💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الدبابات الإسرائيلية تصل لقلب خان يونس في خضم الهجوم على جنوب غزة

تم النشر 10/12/2023, 08:44
محدث 11/12/2023, 02:55
© Reuters. دخان يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية في خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم السبت. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى - رويترز.
USD/ILS
-

من بسام مسعود ونضال المغربي

غزة/القاهرة (رويترز) - شقت الدبابات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس يوم الأحد في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة، بينما قالت السلطات الصحية في غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن نحو 18 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب.

وقال قادة إسرائيليون إن العشرات من مقاتلي حماس استسلموا، وشجعوا المزيد منهم على الاستسلام، لكن الجماعة الفلسطينية المسلحة نفت ذلك ووصفته بأنه ادعاء كاذب ولا أساس له من الصحة.

وقال سكان إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط مدينة خان يونس بعد قتال عنيف طوال الليل أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق. وقصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غربي مكان الهجوم.

وامتلأت الأجواء بدوي الانفجارات المستمر وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأبيض فوق المدينة التي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من مناطق أخرى من القطاع.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي يسعى دون جدوى لوقف إطلاق النار في غزة، إن القطاع ينهار.

وأضاف "أتوقع أن ينهار النظام العام تماما قريبا، وقد يتكشف وضع أسوأ يتضمن ظهور الأمراض الوبائية وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر".

وفي وقت سابق يوم الأحد، بالقرب من مركز للشرطة في وسط المدينة، كان من الممكن سماع دوي نيران المدافع الرشاشة. وكانت الشوارع مهجورة باستثناء امرأة عجوز وفتاة تركبان عربة يجرها حمار.

وقال أب لأربعة أطفال نزح من مدينة غزة ولجأ إلى خان يونس لرويترز "كانت ليلة من أشد الليالي اللي خفنا فيها، المقاومة كانت كتير قوية، كنا بنسمع صوت اشتباكات وانفجارات ما توقفت لساعات".

وأضاف "الدبابات وصلت شارع جمال عبد الناصر وسط البلد، والقناصة ركبوا على بعض العمارات القريبة من المنطقة".

وفي شمال قطاع غزة حيث قالت إسرائيل في السابق إن قواتها أكملت مهامها إلى حد كبير، تحدث سكان أيضا عن بعض من أعنف المعارك في الحرب حتى الآن.

وقال ناصر (59 عاما) وهو أب لسبعة أطفال يقيم في جباليا بعد أن دُمر منزله في بيت لاهيا، وهي منطقة أخرى بشمال القطاع "أجرؤ على القول إنها أقوى معركة سمعناها منذ أسابيع". وكان بالإمكان سماع دوي انفجارات أثناء حديثه.

وأضاف "لن نترك جباليا مهما كان الأمر. سنموت هنا شهداء أو حتى يتركوننا وشأننا".

وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعدما اقتحم مقاتلون مسلحون السياج الحدودي وهاجموا بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن حوالي 18 ألف شخص قتلوا وأصيب 49500 آخرون في الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك الحين مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين والذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض. ولم تعد أعداد القتلى والمصابين تشمل أرقاما من مناطق شمال القطاع البعيدة عن متناول سيارات الإسعاف وحيث توقفت المستشفيات عن العمل.

* "مين عايش؟"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن العشرات من مقاتلي حماس استسلموا، واصفا ذلك بأنه بداية النهاية للحركة. وأضاف في بيان أذاعه التلفزيون "استسلموا الآن".

ونفت حماس استسلام مقاتليها وقالت إنها دمرت 180 آلية عسكرية إسرائيلية خلال القتال دون تقديم أدلة.

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة "تمكن مجاهدونا من تدمير أكثر من 180 آلية عسكرية بشكل جزئي أو كلي في مناطق الشجاعية والزيتون والشيخ رضوان ومخيم جباليا وبيت لاهيا وشرق دير البلح وشرق وشمال خان يونس جنوب قطاع غزة".

