير موجودة، فليس هناك حليب للأطفال، مضيفا أن الناس يشترون ما يجدون في السوق وأن سعر كيس الطحين (الدقيق) قفز من 40 شيقل (10.8 دولار) قبل الحرب إلى 500 شيقل الآن.

ومضى إبراهيم يقول إن بعض السلع المعلبة ظهرت في المتاجر أثناء الهدنة بعد نقلها بشاحنات لكنها نفدت الآن.

وأضاف "يعني لو حدا مقتدر معاه مصاري بده (يريد) يدعم مركز إيواء، مثلا بده يعمل أكل يوميا للنازحين، ما في رز، ممكن يتوفر لحوم لأن فيه مزارع بس ما في رز... حتى ممكن يتوفر المال لهذه المؤسسات لكن ما تتوفر السلع".

وفي الليل يوقظ القصف، الذي يصفه إبراهيم بأنه يشبه انفجار بركان، الجميع. وتشمل الواجبات الصباحية الاتصال بالناس لمعرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة وقطع الأشجار لاستخدامها كخشب لإشعال نار لطهي الطعام.

ومضى يقول "باضطر أنا الصبح أعمل حطاب، أحطب (احتطب) بعض الأغصان علشان نولع (كي نشعل) بيهم نار، حتى الميه والطبيخ بيشتغلوا على النار... المقابر على سبيل المثال دائما فيها شجر، الناس اللى قاعدة... الحي أبقى من الميت على رأي المصريين... دخلوا على الشجر الضخم هذا وراحوا نشروه (قطعوه)، حطبوه (احتطبوا منه)، أصبحت المقابر... حتى الأموات تأثروا بالأزمة".

ومن من أساسيات الحياة اليومية للأسرة أيضا نقل ماء البحر مرة واحدة تقريبا في الأسبوع لأغراض الاغتسال.

وأوضح قائلا "الماء المالح غير الصالح للشرب تيجي في الأسبوع مرة هاي للغسيل والاستحمام. هاي مش رفاهية لما بتيجي مرة في الأسبوع بنخزن ونستخدمها بمحدودية عالية يعني".

وقال إبراهيم إن من زار غزة ويعرف معالمها لن يتعرف عليها الآن لأنها تبدو وكأنها تعرضت لزلزال شديد.

ومضى يقول "غزة اللي بيعرفها وزارها وبيرجعلها بيعرف انها (تعرضت) لهزة أرضية كأنها 8 ريختر".

وقال إنه عاش الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في غزة عام 1987، والثانية التي بدأت عام 2000، بالإضافة إلى سلسلة حروب بين إسرائيل وحماس، لكن ما يشهده الآن غير مسبوق.

وأضاف أنه عاصر حروبا في غزة "وعشت الانتفاضة الأولى والثانية، كان فيه منع تجول في الانتفاضة الأولى، بس كانت الناس في بيوتها يعني

© Reuters. طفل فلسطيني يحاول مع فلسطيينيين آخرين الحصول على نصيبهم من الطعام الذي يوفره لهم متطوعون في رفح بقطاع غزة في الثاني من دبيسمبر كانون الأول 2023 وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس . تصوير : إبراهيم أبو مصطفى - رويترز .

تصير عند الناس نقص ميه أو هيك... بس هلأ (الآن) اتجمع النزوح والقتل وتركوا أبناءهم تحت الأنقاض والجوع والحصار ونقص المواد وكله مرة واحدة، عمليا (هذا) جمع كل الظروف السيئة".

(الدولار = 3.7006 شيقل)

(إعداد نهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.