من كارولوس جروهمان
برلين (رويترز) - قالت اللجنة الأولمبية الدولية ايوم الجمعة إن رياضيي روسيا وروسيا البيضاء المتأهلين في ألعابهم إلى أولمبياد باريس 2024 يمكنهم المشاركة في أولمبياد العام المقبل كمحايدين دون أعلام أو شعارات أو أناشيد وطنية.
وتم حظر مشاركة الرياضيين في البداية من المنافسة الدولية عقب غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي.
وفي مارس آذار الماضي، أوصت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الرياضية الدولية بالسماح لرياضيي البلدين بالعودة للمنافسات.
ومن غير المرجح أن تفتح ألعاب القوى، أكبر رياضة في الأولمبياد، الباب لعودة رياضيي البلدين للمنافسات، وذلك بعد حظرهم منذ بدء الغزو والتمسك بذلك حتى اليوم.
وأدان دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني ما وصفه بقرار اللجنة الأولمبية الولية "المخزي" بينما وصف وزير الرياضة الروسي أوليج ماتيتسين الشروط التي وضعتها اللجنة الأولمبية الدولية لمشاركة الرياضيين الروس في الأولمبياد بأنها "تمييزية".
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان "قرر المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أن الرياضيين المحايدين الأفراد الذين تأهلوا عبر نظم التأهل للاتحادات الدولية سيتمكنون من المنافسة في أولمبياد باريس 2024 بموجب الشروط الموضحة أدناه.
"الرياضيون المحايدون الأفراد هم الرياضيون الذين يحملون جواز سفر روسيا أو روسيا البيضاء".
وسيتمكن الرياضيون المحايدون من البلدين من المشاركة في الرياضات الفردية ولن تسمح السلطات لفرق من البلدين بالمنافسة في باريس.
وقالت اللجنة إن الرياضيين الداعمين للحرب في أوكرانيا لن يتمكنوا من المشاركة في الأولمبياد وإن المنظمين لن يوجهوا الدعوة لأي من مسؤولي البلدين ولن يحصلوا على الاعتمادات اللازمة لحضور المنافسات.
لكن اللجنة، التي أوقفت اللجنة الروسية في أكتوبر تشرين الأول لاعترافها بمنظمات إقليمية من أربع مناطق ضمتها من أوكرانيا، أضافت أن الرياضيين لا ينبغي معاقبتهم على أفعال ارتكبتها حكومتهم.
وقالت اللجنة "حماية حقوق الرياضيين الأفراد في المشاركة في البطولات رغم إيقاف لجنتهم الوطنية الأولمبية ممارسة مترسخة، احتراما لحقوق الإنسان".
وفي الوقت الذي علمت فيه اللجنة المنظمة للأولمبياد بقرار اللجنة الأولمبية الدولية الذي أثار ردود فعل غاضبة من أوكرانيا وروسيا.
وقال كوليبا وزير الخارجية الأوكراني عبر حسابه على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "لقد منحت اللجنة الأولمبية الدولية الضوء الأخضر لروسيا لتسليح الأولمبياد.
"لأن الكرملين سيستخدم كل رياضي من روسيا وروسيا البيضاء كسلاح في حربه الدعائية. أحث جميع الشركاء على الإدانة بقوة لهذا القرار المخزي بشدة والذي يقوض المبادئ الأولمبية".
وقال وزير الرياضة الأوكراني ماتفي بيدني إن تحديد مشاركة بلاده في أولمبياد باريس 2024 سيتم بعد محادثات مع القيادة السياسية والرياضية.
وقال بيدني عبر حسابه على تليجرام "القرار غير المسؤول الذي اتخذه المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية يجعل رياضيو روسيا وروسيا البيضاء يختبون خلف الحياد المزيف.
"أوضحنا إلى شركائنا الدوليين واللجنة الأولمبية أن الرياضيين الروس لديهم نفس جوازات السفر التي يحملها المحتلون الذين يقتلون الأوكرانيين. هذا يعني أنهم يتحملون المسؤولية عن مقتل الأوكرانيين. في زمن الحرب لا يمكنهم الاختباء خلف راية 'الحياد'.
