القاهرة (رويترز) - قالت الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) لدول شرق أفريقيا التي تشارك في جهود الوساطة بشأن الحرب في السودان إنها حصلت على التزام من الطرفين المتحاربين بتنفيذ وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي يهدف إلى إنهاء الصراع.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهما الطرفان المنخرطان منذ منتصف أبريل نيسان في صراع دمر العاصمة الخرطوم وأثار موجات من القتل على أساس عرقي في دارفور بالرغم من عدد من الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف القتال.
وقال شهود إن انفجارات وقعت في مصفاة الجيلي للنفط على مشارف الخرطوم يوم الأحد، في حين أشار الجانبان إلى وقوع خسائر بشرية عندما تعرضت قافلة تابعة للصليب الأحمر لإطلاق نار في العاصمة.
وذكرت إيجاد في بيان أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وافق يوم السبت خلال محادثات في جيبوتي، الرئيس الحالي للهيئة، على عقد اجتماع مباشر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأضاف البيان أن دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم حميدتي، وافق في اتصال هاتفي أيضا على اقتراح وقف إطلاق النار والاجتماع مع البرهان.
وقال ألكسيس محمد، مستشار رئيس جيبوتي، إن البرهان وحميدتي قبلا مبدأ الاجتماع خلال 15 يوما من أجل تمهيد الطريق لسلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين تؤدي إلى إطلاق عملية سياسية.
وفي وقت سابق اتهم البرهان في خطاب ألقاه أمام اجتماع جيبوتي قوات الدعم السريع بشن هجمات همجية، لكنه قال إن الجيش لم يغلق الباب أمام التوصل إلى حل سلمي.
وألقى حميدتي، الذي لا يُعرف مكان وجوده، كلمة عن بعد أمام اجتماع إيجاد حمَل فيها الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذين يتمتعون بنفوذ داخل الجيش مسؤولية اندلاع هذه الحرب، ودعا إلى إصلاح الجيش وتشكيل حكومة مدنية.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خطة مدعومة دوليا لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش وإطلاق عملية انتقالية تفضي إلى إجراء الانتخابات.
وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بعد الإطاحة بالبشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019. وقبل قتالهما نفذا معا انقلابا في عام 2021 أنهى جهودا من أجل دفع السودان نحو الديمقراطية.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها توصلت رسميا إلى ارتكاب طرفي الصراع جرائم حرب.
وردت قوات الدعم السريع على ذلك في بيان يوم الأحد نفت فيه قيامها بعمليات تطهير عرقي في دارفور، كما نفت مسؤوليتها عن وقائع العنف الجنسي. ونفى الجيش أيضا ارتكاب جرائم حرب.
وتعثرت مرارا محادثات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، وكان آخرها الأسبوع الماضي، في ظل مواصلة الجانبين حملاتهما العسكرية.
(تغطية صحفية جوليا بارافيتشيني من نيروبي وخالد عبد العزيز من دبي - إعداد محمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)