وأضاف أن إسرائيل لن تتمكن من استعادة المحتجزين بالقوة، مشيرا إلى ما وصفها بعملية فاشلة لتحرير أحدهم.

وقال أبو عبيدة "أثبتت الهدنة أن أحدا من أسرى العدو لم ولن يخرج إلا بعملية تبادل".

وانتشرت يوم الجمعة صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لرجال فلسطينيين محتجزين في غزة راكعين على الأرض بملابسهم الداخلية، مما أثار غضبا واسع النطاق في الدول العربية.

وقال فلسطينيون من مجموعة تضم 10 أشخاص أطلق الجيش الإسرائيلي سراحهم في غزة لرويترز إنهم تعرضوا للإيذاء الجسدي في أثناء الاحتجاز شمل اعتداء جنود عليهم بالضرب بالأحذية على رؤوسهم وأجسامهم. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في هذه الأقوال.

وبعد أسابيع من تركز القتال في الشمال، شنت اسرائيل هجومها البري في الجنوب هذا الأسبوع باقتحام خان يونس. ومع استمرار القتال الآن على طول قطاع غزة بأكمله تقريبا، تقول منظمات الإغاثة الدولية إن هذا التطور ترك سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مكان يلوذون به.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه سيكون من شبه المستحيل تحسين الوضع "الكارثي" في غزة حيث تزايدت الاحتياجات الطبية وتزايد خطر الإصابة بالأمراض بينما تدهور النظام الصحي بشكل كبير.

وعند منزل في خان يونس دمره القصف أثناء الليل، كان أقارب القتلى يبحثون بين الأنقاض وهم في حالة ذهول. وانتشلوا جثة رجل في منتصف العمر يرتدي قميصا أصفر اللون من تحت الأنقاض.

وقال أحمد عبد الوهاب "صلينا بالليل ونمنا، ثم استيقظنا لنجد البيت فوقنا. 'مين عايش؟!'".

وأضاف "جاءت قوات الدفاع المدني وأنقذت من استطاعت، وهذا ما بقي. انهارت ثلاثة طوابق بالأعلى والناس تحتها. الله منقذنا والوكيل في أمرنا. أمي وأبي وأختي وأخي وجميع أبناء عمومتي".

واكتظ مستشفى ناصر، المستشفى الرئيسي في خان يونس، بالقتلى والجرحى. ويوم الأحد، لم يكن هناك أي مكان في قسم الطوارئ حيث كان الناس ينقلون المزيد من الجرحى ملفوفين بالبطانيات والسجاد.

وبكى محمد أبو شهاب وأقسم على الانتقام لابنه الذي قال إنه قُتل برصاص قناص إسرائيلي.

وأجبرت الحرب الغالبية العظمى من سكان غزة على ترك منازلهم ونزح العديد منهم عدة مرات وهم يحملون ما يستطيعون حمله فقط من متاعهم.

وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحمايتهم، لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، تقول إنها لم تلتزم بتلك الوعود.

* مخاوف من التصعيد

تصاعدت حدة القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان يوم الأحد بسبب الصراع في غزة.

وفي مؤتمر دولي في الدوحة عاصمة قطر التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في هدنة استمرت أسبوعا وشهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، انتقد وزراء خارجية عرب واشنطن لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الحرب تخاطر بدفع جيل كامل إلى التطرف في أنحاء الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الأردني إن الحملة الإسرائيلية تهدف إلى طرد الفلسطينيين من غزة وتتوافق مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية، وهي اتهامات وصفتها إسرائيل بأنها سافرة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه "لن يكف" عن دعوته لوقف إطلاق النار.

© Reuters. سحب من الدخان المتصاعد جراء غارة إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة يوم الأحد. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى - رويترز.

وقال جوتيريش إنه حث "مجلس الأمن على أن يضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار".

وأضاف "للأسف، أخفق مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يقلل من ضرورة القيام بالأمر".

(تغطية صحفية بسام مسعود ومحمد سالم من غزة ونضال المغربي من القاهرة ودان وليامز وآري رابينوفيتش وإميلي روز وهنريت شقر من القدس - إعداد محمود رضا مراد ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.