من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة 19 ديسمبر كانون الأول (رويترز) - - قال دبلوماسيون يوم الثلاثاء إن تصويتا في مجلس الأمن الدولي على محاولة لزيادة توصيل المساعدات إلى قطاع غزة تأجل ليوم آخر مع استمرار المحادثات في محاولة لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة على إجراء بخصوص الحرب المستمرة منذ نحو شهرين بين إسرائيل وحماس.
وكان من المقرر أن يصوت المجلس المؤلف من 15 عضوا في بادئ الأمر على مشروع قرار صاغته الإمارات يوم الاثنين. لكن التصويت تأجل على نحو متكرر، إذ يقول دبلوماسيون إن الإمارات والولايات المتحدة تواجهان صعوبة في الاتفاق على صياغة تشير إلى وقف الأعمال العدائية واقتراح بإنشاء آلية لمراقبة المساعدات تابعة للأمم المتحدة.
وردا على سؤال عما إذا كان الدبلوماسيون يقتربون من التوصل إلى اتفاق، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للصحفيين يوم الثلاثاء "نحاول.. نحاول حقا".
ويطالب مشروع القرار إسرائيل وحماس بالسماح بتوصيل المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة ويطلب من الأمم المتحدة مراقبتها.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تريد تخفيف اللهجة التي "تدعو إلى الوقف العاجل للأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، واتخاذ خطوات عاجلة نحو وقف مستدام للأعمال العدائية".
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار لأنهما تعتقدان بأنه لن يفيد سوى حماس. وتؤيد واشنطن بدلا من ذلك وقف القتال لحماية المدنيين والسماح بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وتحمي واشنطن تقليديا حليفتها إسرائيل من أي إجراء في مجلس الأمن. واستخدمت بالفعل حق النقض مرتين لعرقلة تحرك في مجلس الأمن منذ الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وردت إسرائيل على حماس بقصف غزة جوا وبفرض حصار وشن هجوم بري. وقُتل نحو 20 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية في القطاع الساحلي مع نزوح غالبية سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم.
* مراقبة المساعدات
وقال دبلوماسيون إن واشنطن غير راضية أيضا عن الاقتراح الوارد في مشروع القرار الإماراتي الذي يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنشاء آلية "لمراقبة جميع شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة المقدمة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية إلى غزة من دول ليست أطرافا في النزاع".
ودخلت مساعدات إنسانية محدودة وشحنات وقود إلى غزة من معبر رفح تحت مراقبة إسرائيلية، لكن مسؤولي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة يقولون إنها لا تقترب من تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة.
وقال نيت إيفانز، المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء "نعتقد بأنه يجب أن تكون هناك زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لغزة، وهو ما نعمل على تحقيقه على أرض الواقع من خلال دبلوماسيتنا. ونواصل العمل بشكل بناء مع أعضاء المجلس بشأن هذه النتيجة".
وقال مسؤولون إن معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل إلى غزة فُتح يوم الأحد أمام شاحنات المساعدات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، في خطوة تستهدف مضاعفة كمية الغذاء والدواء التي تصل إلى غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الثلاثاء إن 102 شاحنة مساعدات وأربع صهاريج وقود دخلت غزة يوم الأحد عبر معبر رفح وإن 79 شاحنة دخلت القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
وأضاف في بيان "هذا أقل بكثير من المتوسط اليومي البالغ 500 شاحنة (بما في ذلك الوقود وسلع القطاع الخاص) التي كانت تدخل كل يوم عمل قبل السابع من أكتوبر".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، إذ صوتت 153 دولة لصالح الخطوة التي اعترضت عليها الولايات المتحدة في مجلس الأمن قبل أيام.
وانتهت في أول ديسمبر كانون الأول هدنة استمرت سبعة أيام أطلقت خلالها حماس سراح بعض الرهائن مقابل بعض الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وشهدت زيادة المساعدات لغزة.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)