"فيما يتعلق بمشاركة أوكرانيا في الألعاب الأولمبية 2024 للأصحاب وذوي الاحتياجات الخاصة سنتخذ القرار في وقت لاحق عقب التشاور مع المجتمع الرياضي الأوكراني والقيادة السياسية العليا في البلاد".
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الرياضة أوليج ماتيتسين قوله "المشاركة في الأولمبياد هي حل أي رياضي لكن الشروط تمييزية وتتعارض مع مبادئ الرياضة. ومن خلال القيام بذلك فأنهم يضرون الألعاب الأولمبية نفسها وليس الرياضة الروسية. هذا النهج غير مقبول على الإطلاق".
وقال منظمو أولمبياد باريس 2024 إنهم "أحيطوا علما" بقرار اللجنة الأولمبية الدولية، وقالوا في بيان إن "التأهل للأولمبياد باريس 2024.. يقع تحت مسؤولية اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية".
وجاء في البيان الذي أعرب عن 'التضامن' مع أوكرانيا أن "مسؤولية باريس 2024 هي استضافة الرياضيين الذين تأهلوا للأولمبياد في أفضل الظروف الممكنة بصرف النظر عن جنسياتهم.
"مع تبقي أقل من ثمانية شهور على انطلاق الأولمبياد يظل هذا هو هدفنا الأساسي".
وتعارض أوكرانيا السماح للرياضيين الروس بالمشاركة في أولمبياد باريس حتى كمحايدين.
وتأهل ثمانية رياضيين روس وثلاثة يحملون جواز سفر روسيا البيضاء ضمن 4600 رياضي حسموا مقاعدهم في أولمبياد باريس حتى الآن.
وتأهل أكثر من 60 أوكرانيا للأولمبياد التي يشارك فيها نحو 11000 رياضي.
* ألعاب القوى تتمسك بالحظر
كان الاتحاد الدولي لألعاب القوى قد أوقف الاتحاد الروسي للعبة على خلفية نظام المنشطات المدعوم من الدولة، لكنه سمح لعدد من الرياضيين الروس بالمنافسة كمحايدين إذا اثبتوا عدم تورطهم في الفضيحة.
لكن الاتحاد الدولي أغلق باب المشاركة بالكامل أمام رياضيي روسيا وروسيا البيضاء على خلفية غزو أوكرانيا، في قرار دعمه مجلس الاتحاد في اجتماع هذا العام.
وفي رد على قرار اللجنة الأولمبية الدولية يوم الجمعة قال الاتحاد الدولي للقوى "يتم استبعاد كافة الرياضيين والمسؤولين من روسيا وروسيا البيضاء من كافة بطولات الاتحاد الدولي للقوى ومن استضافة أي بطولة لألعاب القوى الدولية أو الأوروبية.
"سنواصل مراقبة الوضع لكن ما لم يكن هناك تغيير كبير في الظروف من الآن وحتى انطلاق الألعاب الأولمبية فإن هذا الاستبعاد سينطبق على باريس 2024".
وأضاف الاتحاد الدولي للقوى "إن من اختصاص اللجنة الأولمبية الدولية أن تقرر أي الدول التي ستتم دعوتها للمشاركة في الأولمبياد لكن من مسؤولية الاتحادات الدولية أن تقرر أي الرياضيين في رياضتهم المؤهلين للمنافسة".
وفي بطولة العالم للقوى في بودابست خلال أغسطس آب الماضي قال سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي للقوى إنه كان لا "يمكن تصور" أن ينافس رياضيو روسيا وروسيا البيضاء، قائلين إن هذا الحظر كان "لأسباب تتعلق بالنزاهة".
وأضاف أن "الموت والدمار الذي شهدناه في أوكرانيا خلال العام الماضي، بما في ذلك مقتل حوالي 185 رياضيا لم يؤد إلا إلى زيادة عزمي بشأن هذا الأمر. إنه وضع لا يطاق ولهذا لن أغير رأيي في أي وقت قريب".
(إعداد أحمد الخشاب وطه محمد للنشرة العربية)