من نضال المغربي
القاهرة (رويترز) - ندد مسؤولون فلسطينيون وعرب ومسلمون بإسرائيل يوم الجمعة بعد ظهور صور على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال فلسطينيين معتقلين وهم مجردون من أغلب ملابسهم.
واتهم عزت الرشق القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) القوات الإسرائيلية بارتكاب "جريمة نكراء بحق مدنيين أبرياء عزل".
ودعا الرشق، وهو مقيم في المنفى، منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التدخل لكشف ما حدث للرجال والمساعدة في إطلاق سراحهم.
وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء الصور وقالت إن كل المحتجزين والمعتقلين يجب أن يعاملوا بطريقة إنسانية وبكرامة وفقا للقانون الإنساني الدولي.
وانتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي تدعم بلاده حركة حماس إسرائيل أيضا، متهما إياها "بالوحشية في معاملة الأسرى والمواطنين الأبرياء".
وعرض التلفزيون الإسرائيلي لقطات يوم الخميس تأكدت رويترز من صحتها لمقاتلين من حماس بعد القبض عليهم وتجريدهم من أغلب ملابسهم، ناكسي الرؤوس جالسين في أحد شوارع مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي في إفادة صحفية روتينية ردا على سؤال حول الصور "نتحدث عن أفراد تم القبض عليهم في جباليا والشجاعية (في مدينة غزة)، معاقل حماس ومراكز ثقلها".
وأضاف "نتحدث عن رجال في سن الخدمة العسكرية تم اكتشافهم في مناطق كان من المفترض أن يخليها المدنيون قبل أسابيع".
وأمر الجيش الإسرائيلي المدنيين بمغادرة المناطق في قطاع غزة ينفذ فيها عمليات بعد شن حملته العسكرية للقضاء على حماس في القطاع في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأظهرت إحدى الصور أكثر من 20 رجلا راكعين على الرصيف أو في الشارع، بينما كان الجنود الإسرائيليون ينظرون إليهم، وعشرات الأحذية والصنادل متروكة في الطريق. وكان عدد مماثل من الرجال، شبه عراة أيضا، يتكدسون في الجزء الخلفي من شاحنة قريبة.
وقال بعض الفلسطينيين إنهم تعرفوا على أقارب في الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونفوا أن تكون لهم أي صلات بحماس أو أي جماعة أخرى. وقالوا إن بعضهم فتيان أو شبان.
وقال الرشق إن الرجال ألقي القبض عليهم في مدرسة في غزة كانت تستخدم كملجأ من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أسابيع وأدى إلى نزوح كثيرين من السكان.
وقال أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني في مؤتمر صحفي قبل اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن أطباء وصحفيين كانوا من بين الرجال الذين تم أسرهم وإذلالهم.
* مناشدة لجماعات حقوق الإنسان
شدد الرشق على أن حماس تحمل القوات الإسرائيلية المسؤولية عن أرواح وسلامة المعتقلين.
وقال الرشق "ندعو كل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل الفوري لفضح هذه الجريمة النكراء بحق مدنيين أبرياء عزل نازحين في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء بسبب العدوان والمجازر الصهيونية، والضغط بكل الوسائل للإفراج عنهم".
وقالت محطة العربي الجديد ومقرها لندن إن أحد المعتقلين هو مراسلها ضياء الكحلوت وحثت المجتمع الدولي وجماعات حقوق الإنسان على إدانة اعتقال الصحفيين. كما دعت لجنة حماية الصحفيين إلى إطلاق سراحه.
وتعرف بعض الفلسطينيين على المكان الذي اعتقل فيه الرجال على أنه بلدة بيت لاهيا شمال شرق القطاع وهي منطقة أمرت إسرائيل المدنيين بمغادرتها وتحاصرها الدبابات الإسرائيلية منذ أسابيع. وأكدت رويترز أن الموقع هو بيت لاهيا.
وقال هاني المدهون وهو أمريكي من أصل فلسطيني مقيم في ولاية فرجينيا إنه رأى أقارب له في إحدى الصور، ومن بينهم واحد من ذويه يبلغ من العمر 12 عاما، وإنه ليست لهم أي صلة بحماس أو فصائل الأخرى.
وقال المدهون لرويترز في وقت لاحق يوم الجمعة إن القوات الإسرائيلية أطلقت سراح 12 من أقاربه وأصهاره بعد اعتقالهم واستجوابهم لمدة 12 ساعة في موقع داخل بلدة بيت لاهيا. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس أيضا أن إسرائيل أفرجت عن بعض ممن اعتقلتهم لكن لم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين.
وقالت جيسيكا موسان مستشارة العلاقات الإعلامية باللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط في بيان "نشدد بقوة على أهمية معاملة جميع المحتجزين بإنسانية وكرامة وفقا للقانون الإنساني الدولي".
وقال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية في لندن على منصة إكس إن الصور أعادت إلى الأذهان "بعضا من أحلك الفترات في تاريخ الإنسانية".
(إعداد سلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وأيمن سعد مسلم)