من علي صوافطة
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قتلت قوات إسرائيلية فتى في مستشفى ورددت صلوات يهودية في مسجد بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة خلال مداهمات قالت السلطات الفلسطينية يوم الخميس إنها أسفرت عن مقتل 12 شخصا فيما قالت إسرائيل إنها ساعدت في اعتقال عشرات المسلحين.
وقوبلت العملية في جنين بغضب من الحكومة الفلسطينية التي وصفتها بأنها "تصعيد خطير" وانتقدت تدنيس قوات إسرائيلية لأحد المساجد. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيتخذ إجراءات تأديبية مع الجنود.
وأعلن مسؤولون فلسطينيون ومنظمات خيرية دولية تعمل في مجال الصحة يوم الخميس أن القوات الإسرائيلية قتلت 12 فلسطينيا خلال مداهمات في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة على مدى ثلاثة أيام من بينهم فتى قُتل رميا بالرصاص بالساحة الخارجية لأحد المستشفيات.
ويدعو حلفاء إسرائيل، الذين يدعمون حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، إلى ضبط النفس في الضفة الغربية، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لمعاقبة مستوطنين إسرائيليين متهمين بشن هجمات مسلحة على فلسطينيين.
وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف من قبْل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1200 في إسرائيل وأدى إلى هجوم إسرائيلي أسفر عن مقتل ما يقرب من 19 ألف فلسطيني في غزة. وفي الشهرين التاليين للهجوم، قتل الإسرائيليون ما لا يقل عن 287 فلسطينيا في الضفة الغربية.
وأكد الجيش الإسرائيلي، الذي يقول إنه يكثف عملياته ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية، مقتل "أكثر من عشرة" أشخاص وصفهم بالإرهابيين في مداهماته في جنين.
وقال في بيان إن طائراته قتلت عددا من الأشخاص بعدما هاجموا قوات الأمن. وأعلن مساء يوم الخميس انتهاء العملية.
وقال شهود عيان في جنين إن مسلحين تبادلوا إطلاق النار مع الجنود وقاموا بتفجير عبوات ناسفة بدائية الصنع. وقال سكان إن جرافات الجيش دمرت شوارع وخطوط مياه.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنود فككوا مختبرات قنابل في العملية التي بدأها في 12 ديسمبر كانون الأول في جنين.
وأظهرت مقاطع متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها رويترز جنودا داخل مسجد في جنين يستخدمون مكبر صوت لترديد صلاة يهودية بطريقة تشبه الأذان لدى المسلمين.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما قالت إنه استهزاء بالقيم الدينية. وردا على سؤال حول الأحداث، قال الجيش الإسرائيلي للصحفيين إنه تم إبعاد الجنود على الفور عن النشاط العملياتي.
وقال الجيش إن "سلوك الجنود في مقاطع الفيديو خطير ويتعارض كليا مع قيم الجيش الإسرائيلي. وسيتم اتخاذ إجراءات تأديبية بموجب ذلك".
* إطلاق نار في مستشفى
أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن جنودا ممن ينفذون عمليات داخل مجمع مستشفى خليل سليمان المواجه لمخيم جنين للاجئين المكتظ أطلقوا النار على فتى أعزل هناك مما أدى لمقتله. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فتى عمره 17 عاما أُصيب بالرصاص في صدره.
وقال محمود السعدي مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين لرويترز عبر الهاتف إن إسرائيل لا تسمح لسيارات الإسعاف بدخول مخيم جنين لنقل المرضى.
وأضاف لرويترز عبر الهاتف "منذ مساء أمس لم نستطع الدخول إلى مخيم جنين لنقل حالات مرضية رغم محاولات التنسيق مع الصليب الأحمر والأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة). وصلنا إلى مدخل المخيم لنقل حالة مرضية ولم يسمح لنا الجيش بالدخول".
وتابع "الجيش متواجد بشكل كبير في مخيم جنين وكذلك على مدخل مستشفى جنين الحكومي الذي يقع على مدخل مخيم جنين".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في منشور على منصة إكس إن الجنود يوقفون أيضا سيارات الإسعاف الخارجة من المستشفى والتي تنقل مرضى أُذن لهم بالخروج.
* "غادروا الضفة الغربية"
قال علاء السعدي الذي يعيش في مخيم جنين إن الجنود الذين أتوا إلى منزله بحثا عن أسلحة دمروا التلفزيون الخاص به قبل أن يصطحبوه وهو معصوب العينين لاحتجازه في أحد مجمعات الجيش خارج المدينة لنحو 14 ساعة ومعه مئات آخرون.
وذكر السعدي (44 عاما) خلال مقابلة أن الجنود لم يعثروا على أسلحة، لكنهم هدموا منزل أسرته واتهموه بأنه عضو في حماس وأخبروه بأن عليه مغادرة الضفة الغربية والانتقال إلى لبنان أو سوريا.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق على رواية علاء السعدي.
وذكرت جمعية نادي الأسير الفلسطيني في بيان أنه منذ بدء المداهمة صباح 12 ديسمبر كانون الأول اعتقلت القوات الإسرائيلية مئات الفلسطينيين، وتم إطلاق سراح معظمهم بعد ذلك.
(إعداد أميرة زهران ومحمد أيسم ومروة غريب للنشرة العربية)