(لتعديل العنوان)
من جابرييل تيترو فاربر
جنيف (رويترز) - أشارت إسرائيل والأمم المتحدة يوم الخميس إلى أن معبر كرم أبو سالم في إسرائيل ربما يُفتح قريبا للسماح بدخول مزيد من الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث تسببت الحرب الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين في حدوث نقص حاد للاحتياجات الأساسية بين سكانه.
ففي إسرائيل، قال الكولونيل إيلاد جورين للصحفيين "سنفتح معبر كرم أبو سالم للتفتيش فحسب. سيحدث ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة". وجورين هو رئيس وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تنسق مع الفلسطينيين الشؤون المدنية.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن إسرائيل وافقت، بناء على طلب الولايات المتحدة، على فتح معبر كرم أبو سالم لتفتيش وفحص المساعدات. وتتفاوض واشنطن مع الإسرائيليين حول هذه المسألة منذ أسابيع.
وفي جنيف، قال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ للصحفيين إن المفاوضات جارية. وتابع "هناك مؤشرات تبشر الآن بإمكانية فتحه قريبا".
وذكر جريفيث أن هذا، في حالة حدوثه، سيمثل دفعة كبيرة للعمليات الإنسانية الساعية لتعزيز إمكانية الوصول إلى القطاع المكتظ بالسكان الذي تعرض للدمار على نطاق واسع بسبب القصف الإسرائيلي في الحرب المستمرة منذ شهرين.
ومضى يقول إن احتمال فتح معبر كرم أبو سالم "سيكون أول معجزة نشهدها منذ بضعة أسابيع، لكنها ستكون أيضا دفعة كبيرة للعملية اللوجستية والقاعدة اللوجستية للعملية الإنسانية".
وتابع أن الطرفين المتحاربين أكثر استعدادا لفتح المعبر "ليس دفعة واحدة على الأرجح، لكن بالتأكيد تدريجيا".
وتدخل المساعدات المسموح بها حاليا إلى غزة عبر معبر رفح على الحدود المصرية الذي تم تصميمه لعبور المشاة وليس الشاحنات.
وكان معبر كرم أبو سالم يستخدم لنقل أكثر من 60 بالمئة من حمولات الشاحنات المتجهة إلى غزة قبل هذا الصراع. ويقع المعبر على الحدود الجنوبية لغزة مع إسرائيل ومصر. وقال جريفيث إن إسرائيل ومصر أصبحتا أكثر استعدادا لتقبل فكرة إحياء طريق كرم أبو سالم.
* محادثات
ذكر جورين أن فريقا من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق يجري مباحثات مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومصر حول كيفية زيادة حجم المساعدات الإنسانية. وقال إن إسرائيل تود أن يزيد المجتمع الدولي من قدراته.
وأضاف جورين "لن نكون المشكلة. سنكيّف أنفسنا مع جميع الاحتياجات. الاحتياجات عائدة إلى الأمم المتحدة. إذا أخبرونا بأن ثمة حاجة إلى 200 شاحنة ولديهم القدرة على استقبالها، فلا مشكلة".
وهناك موافقات مبدئية من جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، لتسريع إيصال المساعدات من خلال فتح معبر كرم أبو سالم بالإضافة إلى معبر رفح، بحسب مصدرين أمنيين مصريين.
وقال المصدران إنه يجري اتخاذ الترتيبات النهائية لفتح المعبر بنظام تفتيش سريع تشارك فيه الأمم المتحدة.
وأجبرت الهجمات الإسرائيلية على غزة بعد هدنة قصيرة الأمد الآلاف على الفرار إلى جنوب القطاع، مما أثار مخاوف بين منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية من احتمال انتشار الأمراض نتيجة الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه النظيفة.
وعبر جريفيث عن أسفه للحالة المحفوفة بالمخاطر لجهود الإغاثة، قائلا "ليس لدينا عملية إنسانية في جنوب غزة يمكن تسميتها بهذا الاسم بعد الآن".
وأضاف أن "وتيرة الهجوم العسكري في جنوب غزة هي تكرار للهجوم في شمال غزة"، في إشارة إلى الجزء من القطاع الذي انقطعت عنه إلى حد كبير المساعدات الإنسانية.
ووصف جريفيث عملية المساعدات في غزة بأنها في أحسن الأحوال "إنسانية تتحين الفرص" لأن العاملين في المجال الإنساني ينتهزون الفرص من أجل توصيل الإمدادات الأساسية إلى أشخاص في أمس الحاجة إليها.
وقال جريفيث عن عملية المساعدات إنها "غير منتظمة. ولا يمكن الاعتماد عليها. وبصراحة، لا تستطيع الصمود".
(تغطية صحفية أحمد محمد حسن من القاهرة وحميرة باموق من واشنطن وهوارد جولر من القدس - إعداد الشيماء سعد ومحمد حرفوش ومحمد أيسم ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة وأيمن سعد مسلم)