الرباط (رويترز) - تظاهر آلاف المغاربة يوم الأحد بالعاصمة الرباط تضامنا مع غزة وطالبوا الحكومة بقطع العلاقات مع مع إسرائيل، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية والمغربية ومجسمات للمسجد الأقصى وصور بعض القتلى الذين سقطوا في حرب غزة.
واجتذبت الاحتجاجات على الحرب الإسرائيلية في غزة مرارا الآلاف في المغرب منذ بدء الصراع قبل شهرين، ويقود معظم هذه الاحتجاجات مجموعات عربية وإسلامية.
وتجمع يوميوم الأحد، الذي شارك فيه نحو 3000 محتج، هو الأول الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، أكبر حزب إسلامي في المغرب والذي قاد الحكومة المنتخبة من عام 2011 حتى عام 2021، مما يشير إلى تنامي المواقف المناهضة لإسرائيل داخل المعارضة.
وقال المنظمون إنهم اختاروا اليوم لتزامنه مع ذكرى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو نفس اليوم الذي قرر فيه المغرب إعادة فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط في 2020 بوساطة أمريكية مقابل الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.
ورفع المتظاهرون شعارات مثل "غزة غزة رمز العزة"، و "لا هرولة لا تطبيع.. فلسطين مش للبيع" و "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي.
وقال عزيز الهناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع لرويترز "هذه المظاهرة تأتي في إطار مواصلة التعبئة الشعبية المغربية المنددة بالعدوان الصهيوني والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بالمباركة الأمريكية والغربية".
وأضاف أنها "مسيرة جاءت متزامنة مع اليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان، والذي يصادف أيضا 75 عاما من نكبة فلسطين، تقريبا نفس التوقيت مع النكبة، وهذا يعطي إشارة إلى أن حق الإنسان الفلسطيني أصبح مهضوما في المنتديات الدولية".
وأضاف أن "10 ديسمبر يصادف الذكرى الثالثة لاستئناف العلاقات المغربية الصهيونية، ولهذا الشعب المغربي في هذه المسيرة وعدد كبير من المسيرات والوقفات التي نظمها، يطالب بوقف مسلسل التطبيع".
وقال "نتمنى من دولتنا أن توقف مسلسل التطبيع كما تم غلق مكتب الاتصال الإسرائيلي في عام 2000 على خلفية محاصرة ياسر عرفات في الضفة وارتكاب مجزرة جنين، فما يجري الآن أفظع بكثير مما جرى في 2000".
وعلى الرغم من سياستها المتمثلة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تقول السلطات المغربية إنها تواصل دعم إقامة دولة فلسطينية وتدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وحماية جميع المدنيين هناك.
وتزايد الانتقاد العلني من الأحزاب والجماعات الإسلامية واليسارية في المغرب لسياسة التطبيع منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
كما دعا المحتجون يوم الأحد إلى مقاطعة علامات تجارية اتهموها بدعم إسرائيل.
وقال أحمد اليندوزي، الذي كان يضع وشاحا فلسطينيا حول عنقه بينما يقف في الطابور للتوقيع على عريضة، "نطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل التي تقتل الأطفال والنساء في غزة وتدمر المستشفيات بمنتهى الوحشية".
ورغم أن المغرب وإسرائيل لم يكملا بعد عملية إقامة سفارات كاملة لكل منهما في بلد الآخر كما اتفقا على ذلك، فإن البلدين تقاربا ووقعا اتفاق تعاون دفاعيا.
وكان حزب العدالة والتنمية في السلطة عندما وافق المغرب على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، ووقّع عليه زعيمه آنذاك سعد الدين العثماني عندما كان رئيسا للوزراء. لكن الملك محمد هو من وضع في نهاية المطاف السياسة المتعلقة بهذا الاتفاق بوصفه من يحدد الاستراتيجية الشاملة للبلاد.
وقال زعيم حزب العدالة والتنمية الجديد عبد الإله بن كيران إن التوقيع على هذا الاتفاق كان خطأ.
وطلب الديوان الملكي من حزب العدالة والتنمية في وقت سابق التوقف عن انتقاد علاقات المغرب مع إسرائيل.
(تغطية صحفية زكية عبدالنبي - شارك في التغطية أحمد الجشتيمي - إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد ومحمد محمدين)