القاهرة/دبي (رويترز) - قال شهود ومقاتلون من قوات الدعم السريع السودانية إن القوات شبه العسكرية دخلت يوم الاثنين مدينة ود مدني المكتظة بالنازحين والتي تمثل مركزا للمساعدات على مدى الحرب الممتدة منذ ثمانية أشهر.
وقد تكون عملية الاستيلاء على المدينة نقطة تحول في تقدم قوات الدعم السريع عبر المناطق الغربية والوسطى من السودان.
وتسبب اقتراب قوات الدعم السريع من ود مدني الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم منذ يوم الجمعة في فرار آلاف الأشخاص. وتقع المدينة في منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعا متفاقما.
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتلين في شاحنات صغيرة تتجول في شوارع المدينة وفوق جسر عبر النيل الأزرق دار قتال عليه مع قوات الجيش. وقال شهود إنهم داهموا أيضا قرى مجاورة.
وفي أحد المقاطع المصورة، وقف مقاتلو قوات الدعم السريع حاملين بنادق حول كهنة أقباط قالوا إنهم لم يتمكنوا من الفرار لكنهم طلبوا مساعدة قوات الدعم السريع لمغادرة المدينة.
ولم تتحقق رويترز من صحة المقاطع المصورة.
وقال نشطاء محليون يطالبون بالديمقراطية إن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة وتنهب المنازل والسيارات، في غياب قوات الجيش والشرطة.
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، وتركت العاصمة أطلالا، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة وأتاحت الفرصة لتصاعد موجات القتل بدوافع عرقية في دارفور.
وتقاسمت القوتان السلطة مع المدنيين بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير عام 2019 ثم تحالفتا في انقلاب عام 2021، لكن الخلاف نشب بينهما حول خطة لانتقال سياسي مدعومة دوليا.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش حول ود مدني تسببت في نزوح كبير في الأيام القليلة الماضية.
وجاء في بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 1.5 مليون شخص فروا من السودان، وأن أكثر من 5.4 مليون نزحوا داخل البلاد، مما يجعل السودان الدولة التي تضم أكبر عدد من النازحين في العالم.
ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة بشكل عام، ويعيش ما لا يقل عن 85 ألفا داخل ود مدني وسط اعتماد متزايد على مرافق (TADAWUL:2083) المدينة للحصول على الرعاية الصحية والمساعدات والخدمات الحكومية التي بدأت في التوقف خلال الأيام الماضية.
وتقود الولايات المتحدة، التي حثت قوات الدعم السريع يوم الأحد على عدم مهاجمة ود مدني، وكذلك السعودية جهود وساطة لم تسفر عن نتائج حتى الآن. وبعدما أعلن وسطاء إقليميون بالهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) أن الجيش وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي، سرعان ما تراجع الجانبان عن ذلك.
وقالت الباحثة ريم عباس إن السيطرة على وسط ود مدني حيث تلتقي طرق سريعة رئيسية تمنح قوات الدعم السريع سيطرة أكبر على التجارة وتسمح لها بعرقلة طرق إمدادات الجيش.
وتابعت أن هذا "يمنحهم الوقت لتنظيم أنفسهم ومن ثم يمكنهم البدء بالتوجه شرقا... سيواصلون احتجاز الناس كرهائن وسيمارسون الضغط على المجتمعات المحلية وعلى الجيش والمجتمع الدولي".
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تسعى للإطاحة بالموالين للبشير في ود مدني واستباق هجوم للجيش الذي اتهمته بارتكاب أعمال قتل عنصرية وشن ضربات جوية عشوائية.
(تغطية صحفية خالد عبد العزيز ونفيسة الطاهر - إعداد محمد علي فرج ومحمد حرفوش ومروة غريب للنشرة العربية)